ملفينديل – بعد نحو شهر من الاعتقال السياسي في السعودية، عاد المواطن الأميركي اليمني الأصل، محمد سالم السوجري (63 عاماً)، يوم الأربعاء الماضي، سالماً إلى عائلته في مدينة ملفينديل بمنطقة ديترويت الكبرى بفضل الجهود السياسية والدبلوماسية التي بذلتها الإدارة الأميركية بضغط من عضوي الكونغرس عن الولاية، السناتور غاري بيترز والنائبة رشيد طليب.
وكان سالم الذي هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1989، قد تعرض للاعتقال على يد رجال أمن سعوديين في مكة المكرمة مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، عندما كان يؤدي مناسك العمرة برفقة اثنين من أبنائه.
وبحسب المعلومات المتوفرة، دخل سالم في سجال مع أحد رجال الشرطة في المسجد الحرام بسبب تفريقه عن ابنيه، ليتدخل –بعد قليل– عميلان سريان بزي الإحرام، زعما أنهما معتمران من ليبيا وسألاه عما جرى، فردّ بغضب: «لولا مكة والمدينة لكنا أحرقنا هذا البلد».
على الفور، اعتقل رجلا الأمن المتخفيان، سالم واقتاداه إلى السجن، بينما تُرك ابناه يضربان أخماساً بأسداس.
وبحسب وكالة «فرانس برس»، تم تحويل سالم إلى سجن «ذهبان» المخصص للسياسيين والمتهمين بقضايا إرهاب، والذي يقع قرب مدينة جدة، غرب البلاد.
وفي تصريح لقناة «أن بي سي» المحلية في ديترويت، قال المحامي عبدالله مغنية، إنه تلقى اتصالاً من أسرة موكّله، حوالي الساعة الثانية فجر الأربعاء الماضي، ليزفوا له خبر إبلاغهم بأنه تم الإفراج عن سالم، وأنه سيكون قريباً في طريق عودته إلى الولايات المتحدة على متن طائرة.
وقال مغنية إنه تحدث بشكل موجز مع سالم عبر الهاتف، موضحاً أن موكله كان يبكي فرحاً ويكيل المديح إلى الولايات المتحدة واصفاً إياها بأنها أعظم دولة في العالم، مبتهجاً بإنقاذه من سجنه السعودي.
ولم توجه السلطات السعودية أية اتهامات إلى سالم الذي ظل محتجزاً دون محاكمة لأكثر من شهر. وازداد قلق أسرة سالم منذ نقله إلى سجن ذهبان المركزي، الذي وثقت منظمة العفو الدولية مزاعم حول أساليب التعذيب المستخدمة فيه، مثل الصعق بالكهرباء والجلد.
وأضاف مغنية الذي قاد حملة تحرير سالم، إن «أسرة موكله ممتنة للغاية» لكل من ساهم في الإفراج عنه، بعد أن «ظنوا أنهم لن يروه مجدداً». وأردف قائلاً: «كانوا يعتقدون حقاً أن والدهم لن يعود إلى الولايات المتحدة مرة أخرى».
وأشار مغنية إلى أن وزارة الخارجية الأميركية تدخلت في القضية، وكذلك فريق النائبة طليب الذي بذل «مجهوداً مذهلاً»، وأيضاً فريق السناتور بيترز، وفريق روبرت بيرشينسكي في مجلس الأمن القومي، مؤكداً أن «الجميع لعبوا دوراً في تحرير سالم ونحن ممتنون لهم جميعاً».
Leave a Reply