ديربورن – في لقاء حاشد عكس المكانة السياسية المتنامية للجالية العربية في منطقة ديترويت، أقيم يوم الإثنين الماضي، حفل استقبال على شرف زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس نواب ولاية ميشيغن ونواب منطقة ديربورن، بحضور عدد كبير من المسؤولين والفعاليات المحلية في مطعم «لابيتا» بمدينة ديربورن.
وحضر الحفل –الذي نظّمه ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني ورجل الأعمال علي جواد– كلّ من نائب حاكم ولاية ميشيغن غارلين غيلكريست، ورئيس مجلس نواب الولاية جو تايت (عن ديترويت)، وزعيم الأغلبية الديمقراطية في المجلس، أبراهام عياش (عن هامترامك)، والنائبين عن ديربورن، العباس فرحات وأرين بيرنز، فيما تغيبت عن الحفل زميلتهما كارين ويتسيت لأسباب خاصة.
كذلك حضر الحفل كل من نائب محافظ مقاطعة وين أسعد طرفة، ورئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود، ورئيس بلدية ديربورن هايتس بيل بزي، ورئيس بلدية هامترامك أمير غالب، ورئيس بلدية وستلاند مايكل لوندو، إلى جانب العديد من القضاة والحقوقيين والمسؤولين البلديين والتربويين والفعاليات المجتمعية في منطقة ديربورن.
وكانت الانتخابات النصفية الأخيرة –في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المنصرم– قد أسفرت عن فوز كل من فرحات (الدائرة 3) وويتسيت (الدائرة 4) وبيرنز (الدائرة 15) بمقاعد ديربورن وديربورن هايتس تحت قبة الكابيتول في لانسنغ، كما أعيد انتخاب عياش (الدائرة 9) الذي اختاره الديمقراطيون لتزعم الأغلبية الجديدة في مجلس نواب الولاية، كأول عربي وأول مسلم يتقلد مثل هذا المنصب الرفيع.
عريف الحفل، الرئيس التنفيذي لمنظمة LAHC (النادي اللبناني الأميركي سابقاً) وسيم محفوظ، استهل الأمسية بالترحيب بـ«القادة الشباب»، معرباً عن تفاؤله بمستقبل ديربورن وهامترامك في ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة، التي أوصلت «أربعة قادة إلى كابيتول لانسنغ لكي يناضلوا بأفضل السبل من أجل تحقيق تطلعات ناخبيهم»، مبدياً ثقته بأنهم «لن يخيبوا الآمال المعقودة عليهم».
تقدم كبير
من جانبه، أشاد رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود بـ«الرصيد الضخم» الذي أضافه النائب أبراهام عياش إلى سجل الإنجازات التاريخية للعرب الأميركيين في ميشيغن، بعدما غدا أول عربي وأول مسلم يترأس كتلة الأغلبية في مجلس نواب الولاية، موضحاً بأن النائب اليمني الأصل لن يقْصر جهوده على خدمة المجتمعات العربية والإسلامية وإنما سيسعى لخدمة جميع المجتمعات بدون تفرقة أو تمييز في ولاية البحيرات العظمى.
وأشار حمود إلى أن إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية –العام الماضي– أتاحت إيصال ثلاثة نواب إلى كابيتول لانسنغ لتمثيل ديربورن، التي كان قد مثّلها لأكثر من خمس سنوات، قبل استقالته في نهاية العام 2021 لتولي مهام رئاسة البلدية.
وأعرب حمود عن ثقته بالمشرعين فرحات وبيرنز وويتسيت، وقدرتهم على مواصلة المسار التقدمي لمدينة ديربورن والولاية ككل.
بدوره، تطرق نائب محافظ مقاطعة وين، أسعد طرفة، إلى «النجاحات الباهرة» التي يواصل المجتمع العربي تحقيقها في منطقة ديترويت على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لافتاً إلى أن الجالية العربية أحرزت الكثير من التقدم خلال العقدين الأخيرين، حتى باتت تشكل «علامة فارقة» بين مجتمعات الولاية.
طرفة، وهو أول عربي وأول مسلم يتولى منصب نائب محافظ المقاطعة الأكبر في ميشيغن، أضاف: «عندما بدأت الخدمة العامة قبل عشرين عاماً، كان عدد المسؤولين العرب ضئيلاً للغاية، لدرجة أن تعيين ماجستريت في محكمة (مساعد قاضٍ) كان يعتبر إنجازاً يعتدّ به، أما اليوم.. فإن المناصب التي يتقلدها العرب الأميركيون في منطقة ديترويت وفي عموم الولاية أكثر من أن تعد أو تحصى».
وحث طرفة الأجيال العربية الجديدة على مواصلة النجاح الذي حققه أسلافهم، متوقعاً أن يشغل المزيد منهم مناصب عليا بكافة المناحي في المستقبل.
