لانسنغ – أعلنت حاكمة ميشيغن غريتشن ويتمر، الإثنين الماضي، عن اختيار عضو مجلس نواب الولاية عن ساوثفيلد، الديمقراطية كايرا هاريس بولدن، لشغل عضوية المحكمة العليا في ميشيغن، لتصبح بذلك أول قاضية سوداء تتولى هذا المنصب.
وستحلّ بولدن (34 عاماً) في مقعد رئيسة المحكمة الحالية، القاضية بريدجت ماري ماكورماك، التي أعلنت في أيلول (سبتمبر) الماضي عن قرار تنحيها بحلول مطلع العام المقبل تمهيداً لتوليها رئاسة «الجمعية الأميركية للتحكيم القضائي» –وهي منظمة دولية غير ربحية مقرها نيويورك.
وبتعيين بولدن كأصغر قاضية في تاريخ المحكمة العليا في ميشيغن، سيحتفظ القضاة الموالون للديمقراطيين بالأغلبية في أعلى سلطة قضائية بالولاية، بواقع أربعة قضاة تقدميين مقابل ثلاثة محافظين.
وكانت القاضية ماكورماك (56 عاماً) المحسوبة على التيار الليبرالي، قد انتخبت لعضوية محكمة ميشيغن العليا لأول مرة عام 2012، ثم أعيد انتخابها عام 2020 لولاية ثانية من ثماني سنوات تمتد حتى نهاية العام 2028، غير أنها قررت عدم إكمال السنوات الست المتبقية من ولايتها، مفضلة الانتقال للعمل في نيويورك.
بدورها، كانت بولدن قد خاضت في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، انتخابات المحكمة العليا في الولاية، إلا أنها حلّت بالمركز الثالث في السباق على مقعدين مفتوحين في المحكمة التي تضم سبعة مقاعد.
وقضت النائبة الديمقراطية معظم حملتها الانتخابية الأخيرة وهي حامل قبل أن تنجب مولودتها الأولى في آب (أغسطس) الماضي.
وحصلت بولدن على 22 بالمئة من الأصوات مقابل 24 بالمئة للقاضي المحافظ براين زهرا الذي حل ثانياً، فيما تصدر السباق القاضي الليبرالي ريتشارد بيرنستين الذي حصد 34 بالمئة من الأصوات.
وفي بيان تعيينها، قالت ويتمر إن بولدن لديها «شغف كبير بالقانون»، مؤكدة أنها ستجلب منظوراً فريداً إلى أعلى محكمة في الولاية ليس فقط كـ«امرأة سوداء» وإنما أيضاً كـ«أم عاملة جديدة».
وأضافت أن «كايرا ملتزمة بالقتال من أجل العدالة لأجيال قادمة، وأنا على يقين أنها ستخدم ميشيغن باحترام وستبني مستقبلاً أكثر إشراقاً لمولودتها الجديدة ولأولادنا أجمعين».
وأردفت ويتمر في بيان، بأن «كايرا لديها سجل متميز في الدفاع عن الحقوق الدستورية لمواطني ميشيغن، وقد قادت إصلاح العدالة الجنائية وتشريعات الحزبين لحماية الناجيات من العنف الجنسي».
وسيتعيّن على بولدن خوض الانتخابات العامة في 2024 لإكمال ولاية ماكورماك التي تنتهي مطلع العام 2029.
ووفق دستور الولاية، يُنتخب قضاة المحكمة العليا في ميشيغن لمدة ثماني سنوات قابلة للتجديد طالما أن القاضي المرشح للاحتفاظ بمقعده لايزال دون سن 70 عاماً، وهو ما يعني أن بولدن قادرة على الاستمرار بمنصبها لأكثر من ثلاثة عقود.
وتعتبر بولدن أول امرأة سوداء تخدم في محكمة ميشيغن العليا، التي ضمت في السابق عدة قضاة سود ذكور من كلا الحزبين، مثل الديمقراطيين دينيس آرتشر، وكونراد ماليت، والجمهوريين روبرت يونغ جونيور، وكورتيس وايلدر، الذي خسر انتخابات عام 2018.
وكانت المحامية بولدن قد انتخبت لعضوية مجلس نواب الولاية عن ساوثفيلد –لأول مرة– عام 2018، وأعيد انتخابها في العام 2020. وقبل ذلك عملت بولدن كمحامية في الدعاوى المدنية قبل انتخابها لمجلس نواب الولاية. كما عملت أيضاً مع قاضٍ في مقاطعة وين، وكانت محامي دفاع عام في محكمة ساوثفيلد.
وفي تعليقها على قرار تعيينها، قالت بولدن: «يشرفني للغاية أن يتم اختياري من قبل الحاكمة ويتمر لهذا المنصب في المحكمة العليا في ميشيغن»، متعهدة بضمان «الوصول المتكافئ إلى العدالة، وتطبيق القانون دون خوف أو محاباة، ومعاملة جميع من يمثُل أمام أعلى محكمة في ولايتنا، بكرامة واحترام».
وابتداء من كانون الثاني (يناير) القادم، ستنضم بولدن إلى القضاة الليبراليين، ريتشارد بيرنستين (48 عاماً) وميغان كافانو (52 عاماً) وإليزابيث ولش (52 عاماً)، والقضاة المحافظين، براين زهرا (62 عاماً) وديفيد فيفيانو (50 عاماً) وإليزابيث كليمنت (48 عاماً) التي تم انتخابها بإجماع القضاة، الإثنين الماضي، لترؤس المحكمة العليا في ميشيغن حتى انتهاء ولايتها مطلع العام 2027. وقالت كليمنت: «إن محاكم ميشيغن تسير على طريق ثابت لتصبح أكثر سهولة في الوصول إليها وأكثر تفاعلاً وشمولية، وما حدث اليوم من تعيين كيرا هاريس بولدن هو إضافة للمحكمة العليا هي خطوة رائدة إلى الأمام».
Leave a Reply