حسن عباس – «صدى الوطن»
على هامش حفل اليوبيل الذهبي لتأسيس مركز «أكسس» للخدمات الاجتماعية والاقتصادية، الخميس الماضي، أعربت حاكمة ميشيغن غريتشن ويتمر لـ«صدى الوطن» عن شعورها بالارتياح لانتصارات الديمقراطيين الكاسحة في الانتخابات النصفية الأخيرة والتي أسفرت عن سيطرة الحزب الأزرق على الأغلبية التشريعية في الولاية لأول مرة منذ أربعة عقود، إلى جانب احتفاظهم بمكاتب الحاكمية والسكريتاريا والادعاء العام لأربع سنوات إضافية.
وعزت الحاكمة الديمقراطية انتصارها العريض على منافستها الجمهورية تودور ديكسون، المدعومة من الرئيس السابق دونالد ترامب، إلى أداء حكومتها خلال السنوات الأربع الماضية، وتركيزها على القضايا المتعلقة بحماية وازدهار جميع سكان ميشيغن، لافتة إلى أن فوزها على مرشحة الحزب الأحمر بفارق 11 بالمئة من الأصوات، كان تأكيداً على صوابية رؤيتها في قيادة الولاية.
وأوضحت ويتمر بأن سيطرة الديمقراطيين على مجلسي النواب والشيوخ في العاصمة لانسنغ، ستمنح إدارتها فرصة جديدة لاستثمار الإمكانات المتوافرة وإقامة شراكة حقيقية مع المشرعين من أجل المضي قدماً بمستقبل الولاية. ولدى حكومة ميشيغن فائض مالي بمليارات الدولارات التي لم يتسن صرفها إلى الآن بسبب الخلافات الحزبية في لانسنغ.
وقالت ويتمر: «لقد حان الوقت لوضع قدمنا على عجلة التسريع، سواء كان ذلك لضمان خلق وظائف ذات رواتب مجزية للأجيال الجديدة في ميشيغن، أو لضمان تلبية الاحتياجات الصحية والتعليمية لجميع الأطفال، أو لمواصلة العمل في إصلاح البنى التحتية في كافة أنحاء الولاية»، مضيفة: «هذه هي الأشياء التي ستحدد قدرة الشخص على أن يصبح فرداً مزدهراً في الولاية بغض النظر عن المكان الذي أتى منه، أو كيف يبدو، أو يعبد من، أو يحب من».
وجاءت مشاركة ويتمر في الحفل السنوي الخمسين لتأسيس «أكسس» الذي أقيم –الخميس الماضي– في فندق «ماريوت» بوسط ديترويت، تتويجاً للعلاقة الوطيدة بين الحاكمة الديمقراطية وبين المجتمع العربي الأميركي لمنطقة ديربورن الذي صبّ معظم أصواته لصالح مرشحي الحزب الأزرق في الانتخابات الأخيرة.
وأظهرت الأرقام اكتساح المرشحين الديمقراطيين بهوامش كبيرة لجميع السباقات الانتخابات في عاصمة العرب الأميركيين، كما صوتت المدينة بكثافة لصالح الاستفتاءات العامة التي يدعمها الديمقراطيون.
والجدير بالذكر أن ويتمر تتمتع بعلاقة وطيدة مع الجالية العربية في منطقة ديربورن وقد حرصت خلال سنوات حكمها الأربع على تعيين عشرات العرب الأميركيين في العديد من المناصب واللجان الحكومية.
وفي ديربورن، بلغت نسبة التصويت الحزبي المباشر (ستريت تيكيت) لصالح الديمقراطيين 64.6 بالمئة، بإجمالي 11,547 صوتاً بينها 4,622 اقتراعاً غيابياً، في مقابل 33.4 بالمئة لمنافسيهم الجمهوريين، بواقع 5,978 صوتاً بينها 1,488 اقتراعاً غيابياً.