في السياق، وصف ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني الحفل بأنه «تاريخي»، لكونه يضم أول نائب حاكم أسود في ميشيغن، وأول رئيس أسود لمجلس نواب الولاية، وأول زعيم عربي لكتلة حزبية في المجلس التشريعي، وأول رئيس بلدية عربي ومسلم في كل من ديربورن وديربورن هايتس وهامترامك، وقال «إن هذا يعني الكثير، كما أنه يعني بأنه مازال لدينا الكثير لنقدمه لبلدنا».
وأضاف: «ما نطمح إليه، وما يمكننا تحقيقه، لم يأتِ بعد».
وأشاد السبلاني بالكفاءات العالية التي يتمتع بها الشباب العرب الأميركيون وحماستهم المتزايدة للانخراط في مجالات الخدمة الحكومية والعامة، لافتاً إلى أن العباس فرحات هو ثاني أصغر النواب في تاريخ مجلس ميشيغن التشريعي.
موجة زرقاء
نائب حاكم ميشيغن، غارلين غيلكريست، أكد بأن انتخابات نوفمبر المنصرم، لم تسفر فقط عن فوز نواب جدد من المجتمعات الإثنية، وإنما تمخضت عن «موجة زرقاء» في عموم ميشيغن، مهيباً بالنواب الديمقراطيين للعمل معاً «لإنجاز المهام التي يتوجب علينا إنجازها».
وقال غيلكريست: «إنها ليلة مميزة، أن نحتفي بهؤلاء النواب الشباب، ونحن على يقين بأن هذه اللحظة تدل على أن ميشيغن تزدهر بطريقة غير مسبوقة، ولذلك يتعين علينا أن نعمل بجد لكي نثبت من نحن، وأننا نستحق المكان الذي نحن فيه».
وأضاف غيلكريست: «لقد شهد العام 2022 الكثير من صناعة التاريخ في ولايتنا، سواء في كابيتول لانسنغ، أو في المجتمعات الإثنية في كافة أرجاء ميشيغن»، في إشارة إلى تولي أول إفريقي أميركي لرئاسة مجلس النواب، وكذلك فوز العديد من النواب المتحدرين من المجتمعات الإثنية والمهاجرة، مثل فرحات وعياش.
زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس نواب ميشيغن، أبراهام عياش، بدأ كلمته بالتأكيد على أنه ليس من المهم أن يكون المسؤول المنتخب «الأول من نوعه» لكي يكون «صانع تاريخ»، وإنما المهم أن يكون مؤمناً بالمسؤوليات المترتبة على عاتقه من أجل خدمة السكان.
وقال عياش: «لا يهمني أن أكون أول عربي وأول مسلم يترأس كتلة حزبية في مجلس نيابي، وإنما ما يهمني ويشغلني حقاً هو الإرث الذي سأتركه بعد مغادرتي هذا المنصب».
وأوضح عياش بأنه يتطلع من خلال دوره الجديد إلى تحقيق المزيد من الرفاهية والاستقرار والأمان لناخبي منطقة هامترامك ولجميع سكان الولاية، وقال: «لقد عشت معظم حياتي في مجتمع فقير، ولهذا فأنا أعرف تماماً أولويات المجتمعات المهمشة»، مضيفاً: «أمامنا الكثير من التحديات والعقبات، ويتوجب علينا العمل بمسؤولية ونزاهة لكي نجعل حياة الناس أفضل وأكثر أماناً».
وأردف: «إن مجتمعنا العربي والإسلامي يحتاج إلى الكثير من الخدمات في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية، وإنا ملتزم بخدمة هذا المجتمع على قدم المساواة مع المجتمعات الأخرى في ولايتنا».
وأما رئيس مجلس نواب ميشيغن، جو تايت، فقد أكد على الانتخابات النصفية الأخيرة التي كشفت عن ثلاثة أشياء هامة، وهي أن «التنوع يهم»، و«الجغرافيا تهم»، و«الأهلية تهم»، مؤكداً بأن النواب الديمقراطيين متنوعون إثنياً ومجتمعياً وأنهم «مؤهلون لأداء دور تاريخي في لانسنغ».
وفي نهاية الحفل، وعد النائبان فرحات وبيرنز بالعمل على الوفاء بالوعود التي قطعوها للناخبين، وبذل أقصى الجهود من أجل الدفع قدماً بمستقبل مدينة ديربورن.
وخصّ فرحات بالشكر، الزميل السبلاني على تشجيعه له للدخول في السباق الانتخابي لعضوية مجلس نواب الولاية، لملء مقعد حمود، مؤكداً أنه سيبذل كل ما في وسعه ليكون على قدر المسؤولية.
Leave a Reply