ديربورن – تستكمل صحيفة «صدى الوطن» التحضيرات لإقامة الحفل السنوي الثاني لتوزيع منح جامعية على خريجي ثانويات ديربورن وكريستوود، في إطار برنامج FLIP (قادة مستقبليون في طور الإعداد) التي تم إطلاقه العام الماضي بالشراكة مع مصرف «هانتينغتون بنك»، والذي انضمت إليه –هذا العام– مؤسسة «ديربورن كارديولوجي»، ليرتفع إجمالي المنح التي سيحصل عليها الطلاب والمعلمون إلى 100 ألف دولار.
«صدى الوطن» تقدم منحاً جامعية للعام الثاني على التوالي بالشراكة مع «هانتينغتون بنك» و«ديربورن كارديولوجي»
ومن المقرر أن يقام الحفل في صالة «بيبلوس» بديربورن، يوم 11 أيار (مايو) القادم، حيث سيتم توزيع المنح على 26 طالباً متخرجاً من ثانويات «ديربورن» و«فوردسون» و«أدسل «فورد» في ديربورن، وثانوية «كريستوود» في ديربورن هايتس، إلى جانب تكريم أربعة معلّمين سيتم اختيارهم من الثانويات المذكورة.
وسوف يُمنح الطلبة الفائزون 96 ألف دولار موزعة على ثلاث فئات، هي: فئة العشرة آلاف دولار، وفئة الخمسة آلاف دولار، وفئة الألف دولار، فيما سيتم تكريم المعلّمين الفائزين بألف دولار لكل واحد منهم.
وكانت «صدى الوطن» و«هانتينغتون بنك» قد بادرا –العام الماضي– إلى توزيع منح جامعية بقيمة 75 ألف دولار على 20 طالباً مستوفياً لمعايير برنامج «فليب»، وأما النسخة الحالية من البرنامج فقد تضمنت رفع مساهمة «هانتينغتون بنك» إلى 80 ألفاً، فيما قدمت مؤسسة «ديربورن كارديولوجي» 20 ألفاً إضافية.
المنح ستوزع على 26 طالباً وأربعة معلمين في حفل سيقام يوم 11 مايو المقبل
ويتميز برنامج «قادة مستقبليون في طور الإعداد» باستهداف الطلبة ذوي المعدلات المتوسطة، حيث يشترط أن يكون المرشحون المسجلون في الصف الثاني عشر بدوام كامل، حاصلين على معدل دراسي لا يقل عن 2.5، وأن يحققوا معدل حضور جيداً لصفوفهم المدرسية، استعداداً للتخرج في الربيع الجاري، إضافة إلى كتابة مقال حول تجاربهم الشخصية وتطلعاتهم المستقبلية ومدى انخراطهم في الأنشطة الاجتماعية.
وسوف يتراوح مقدار المنحة الواحدة بين 1,000 دولار و10 آلاف دولار، يتم تحديدها عبر نظام نقاط يشمل: المعدل الدراسي، معدل الحضور، جودة المقالة، تقدير السلوك الشخصي، شهادات المعلمين والنشاط الاجتماعي. وكلما زاد عدد النقاط، ارتفع مبلغ المنحة.
وتم تصميم البرنامج مراعاة لميل الشباب العربي الأميركي إلى متابعة التحصيل الجامعي رغم الظروف الاقتصادية التي غالباً ما تشكل عائقاً أمام أبناء الأسر محدودة الدخل، وهو ما يؤثر على مستوى وجودة التحصيل العلمي خلال مرحلة الدراسة الجامعية.
كذلك، يشترط البرنامج على الفائزين بالمنح أن يتابعوا تحصيلهم الأكاديمي في الكليات والجامعات الأميركية، إذ أن المنح ستدفع حصراً لاستيفاء الأقساط الجامعية المترتبة عليهم.
وكان ناشر «صدى الوطن»، الزميل أسامة السبلاني، قد تشارك مع رئيس مجلس إدارة «هانتينغتون»، غاري تورغو، في تصميم البرنامج، آخذين بعين الاعتبار الأشكال المتطورة للتعليم الجامعي والاحتياجات التعليمية في أوساط الجالية العربية بمدينتي ديربورن وديربورن هايتس، والتي شهدت أجيالاً متعددة من العرب الأميركيين الذين حرصوا على تحقيق النجاح الأكاديمي والمهني على مرّ السنين.
وخلال الأسابيع الماضية، بادرت هيئات التدريس في منطقتي ديربورن وكريستوود إلى ترشيح 178 طالباً ممن يستوفون معايير برنامج «فليب»، وقد تأهل منهم 33 طالباً لمرحلة المقابلات التي أجريت في مكاتب «صدى الوطن»، ليستقر الأمر في نهاية المطاف على 26 طالباً.
وأجرى المقابلات مع الطلبة المرشحين فريق مكون من رئيس مجلس إدارة «بنك هانتينغتون» غاري تورغو، والزميل أسامة السبلاني، والمشرف العام على مدارس ديربورن العامة الدكتور غلين ماليكو، والمشرف العام على منطقة كريستوود التعليمية الدكتور يوسف مسلّم، إضافة إلى الإدارية في مصرف «هانتيغتون» كاترينا فلاتو.
