آناربر
أعلنت «جامعة ميشيغن» عن الموافقة النهائية على تسوية مالية بقيمة 490 مليون دولار مع محامي أكثر من ألف طالب سابق تعرّضوا للاعتداء الجنسي على يدّ الطبيب الرياضي الراحل روبرت آندرسون.
وحازت التسوية التي تم الإعلان عنها لأول مرة في كانون الثاني (يناير) الماضي، بالموافقة المطلوبة من 98 بالمئة من الضحايا، وهي النسبة المطلوبة لإقرار التعويضات التي ستُترك عملية تقاسمها للمحامين والضحايا، دون أن يكون للجامعة أي دور في ذلك.
وقال رئيس مجلس حكام «جامعة ميشيغن»، بول براون، «تقدم جامعة ميشيغن اعتذارها الصادق عن الإساءات التي ارتكبها الراحل روبرت آندرسون» معرباً عن أمله في أن «تساعد هذه التسوية في عملية الشفاء للناجين».
وقالت رئيسة الجامعة ماري سو كولمان، إن إنجاز التسوية سيمنح الجامعة زخماً إضافياً في معالجة سوء السلوك المهني، مؤكدة التزام مؤسستها التعليمية «بتوفير بيئة آمنة ومرحبة للجميع». وكانت الجامعة قد توصلت في آب (أغسطس) الماضي إلى تسوية أخرى في إطار دعوى جماعية منفصلة أسفرت عن إنشاء فريق طوارىء –قيد التشكيل– من حوالي 30–40 ممثلاً من جميع فروع الجامعة (آناربر وديربورن وفلنت)، للاجتماع بانتظام وتقديم المشورة للجامعة بشأن كيفية معالجة سوء السلوك.
وكانت فضيحة الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها آندرسون قد خرجت إلى العلن في ربيع العام 2020 بعدما كشف ثلاثة مصارعين متقاعدين عن تعرضهم للاعتداء الجنسي أثناء فحصهم من قبل آندرسون، متهمين الجامعة بالتستر على الطبيب الرياضي رغم علمها بالشكاوى ضده منذ العام 1975 على الأقل.
وعلى أثر ذلك، تدفقت الشكاوى ضد آندرسون على مدار العامين الماضيين، حيث انضم مئات الرجال والرياضيين السابقين في الجامعة إلى الدعوى الجماعية، محملين الجامعة مسؤولية التغاضي عن سلوك الطبيب الإجرامي على مدار خدمته في النظام الصحي التابع للجامعة، من العام 1966 حتى 2003.
ووصل عدد بلاغات الاغتصاب التي تلقتها الجامعة خلال العام 2021 وحده، إلى ما يقرب من 1,200 حالة على يد آندرسون وحده.
وأنفقت «جامعة ميشيغن» حوالي 12 مليون دولار لتكليف جهة ثالثة بإجراء تحقيق مستقل بشأن تلك المزاعم، وقد تبين في التقرير النهائي أن مسؤولي الجامعة كانوا على علم بسلوك آندرسون المشين، بمن فيهم أحد كبار مسؤولي الجامعة الذي لم يتخذ أي إجراء لردعه رغم اطلاعه على عدة شكاوى في أواخر السبعينيات.
وتقاعد آندرسون من «جامعة ميشيغن–آناربر» عام 2003، وتوفي في خريف 2008 عن عمر ناهز 80 عاماً قضى منها 37 عاماً في العمل كطبيب رياضي في الجامعة.
وبحسب التحقيق المستقل، ارتكب آندرسون اعتداءات جنسية في «مناسبات لا تعد ولا تحصى» على مدار نحو أربعة عقود من عمله في الجامعة. ووجد المحققون أن سوء سلوك آندرسون تراوح بين إجراء فحوصات غير ضرورية طبياً مثل فحص الفتاق والبروستات لطلاب يسعون للعلاج من مشاكل غير ذات صلة، وبين قيامه بتحفيز الأعضاء التناسلية لطلاب ذكور وصولاً إلى القذف، فضلاً عن مقايضة بعض الخدمات الطبية بشرط الاتصال الجنسي مع مرضاه.
Leave a Reply