لانسنغ – كشف تقرير لصحيفة «ديترويت نيوز» عن حصول الناشطة الاقتصادية والسياسية فاي بيضون على منحة مالية من حكومة ولاية ميشيغن، بقيمة 20 مليون دولار لتمويل منظمة غير ربحية قامت بتسجيلها بعد عشرة أيام من اعتماد المنحة في مجلس الولاية التشريعي، مطلع تموز (يوليو) الماضي.
وبحسب الصحيفة، تتمتع المديرة التنفيذية لغرفة التجارة الأميركية العربية، بعلاقات وطيدة مع الحاكمة غريتشن ويتمر التي عيّنتها –عام 2019– في عضوية لجنة العلاقات الأميركية الشرق أوسطية، وهي لجنة استشارية تابعة لمكتب الحاكمية، بالإضافة إلى عضوية اللجنة التنفيذية لـ«مؤسسة التنمية الاقتصادية في ميشيغن» MEDC، والتي تشرف سنوياً على توزيع وإدارة منح وحوافز حكومية بعشرات ملايين الدولارات للمؤسسات القائمة أو قيد الإنشاء، بما في ذلك، الإشراف على كيفية استخدام منحة منظمة Global Link International التي قدمت بيضون أوراق تسجيلها في مقاطعة أوكلاند الصيف الماضي.
ولاتزال التفاصيل حول كيفية استخدام المنحة غير متوفرة في الأوراق التي تم تقديمها مؤخراً إلى مكتب الميزانية في حكومة الولاية، باستثناء الإشارة إلى هدف المنظمة وهو «جذب الشركات الدولية الناشئة إلى ميشيغن».
وأقر مجلس الولاية التشريعي، المنحة لمنظمة GLI ضمن مجموعة منح مالية بقيمة مليار دولار تم تخصيصها ضمن موازنة السنة المالية الحالية، باسم «منح التعزيز»، لتمويل مشاريع 114 منظمة مختلفة تحظى برعاية خاصة من أعضاء المجلس التشريعي.
ولفتت «ديترويت نيوز» إلى أن «منح التعزيز» هذه، تم إدخالها إلى موازنة الولاية للسنة المالية 2022–2023، قبل ساعات قليلة من طرحها على التصويت أمام مجلسي النواب والشيوخ، واصفة المشاريع التي تم تمويلها بأنها مشاريع «مدللة» و«دسمة» بالنسبة للسياسيين.
وفي السياق، أشارت الصحيفة إلى أن بيضون –المنتمية إلى الحزب الديمقراطي في ميشيغن– تبرعت بما يقرب من عشرة آلاف دولار لصالح حملة ويتمر الانتخابية منذ العام 2019.
نفي وتأكيد
غير أن أكثر ما هو ملفت في منحة منظمة GLI، هو أنها أدرجت تحت المشاريع التي تحظى برعاية رئيس مجلس النواب السابق الجمهوري جيسون ونتوورث، ولكن الأخير نفى لصحيفة «ديترويت نيوز» أن يكون قد طلب هذا التمويل بالفعل، رغم إقراره بعقد اجتماع مع بيضون لمناقشة المسألة.
وقال النائب المنتهية ولايته عن وسط ميشيغن إنه التقى ببيضون بشأن خططها قبل بدء مفاوضات الميزانية بجدية، مستدركاً بأنه قرر عدم إعطاء الأولوية لمشروعها بعد ذلك الاجتماع.
وأضاف لصحيفة «ديترويت نيوز»: «لم يكن شيئاً عارضته، ولكنه أيضاً لم يكن شيئاً أعطيته الأولوية أو الدعم»، مؤكداً أنه لم يطلب التمويل لمنظمة GLI، على عكس ما هو وارد في الأوراق التي تم تقديمها إلى مكتب الميزانية مؤخراً.
كما أوضح ونتوورث أنه في الوقت الذي التقى فيه ببيضون بشأن المشروع، كانت تطلب خمسة ملايين دولار فقط. لكن بعد أشهر، انتهى الأمر بمنحة بقيمة 20 مليون دولار لمدة أربع سنوات في ميزانية السنة المالية الجارية التي بدأت مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وحجمها الإجمالي حوالي 76 مليار دولار.
