ديربورن هايتس – أشاد نائب حاكم ولاية ميشيغن غارلين غيلكريست، بدور المراكز الإسلامية في ترسيخ القيم الروحانية وتمتين الروابط الإنسانية بمجتمعات منطقة ديترويت الكبرى، خلال الحفل السنوي الثامن والعشرين لـ«دار الحكمة الإسلامية» في ديربورن هايتس.
الحفل الذي أُقيم مساء الجمعة الماضي، في صالة «بيلاجيو» حضره حشد من المسؤولين المحليين والرسميين المنتخبين وفعاليات قضائية ومجتمعية، إلى جانب المئات من أهالي منطقة ديربورن.
وكانت «دار الحكمة» قد تأسست عام 1995 كمسجد على شارع شايفر في مدينة ديربورن، قبل أن تنتقل في العام التالي إلى مقرها الحالي الكائن قرب تقاطع شارعي آناربر تريل ووست وورن بمدينة ديربورن هايتس، حيث باتت أحد أعرق المراكز الإسلامية في المدينة ذات الكثافة العربية والإسلامية المتنامية.
وخلال الفعالية الذي تضمّنت إفطاراً رمضانياً ضم رجال دين مسلمين ومسيحيين، نقل غيلكريست تحيات حاكمة ميشيغن غريتشن ويتمر إلى الجاليات العربية والإسلامية في ولاية ميشيغن، مؤكداً بأن الحفل السنوي لـ«دار الحكمة» يمثّل مناسبة للاحتفاء «بالتنوع والتواصل» بين المجتمعات المتعددة في ولايتنا، على حدّ تعبيره.
وقال غيلكريست: «إنها لنعمة أن أكون هنا، وأن أشارككم هذه المناسبة الكريمة، التي أفضّل أن أدعوها فعالية الاحتفال بالناس.. هذا شيء يمدني بالطاقة ويمنحني الحياة».
نائب حاكم ولاية ميشيغن يشيد بالدور الإيجابي للمراكز الإسلامية في منطقة ديترويت
وأوضح بأن المسلمين والمسيحيين يتشاركون فريضة الصيام، مستخلصاً بأن «البشر يتغذون على ما هو أكثر من الطعام والشراب». وأضاف أن أحد المعاني الأساسية للصوم ينطوي على تقوية الصلات بين الناس، بغض النظر عن عقائدهم وأعراقهم وخلفياتهم الإثنية.
وقال غيلكريست إن «العلاقات الإنسانية» هي إحدى الأشياء الأساسية التي نتغذى عليها خلال حياتنا اليومية والعامة، وهي واحدة من أكثر العناصر التي تساعدنا على الاستمرار والازدهار، مضيفاً: «صحيح أن شهر رمضان هو شهر ديني، ولكنه أيضاً مناسبة لتمتين العلاقات داخل وعبر مجتمعاتنا، هذه الروابط التي تعزز قيمنا وتقوّينا وتجعلنا أكثر قوة ونجاحاً».
وأردف غيلكريست قائلاً: «المجتمعات المتماسكة والمترابطة هي المجتمعات التي ننشد بناءها وتقويتها في ولايتنا، ميشيغن»، متابعاً: «أنا ممتن لكل شخص في هذا المجتمع على العمل الذي يقوم به لجعل هذا المكان أفضل، لدينا جميعاً دور ومسؤولية للقيام بذلك، سواء كان في مجال السلامة العامة، أو في مناهضة الظلم والعنصرية وكراهية الأجانب والإسلاموفوبيا ومعاداة السامية».
وفي ختام كلمته، قدّم غيلكريست –بالنيابة عن الحاكمة ويتمر– درعاً تكريمية لـ«دار الحكمة الإسلامية»، تثميناً لبرامجها وجهودها في خدمة المجتمع المسلم في منطقة الديربورنين خلال الـ28 عاماً المنصرمة.
من جانبه، تطرق إمام «دار الحكمة»، الشيخ محمد علي إلهي، إلى المعاني الدينية والإنسانية للشهر الفضيل عند المسلمين، واصفاً رمضان بـ«شهر التنوع»، والاحتفال السنوي للمركز الإسلامي لجمع التبرعات بـ«مأدبة التنوع».
وتقيم «دار الحكمة» حفلين لجمع التبرعات كل عام، إحداهما سنوي، والآخر نصف سنوي.
وقال إلهي إن رمضان هو شهر التنوع وإن القرآن الكريم هو كتاب التنوع من خلال خطابه الذي يتوجه إلى الناس كافة. وأضاف: إن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن ليكون هدى للناس جميعاً، وليس للمسلمين فقط، فهنالك الكثير من الآيات التي تقول: يا أيها الناس، ويا أيها الإنسان، ويا بني آدم، وليس هناك آية واحدة تقول: يا أيها المسلمون.
كما لفت إلهي إلى أن المساجد هي أماكن «مفتوحة أمام الجميع»، وأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يأمر أتباعه باحترام دور العبادة الأخرى، وهو ما دفع الكثير من المسلمين إلى الدفاع والموت في سبيل حماية الكنائس من اعتداءات الإرهابيين في كل من العراق وسوريا خلال السنوات الأخيرة.
وأكّد إلهي بأن رمضان هو شهر «المودة» بين الأفراد والجماعات والأمم، مستشهداً بالحديث النبوي القائل: «التودد نصف الإيمان»، مضيفاً بأنه «لا بناء حقيقياً في الأوطان والمجتمعات من دون المودة».
وقال إلهي: «من دون زرع الود وترسيخ المحبة بين الناس والجيران وأبناء الأمة الواحدة، فلن يكون هناك أي بناء حقيقي في السياسة أو الاقتصاد أو الثقافة أو أي حقل آخر»، متابعاً: «إذا أردت أن تربح العالم، فيمكنك فعل ذلك من خلال الحكمة والمحبة، وليس من خلال الحرب والعدوان».
في سياق آخر، دعا إلهي الحاضرين إلى التبرع بسخاء من أجل دعم «دار الحكمة» لمواصلة خدماتها الدينية والتربوية والاجتماعية في منطقة ديربورن، متنمياً بأن لا تقل تبرعات كل طاولة عن ألف دولار.
ولفت إلهي إلى إفلاس بعض البنوك الأميركية في الآونة الأخيرة ما سبب الكثير من الخوف والإحباط في أوساط المودعين والمستثمرين، مذكراً بأن «الإيداع في البنك الحقيقي هو الأكثر ضماناً وربحاً»، في إشارة إلى التبرعات والصدقات والزكوات التي يحضّ عليها الدين الحنيف.
كذلك، شهد الحفل كلمات مقتضبة لكل من رئيس بلدية ديربورن هايتس بيل بزي، ورئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود، إضافة إلى رئيس مجلس إدارة «دار الحكمة»، الدكتور فراس حمادة، الذي أعرب عن امتنانه لدعم المجتمع المحلي للمركز الإسلامي على مدى ثلاثة عقود.
وقال حمادة: «منذ اليوم الأول في عام 1995، ما تزال مهامنا تتمحور حول الإيمان والتعليم والمحبة والعدالة والتوعية والعمل».
Leave a Reply