«إنه يوم صعب» هذا ما قاله المسؤولون الإسرائيليون عقب حدوث العملية المزدوجة في القدس! فبواسطة هاتف نقال، تم تفجير عبوتين ناسفتين في محطة انتظار للحافلات، ما أدى إلى مقتل شخص وجرح أكثر من عشرين آخرين في انفجارين منفصلين وقعا قرب مدينة القدس.
حالة من الإرباك سيطرت على الشارع الإسرائيلي وعلى قوات الأمن، فالعملية المزدوجة ليست كسابقاتها، ولم تشهد الأراضي المحتلة مثيلاً لها منذ الانتفاضة الثانية، وهو ما يؤشر باعتراف الإسرائيليين أنفسهم إلى مرحلة جديدة دخلتها عمليات المقاومة، مرحلة تتميز بالتنظيم والدقة العالية والقدرة على اختراق كل الإجراءات، والرسالة واحدة: الشعب الفلسطيني ماضٍ في مقاومته وكفاحه حتى تحرير أرضه.
المستويان الأمني والسياسي داخل إسرائيل، عقدا عدة أجتماعات طارئة لمواكبة الأحداث في القدس المحتلة مع نشر المئات من أفراد الشرطة ورفع حالة التأهب في محاولة للتخفيف من حالة الغضب والقلق التي سادت الشارع الإسرائيلي الذي يعتبر ما حصل انهياراً للمنظومة الأمنية. وعلى الأثر، وكردٍ على التفجير، ارتفعت أصوات المتطرفين من أعضاء اليمين المتطرف بالدعوة إلى إعادة سياسة الاغتيالات بحق قادة المقاومة وطرد الفلسطينيين ووقف تحويل الأموال إلى خزينة السلطة الفلسطينية وفرض طوق أمني مشدد وتنفيذ اجتياح لبعض مدن الضفة الغربية.
ولاحقاً، وفي سياق إجراءاتها الانتقامية، أعلنت قوات الاحتلال عن إغلاق معبري الجلمة وسالم أمام نقل البضائع اعتباراً من يوم الخميس الماضي وحتى إشعار آخر. وذلك إضافة إلى إغلاق المعبر أمام خروج العمال ودخول عرب تل أبيب.
وفي نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، استُشهد شابان فلسطينيان، مساء الأربعاء الماضي متأثرين بجراحهما برصاص قوات الاحتلال، كما أُفيد باستشهاد الطفل أحمد شحادة أثناء اقتحام المدينة. وفجر الخميس المنصرم، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في أنحاء متفرقة من القدس والضفة الغربية.
من جهتها، أعلنت فصائل المقاومة جاهزيتها التامة تحسباً لأي عملية انتقام إسرائيلية.
في الأثناء، يؤكد مراقبون أن هذا التصعيد الخطير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى أكثر من ساحة، ربما يكون مقدمة لعمل عسكري واسع.
Leave a Reply