في المقابل، أكدت بيضون ومعها رجل الأعمال من مدينة أوكيموس، شريف حسين، للصحيفة أن ونتوورث كان الراعي الفعلي للمنحة. وكذلك فعل مكتب ويتمر الذي حضر ممثلون عنه، المفاوضات مع رئيس مجلس النواب السابق.
وعلق بوبي ليدي المتحدث باسم ويتمر بالقول: «نواصل الحصول على رقم قياسي من الوظائف مع جذب مشاريع استثمارية كبرى وإعادة سلاسل التوريد إلى الولاية»، معرباً عن أمله في أن تساعد منحة GLI «في خلق المزيد من الوظائف» في ميشيغن.
ومن جانبه، أوضح حسين الذي يعتبر من المتبرعين الدائمين للحزبين الديمقراطي والجمهوري على حد سواء، أنه ساعد في ترويج المشروع بالنيابة عن «صديقته» بيضون، مضيفاً أن المشروع «على حد علمه» حظي بدعم من الحزبين بمن فيهم ونتوورث، وهو من السياسيين الكثر الذين حصلوا على تبرعات انتخابية سخية من حسين.
وفي العام 2021، تبرع حسين بعشرة آلاف دولار لحملة ونتوورث للحفاظ على الأغلبية الجمهورية في مجلس نواب الولاية، ومئة ألف دولار لحملة الحاكمة ويتمر التي عينته في «صندوق الأطفال» وهو صندوق حكومي يهتم بتعزيز صحة الأطفال وسلامتهم ورفاههم من خلال تمويل برامج وخدمات تمنع إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم.
بدورها، قالت بيضون التي تولت سابقاً منصب النائب الثاني لرئاسة الحزب الديمقراطي ميشيغن عام 2021، وتترأس حالياً تجمع العرب الأميركيين في الحزب، إن المشروع سيكون من «الأصول الأساسية لاقتصاد ميشيغن»، مشيرة إلى أنها تخطط لاستخدام المنحة في إقناع الشركات الدولية الناشئة بالانتقال إلى ميشيغن، غير أنها امتنعت عن تقديم أية تفاصيل إضافية حول المنظمة الوليدة، مثل معايير الإنفاق وعدد الموظفين الذين قد يتم توظيفهم عبر المنحة، باعتبار «أن الخطط لا تزال قيد التطوير» وفق تعبيرها.
واكتفت الناشطة اللبنانية الأصل بالإشارة إلى أن المنحة ستستخدم لتأسيس المنظمة ثم بعد ذلك لتمويل تشغيلها، لافتة إلى أنها ستركز على «الجيل القادم من الخدمات والمعدات الطبية، الزراعة، الهندسة والتصميم والتطوير؛ وغيرها من الصناعات التي تركز على التكنولوجيا».
وتابعت بالقول إنه على ولاية ميشيغن أن تكون «استباقية» وأن «تفكر في المستقبل» لمواكبة تطورات الاقتصاد العالمي.
والجدير بالذكر أن أعضاء لجنة MEDC التنفيذية، بمن فيهم بيضون، سيعدون مسودة اتفاقية مع GLI (مثل غيرها من المنظمات المستفيدة من «منح التعزيز») لتحديد آليات استخدام المنحة التي سيتم صرف نصفها مقدماً ونصفها الآخر في وقت لاحق.
وسيُطلب من GLI تقديم تقارير ربع سنوية بالإضافة إلى التقرير النهائي في نهاية مدة المنحة، وفقاً لمكتب الموازنة في ميشيغن.
وعند سؤال MEDC عن إمكانية تعارض مصالح بيضون مع المصلحة العامة، قالت المؤسسة الحكومية إن لجنتها التنفيذية لم تكن هي الجهة المسؤولة عن إقرار «منح التعزيز»، وإنما سيقتصر دورها على إدارة تلك المنح الممولة من دافعي الضرائب، للتأكد من تلبية المتطلبات التشريعية.
Leave a Reply