بليموث – «صدى الوطن»
يقيم «صندوق إغاثة أطفال فلسطين» PCRF ومنظمة «فجر العلمية» –يوم السبت 8 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري– عشاءً خيرياً في «مركز الريان» بمدينة بليموث لجمع التبرعات لصالح تمويل شراء وتركيب المفاصل والأطراف الاصطناعية لضحايا الاحتلال الإسرائيلي، وذلك عبر رحلتين سيقوم بهما جراحون متطوعون إلى قطاع غزة والضفة الغربية في العام القادم.
ويعاني الفلسطينيون، خاصة أولئك الذين يعيشون في ظل الحصار الاقتصادي والأمني الخانق في قطاع عزة، من نقص وعسر الخدمات الطبية لمرضى المفاصل وفاقدي الأطراف، بسبب ضعف النظام الصحي وعسف السياسات الإسرائيلية التي تعيق تنقل المصابين داخل المناطق الفلسطينية أو سفرهم إلى خارج البلاد طلباً للعلاج الطبي.
وكان استهداف قناصة الاحتلال لأرجل المتظاهرين في مسيرات العودة الكبرى بين عامي 2018 و2019 قد أسفر عن بتر مئات الأطراف لدى الشباب الفلسطيني المنتفض، ما أفضى إلى إعاقة المصابين وتعقيد ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية.
منظمو الفعالية، حثوا الجالية العربية في منطقة ديترويت على المشاركة في مساعدة المصابين الفلسطينيين، سواء من خلال التبرع أو الانضمام إلى العشاء الخيري الذي سيقام –بحضور الأطباء المتطوعين– في الساعة 5:15 من مساء السبت، بـ«مركز الريان» الكائن على العنوان: 46441 شارع الميل الخامس، في مدينة بليموث.
وأشار الدكتور خالد صالح، مؤسس منظمة «فجر العلمية»، إلى أن الحصار الاقتصادي والعسكري على قطاع غزة، وسياسات الفصل العنصري التي تنتهجها إسرائيل في الضفة الغربية، يفاقم من حاجة المرضى والمصابين إلى العلاج المطلوب، لافتاً إلى أن التهاب المفاصل يعد –في مراحله النهائية– مرضاً شديد الإيلام، إلى جانب كونه عائقاً يحرم الأفراد من الاستقلالية الاقتصادية التي تعتبر السبب الأول في جراحة واستبدال المفاصل في العالم.
صالح، وهو جراح مختص في استبدال المفاصل، أفاد لـ«صدى الوطن» بأن تأمين العلاج الطبي المطلوب للمصابين يكاد يكون «مستحيلاً» داخل الأراضي المحتلة، وذلك بسبب كثرة العوائق الناجمة عن الممارسات الإسرائيلية، كصعوبة الحصول على التصاريح الأمنية اللازمة لعبور نقاط التفتيش، وغياب الرعاية الميسورة التكاليف في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة، وتردد المعيلين الأساسيين لأسرهم في أخذ إجازات مرضية خوفاً من فقدان وظائفهم.
ولفت صالح إلى أن الجيش الإسرائيلي أوجد «جيلاً على عكازين» من خلال عمليات إطلاق النار التي تستهدف «تشويه» وتحطيم أطراف آلاف الشباب الفلسطينيين الذين يشاركون في مسيرات العودة الكبرى، وقال: «يحتاج هؤلاء المصابون إلى رعاية طبية معقدة ما يشكل ضغطاً متزايداً على البنية التحتية الصحية في فلسطين، لنواحي الوقت والأموال والطاقة والموارد».
وأضاف صالح: «لقد أصيب حوالي 8 آلاف شخص خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال السنوات الأخيرة، ويفترض الناس بأن الجرحى سيتعافون في نهاية المطاف، لكن الحقيقة هي أن غالبيتهم باتوا معاقين بشكل دائم، ما يجعل الحاجة إلى استبدال مفاصلهم ضرورة عاجلة ومستدامة».
من جانبه، بيّن مؤسس «صندوق إغاثة أطفال فلسطين»، الدكتور ستيف سوسبي، بأنه تم تأسيس منظمة PCRF في عام 1992، وقدّمت منذ ذلك الحين الرعاية الطبية لمئات آلاف الأطفال الفلسطينيين. وقال سوسبي: «في عام 2018 وحده، قامت المنظمة بعلاج حوالي 13,500 طفلاً من خلال 83 بعثة طبية تم إرسالها إلى فلسطين من جميع أنحاء العالم».
كما قامت المنظمة بتسفير أكثر من ألفي مريض يعانون من حالات خطيرة لعلاجهم خارج فلسطين مع تأمين العمليات الطبية والعائلات المضيفة، إلى جانب بناء مرفقين لسرطان الأطفال في الأراضي المحتلة، والمساعدة الفعالة في تحسين البنية التحتية في المناطق الفلسطينية، المقطعة الأوصال.
وحول التعاون بين المنظمتين آنفتي الذكر، أكد صالح بأن «فجر العلمية»، وهي الذراع الإنسانية لـ«شركة صالح للاستشارات الطبية» في ميشيغن، دخلت في شراكة مع PCRF بغية رفع مستوى خدمات رعاية وجراحة العظام في قطاع غزة والضفة الغربية لتمكين الفلسطينيين من الحصول على خدمات عالية الجودة رغم التحديات الكثيرة في حياتهم اليومية.
وقال صالح إن عضوين من الفريق الطبي المتطوع، وهما الدكتور طارق نايف وجرّاح العظام غريغ ستوكس، سافرا مؤخراً إلى فلسطين وحدّدا ستة مستشفيات يمكن أن تكون بمثابة مراكز ممتازة لتقديم المساعدة للمرضى الفلسطينيين
ولفت سوسبي إلى أن المنظمتين تهدفان إلى جمع 200 ألف دولار لشراء المعدات والمواد الجراحية، وتأمين لوجيستيات السفر، موكداً بأنه تم حتى الآن جمع 40 ألف دولار من إجمالي المبلغ المستهدف، وقال «إن جميع الجراحين متبرعون بوقتهم، في إشارة إلى أنهم لن يتقاضوا أجوراً مقابل الخدمات التي سيقدمونها للمرضى.
وحول الأهداف المتوخاة من المبادرة الخيرية لكلتا المنظمتين، أوضح صالح بأن كل عملية استبدال للمفاصل أو تركيب للأطراف سوف تؤدي إلى تحسين نوعية حياة المرضى، وسوف تجلب راحة كبيرة لعشرات الأفراد داخل عائلاتهم الكبيرة، وقال: «يمكن أيضاً أن تسهم تلك العمليات في إعادة المرضى إلى العمل وتمكينهم مرة أخرى من إعالة أسرهم، كما أنها ستخفف من الضغط المالي على نظام الرعاية الصحية في فلسطين».
وختم صالح بالقول: «الأهم، أن هذه العمليات ستسهم في تدريب الجراحين الفلسطينيين وستؤهلهم لمعالجة آلاف المرضى بشكل أفضل في المستقبل».
Leave a Reply