وخلال حفل «أكسس» الذي حضره أكثر من ألف شخص، شكرت ويتمر مسؤولي ومتطوعي المنظمة، وكذلك الحضور والمتبرعين الذين حرصوا على «الاستثمار المذهل» في «أكسس» التي انبثقت من مؤسسة صغيرة في الطرف الجنوبي من مدينة ديربورن أوائل ثمانينات القرن الماضي، وتحولت إلى منظمة عملاقة تضم أكثر من 10 مواقع وحوالي 180 برنامجاً في مختلف الميادين الاجتماعية والصحية والتعليمية والاقتصادية.
وتطرقت ويتمر خلال كلمتها إلى مخاطر الفيروس التنفسي المخلوي RSV في ميشيغن وفي جميع أنحاء العالم، مؤكدة بأنها الأخصائيين الصحيين والطبيين في حالة التأهب القصوى للتعامل مع الإصابات في الولاية، لافتة إلى أن إدارتها لن تتساهل مع أي نوع من المخاطر التي تهدد حياة ومصالح السكان، على غرار ما فعلته خلال وباء كورونا.
وتشير البيانات الصحية إلى وقوع وفاة واحدة بسبب الفيروس المخلوي من بين كل 50 حالة دون سنّ الخامسة في جميع أنحاء العالم، كما تشير الأرقام إلى أن الطواقم الطبية والصحية في مستشفيات الولاية تعاني من إجهاد شديد بسبب هذا المرض.
وكان الجمهوريون قد احتجوا مراراً وتكراراً على سياسات الإغلاق التي فرضتها ويتمر على الأعمال التجارية والمدارس والأماكن المغلقة، ورغم أن الكثيرين منهم لم يستثنوا أنفسهم من الاحتياطات الصحية كأخذ اللقاحات وارتداء الكمامات والالتزام بقواعد الاجتماعي، إلا أن قاعدتهم التصويتية واصلت التشكيك بجدوى تلك الإجراءات واتهام الحاكمة الديمقراطية بفقدان الوظائف وتدهور الاقتصاد في ولاية البحيرات العظمى.
وأكدت الحاكمة الديمقراطية بأن الانتخابات الأخيرة أكدت بأن المعترضين على سياسات الولاية خلال وباء الفيروس المستجد لا يشكلون أكثرية السكان، وقالت: «على غرار ما فعلنا خلال وباء كورونا، فإن طواقم الصحة العامة لدينا هي اليوم على الخطوط الأمامية لحماية أطفالنا من الفيروس التنفسي المخلوي»، مضيفة: «ما رأيناه خلال وباء كوفيد–19 كانت حملة تضليل مذهلة تتوخى تقويض ثقة الناس في العلم».
وتابعت ويتمر بالقول: «إنه لأمر محزن حقاً، أن يتم التشكيك بالعلم الذي هو الطريقة المثلى التي نعتمدها لإنقاذ الأرواح، وإن الوصول إلى اللقاحات أو القدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتنا وأجسامنا هي أمور أساسية تعكس من نحن وكيف نزدهر، كولاية وكأمة».
وشددت ويتمر على أنها كافحت بجد لمكافحة المعلومات الخاطئة حول الأوبئة وإعطاء الأولوية لإبداء الامتنان لطواقم الرعاية الصحية والعاملين على الخطوط الأمامية، معربة عن أملها بأن يستمع الناس إلى متخصصي الرعاية الصحية «المحترمين» في ولايتنا.
وقالت ويتمر: «إذا أصاب الفيروس التنفسي المخلوي طفلاً أو عائلة فإن الخطوة الأولى لاتزال هي الاتصال بطبيب العائلة… الشخص الذي لا يزال محل الثقة والاحترام في مجتمعاتنا».
وانتقدت ويتمر السياسيين الذين يحاولون «خدمة أنفسهم» سواء عبر التشكيك بنتائج الانتخابات أو إجراءات الصحة العامة، وقالت: «لقد رأينا رفضاً شاملاً لهؤلاء في الانتخابات الأخيرة، وهذا يعطينا الأمل».
Leave a Reply