ديربورن – بعد تكليفها من قبل منطقة ديربورن التعليمية، بإجراء تقييم شامل للمباني المدرسية في المدينة، قدمت شركة «فيلدينغ إنترناشونال» للاستشارات الهندسية، نتائج دراستها في جلسة استماع عقدها المجلس التربوي في شهر آذار (مارس) الجاري، لتحديد المدارس المتقادمة التي يتوجب استبدالها في غضون السنوات الثلاثين القادمة.
واستمع أعضاء المجلس التربوي لتفاصيل الدراسة بحضور عدد ضئيل من السكان يوم 21 آذار (مارس) المنصرم، حيث شرح ممثلو «فيلدينغ إنترناشونال» المعايير التي تم الاستناد إليها في تقييم 31 مبنى مدرسياً في ديربورن، بما في ذلك أعمال الصيانة المؤجلة وإمكانية تحديث المباني وتغيير طريقة استخدامها بما يتلاءم مع احتياجات التعليم في المستقبل، آخذة في الاعتبار الأهمية التاريخية لتلك المدارس.
وفي حين أكد ممثلو «فيلدينغ» على عدم حاجة أي من مدارس ديربورن العامة إلى إصلاحات فورية في الوقت الراهن، إلا أنهم أوصوا بضرورة استبدال ما يقرب من نصف المباني في غضون العقود الثلاثة القادمة.
ودعا تقرير الشركة إلى استبدال 15 مبنى مدرسياً في المنطقة، موضحاً أنه إذا لم يتم استبدال تلك المباني، فإن عملية تجديدها ستكون صعبة ومكلفة للغاية.
وقامت «فيلدينغ» على مدى الأشهر القليلة الماضية بتقييم جميع مباني المنطقة التعليمية التي تضم أكثر من 20 ألف طالب، عبر التحقق من السلامة الهيكلية وحجم الفصول الدراسية والتخطيطات الحالية لاستخدام المباني، مقترحة جملة من التحسينات الممكنة والتصميمات الجديدة لتلبية احتياجات الطلاب التعليمية في المستقبل.
أما المباني التي أوصت الدراسة باستبدالها في غضون عقد من الزمن، فشملت عشرة مدارس «تاريخية» في ديربورن، وهي ابتدائيات «دوفال»، «ليندبرغ»، «هاورد»، «مايبلز»، «ماكدونالد»، «وايتمور بولز» و«هنري فورد»، بالإضافة إلى المدارس المتوسطة «لاوري» و«سالاينا» و«وودورث». كذلك، أوصت الدراسة باستبدال بعض المدارس الأخرى على المدى البعيد، بما فيها «ثانوية فوردسون» وابتدائيات «لونغ» و«ناولين» و«أوكمان» و«ريفر أوكس»، إلا أن رئيس مجلس ديربورن التربوي، جيم ثورب، قال خلال جلسة الاستماع إن المنطقة لا تعتزم إخراج أيٍّ من مبانيها من الخدمة.
وكجزء من جهود «فيلدينغ إنترناشونال» أيضاً، تم إنشاء خريطة تفاعلية تحتوي على معلومات مفصلة حول جميع مدارس ديربورن العامة، ويمكن الاطلاع عليها عبر الرابط التالي: bit.ly/42Ph3t6
ومن خلال النقر على المدارس، يمكن للقراء معرفة المزيد حول كل مدرسة، بما في ذلك معدلات التسجيل والحضور الحالية والمتوقعة، والسعة ونسبة الازدحام فضلاً عن مؤشر «فيلدينغ» عن حالة المبنى وقدرته على التكيف في المستقبل.
كما نشرت «فيلدينغ» تقديرات لتكاليف الصيانة المتوقعة لكل مبنى خلال السنوات العشر القادمة، مع مقارنتها بتكلفة بناء مدرسة بديلة، علماً بأن المقارنة لا تشمل بعض التكاليف ذات الصلة، مثل شراء العقارات أو الأثاث أو التكنولوجيا للمبنى الجديد.
ومع تقديم المعلومات حول كل مبنى إلى المجلس التربوي، ستعمد «فيلدينغ» إلى سلسلة من الخطوات التالية، تشمل تطوير سيناريوهين مختلفين لكيفية المضي قدماً في معالجة مشاكل البنية التحتية، على أن يتم عرض تفاصيل السيناريوهين أمام الجمهور للاستماع إلى آرائهم حول الحلول المقترحة.
ومن المتوقع أن يكون السيناريوهان جاهزين في وقت لاحق من الربيع الحالي، حيث ستتم مناقشة مقاربتين مختلفتين على مستوى المنطقة التعليمية، قبل أن يتم تطوير خطط مفصلة لكل مبنى في وقت لاحق.
وتوجّه جيمس سيمان، الشريك في «فيلدينغ»، إلى أعضاء المجلس التربوي بالقول: «إن الخطة الثلاثينية لن تكون منقوشة في الحجر، بل سيتعين عليكم الاستمرار في التواصل مع الاجتاع والاستماع إلى آراء السكان»، مؤكداً أن الاستنتاج الرئيسي للدراسة، هو أن مدارس ديربورن بحاجة ماسة لاستثمارات ضخمة على المدى الطويل.
ومن ضمن توصيات «فيلدينغ» أيضاً، تقليل عدد الفصول الدراسية الكبيرة وإعادة تصميمها إلى صفوف أصغر لاستضافة الأنشطة الجماعية وتعزيز مساحات التعاون بين الطلاب والمدرسين. كما تركزت بعض مجالات المناقشة حول ما إذا كان السكان يرغبون في استخدام المباني المدرسية بعد انتهاء الدوام، وكيفية استخدامها، بما في ذلك إنشاء صفوف لتعليم البالغين واستخدام المرافق والملاعب الرياضية.
وكجزء من الدراسة، تعاقدت «فيلدينغ» مع شركة «كروبر جي آي أس» لتحديد معدلات تسجيل الطلاب المتوقعة خلال السنوات العشر القادمة، في كلٍّ من مدارس ديربورن العامة، بالإضافة إلى الأعداد المتوقعة على مستوى المنطقة التعليمية ككل.
وفي هذا الإطار، توقع التقرير أن تنخفض أعداد الطلاب بشكل طفيف لتصل إلى ما دون عشرين ألف طالب، بعد عشر سنوات من الآن، علماً بأن مدارس ديربورن تتسع حالياً لما يربو على 21 ألف طالب.
غير أن التقديرات بانخفاض عدد الطلاب قوبلت بالتشكيك من قبل البعض، نظراً لارتفاع معدل المواليد في ديربورن، وتعدد البرامج التعليمية ما بعد الدوام وبرامج التعليم الجامعي المبكر، فضلاً عن خطة حاكمة ولاية ميشيغن، غريتشن ويتمر، القاضية بتوسيع برامج التعليم في مرحلة الحضانة خلال السنوات الأربع القادمة، ما من شأنه أن يزيد من عدد الأطفال ضمن هذه الفئة العمرية في مدارس ديربورن التي توفر التعليم من مرحلة الحضانة حتى الصف الثاني عشر ثانوي.
Leave a Reply