هامترامك – أثار علم نازي مرفوع على واجهة أحد المنازل بهامترامك، سخطاً واستياءً على المستويين الأهلي والرسمي في المدينة الأكثر تنوعاً في ولاية ميشيغن. ورغم أن العلم أُزيل مساء اليوم نفسه، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي شهدت جدلاً واسعاً حول الحادثة التي تزامنت مع حلول اليوم العالمي لـ«ذكرى الهولوكست» في 27 كانون الثاني (يناير) الجاري.
وأفاد رئيس بلدية هامترامك أمير غالب لوسائل إعلام محلية بأن إدارته لا توافق على أفعال وسلوكيات الكراهية، غير أنها لا تستطيع القيام بأي إجراء لأن العلم منصوب ضمن ملكية خاصة، وهو يندرج تحت حرية التعبير المكفولة بالتعديل الأول من الدستور الأميركي.
وكتب غالب على صفحته بموقع «فيسبوك»: «رغم أن حق التعبير مكفول، إلا أننا لا نتسامح مع خطاب الكراهية»، مضيفاً «لا يمكننا التغاضي عن الكلمات والرموز التي تقسّم هامترامك، هذا المجتمع المتماسك الذي يتكون من أفراد متنوعي الثقافات والخلفيات ومشارب الحياة».
غالب الذي يتحدر من أصول يمنية، أكد تمسك المجتمع المحلي بهوية هامترامك «كمدينة تقدر التنوع وتنبذ الكراهية»، وهو ما يجعلها «مكاناً أفضل للعيش».
وكانت الرئيسة السابقة لبلدية هامترامك، كارين ماجوسكي، قد بادرت إلى نشر صورة العلم المرفوع على واجهة أحد المنازل عبر صفحتها بموقع «فيسبوك» قائلة إنه «كان يرفرف طيلة نهار الجمعة الماضي في وجه كل شيء يمكن أن تمثله هامترامك»، مشيرة إلى أن الجالية البولندية في المدينة «لديها تجربة فريدة ومؤلمة مع الفاشية والنازية».
وشكلت هامترامك إحدى الوجهات الرئيسية في الولايات المتحدة للمهاجرين البولنديين الذين تدفقوا بأعداد كبيرة إلى المدينة في أعقاب احتلال ألمانيا النازية لوطنهم الأم عام 1939، لتصبح منذ ذلك الحين ذات أغلبية بولندية قبل أن يتحول المشهد الديموغرافي لصالح المسلمين خلال العقدين الأخيرين.
وكتبت ماجوسكي: «سواء كنا مسيحيين أو مسلمين أو يهوداً أو بوذيين، فهذا العلم لا يشير فقط إلى التعصب، ولكنه يرمز أيضاً إلى الإبادة الجماعية التي يجب أن تصدم أي شخص في أي مجتمع»، لافتة إلى أن الغضب وردود الفعل الشاجبة من قبل السكان «تثلج الصدر حقاً».
وأعربت ماجوسي عن أملها في ألا تشهد هامترامك حادثة أخرى من هذا النوع في المستقبل.
وأوضحت بأن رفع العلم النازي، لم يكن اعتباطياً، وقالت: «لا يمكن لأي شخص امتلاك مثل هذا العلم الذي لا يمكن شراؤه من متاجر الدولار ستور»، مؤكدة بأن الذين رفعوا الراية النازية بذلوا قصارى جهدهم للحصول عليها ونصبها، «ما يوحي بأنهم كانون يعلمون بردود الفعل الغاضبة» التي ستتسبب بها.
ومع أن مسؤولي المدينة لم يكشفوا عن هوية صاحب العقار الذي نصب عليه العلم النازي، إلا أن إحدى الوسائل الإعلامية تمكنت من التواصل مع أحد قاطني المنزل، والذي اكتفى بالتأكيد –من خلف الكاميرا– بأن شخصاً مجهولاً نصب العلم خلسة من أجل «إذلال» أصحاب المكان.
Leave a Reply