في السياق، أعرب تورغو عن سعادته في مواصلة برنامج المنح بالشراكة مع «صدى الوطن» ومؤسسة «ديربورن كارديولوجي»، وقال: «إنه لامتياز وشرف عظيم لنا أن نستمر في هذا البرنامج للعام الثاني على التوالي مع شركاء رائعين»، مضيفاً «نشعر بالامتنان العميق لمساهمتنا المتواضعة في دعم ومساندة العديد من الشبان المتميزين في منطقة ديربورن».
يذكر أن «هانتينغتون بنك» لديه أكثر من 1,100 فرع ويعتبر أحد أكبر المصارف العاملة في منطقة الغرب الأوسط الأميركي. ويقع مقره الرئيسي في ولاية أوهايو، كما لديه مقر تجاري جديد في وسط ديترويت.
صاحبا مركز «ديربورن كارديولوجي» لأمراض القلب، آشوك كوندو وإيلي كسّاب، أبديا أيضاً حرصهما على الانضمام إلى رعاة برنامج «فليب»، لرد الجميل للمجتمع المحلي، ومساعدة الطلبة في المجتمعات الإثنية والمهاجرة على متابعة التحصيل الأكاديمي الذي سيصب في مصلحة الأفراد والعائلات والمجتمع ككل.
وشدّد كوندو على أهمية انخراط المؤسسات التجارية في إنماء وتنشيط المجتمعات التي تعمل فيها، لافتاً إلى أن «الاستثمار في التعليم هو استثمار في المستقبل»، مبدياً تطلعه إلى رفع المساهمة المالية لمؤسسة «ديربورن كارديولوجي» في المستقبل.
وقال كوندو: «في أول مساهمة لنا، قمنا بتقديم 20 ألف دولار لدعم الطلبة على مواصلة تعليمهم الجامعي، وإننا نسعى لرفع حجم هذه المساهمة خلال المواسم المقبلة».
من جانبه، أعرب ناشر «صدى الوطن» عن شكره لرعاة البرنامج، آملاً أن ينضم المزيد من الأعمال والمؤسسات والمتمولين لدعم «قادة مستقبليون في طور الإعداد» خلال الأعوام القادمة.
ولفت السبلاني إلى تنشيط «المؤسسة العربية الأميركية»، Arab American Foundation وهي منظمة غير ربحية، لكي تتولى الإشراف على البرنامج وإدارته، «لضمان استمرار الاستثمار في مستقبل شبابنا ومساعدتهم على رسم مستقبلهم»، مطالباً في المقابل أن «يبادل مجتمعنا هذا الكرم من خلال رد الجميل لبنك هنتينغتون».
وقال السبلاني إنه تم تصميم برنامج «فليب» لكي يساعد الطلاب على تحقيق أهدافهم التعليمية، مؤكداً بأن التعليم يشكل العامل الأساسي في نضج الشخصية وفي تطور المجتمع المحلي.
وأضاف: «للعام الثاني على التوالي، تفخر «صدى الوطن» بدعم شريحة من الطلبة الموهوبين واللامعين الذين نجحوا في الانتساب إلى جامعات أميركية مرموقة رغم ما يواجهونه من عقبات اجتماعية وظروف اقتصادية عسيرة».
وأردف السبلاني بالقول: «خلال المقابلات التي أجريناها مع الطلبة المرشحين، صادفتنا قصص مأساوية لشباب يمتلكون مهارات مبهرة وإرادات فولاذية مكنتهم من قهر ظروفهم المعيشية والعائلية الصعبة، وتمكنوا في نهاية المطاف من النجاح والتفوق وتحصيل القبول الجامعي بأرقى الجامعات في البلاد».
كذلك، أثنى المشرف العام على مدارس ديربورن، الدكتور غلين ماليكو، على جهود «صدى الوطن» وبنك «هانتينغتون» و«ديربورن كارديولوجي» في دعم أبناء الأسر محدودة الدخل في منطقتي ديربورن وكريستوود، منوهاً بأن «فليب» يتميز عن باقي برامج المنح الأخرى بتركيزه على الطلبة المنخرطين في مجتمعاتهم بالدرجة الأولى.
وأفاد ماليكو لـ«صدى الوطن»، بأن برامج المنح الدراسية غالباً ما يستهدف المتفوقين أو المبرّزين، على عكس برنامج «فليب» الذي يقبل ترشيحات الطلبة ذوي المعدل 2.5 وما فوق، لمساعدتهم على تسديد القروض الجامعية التي تشكل عبئاً على كاهل العائلات في مجتمعات المهاجرين.
وأكد ماليكو بأنه سيكون لبرنامج «قادة مستقبليون في طور الإعداد» تأثير إيجابي ملموس على الطلاب الذين يتطلعون إلى متابعة دراستهم الجامعية، معرباً عن تقديره لضم الأساتذة إلى قائمة المكرمين هذا العام.
وقال ماليكو: «أنا فخور جداً بالطلاب الذين يتقدمون للحصول على هذه المنحة والذين يشاركون في المقابلات، إذ أنه من المجدي بالنسبة لي كمشرف عام، سماع قصصهم وتحديد كيفية مساعدتهم في الحصول على هذه الجوائز المالية».
وأضاف: «التعليم مهنة نبيلة للغاية، وأنا متحمس لأن المعلمين سيتم –هذا العام– تقديرهم ومنحهم جوائز مالية عرفاناً بخدماتهم التعليمية الجليلة».
المشرف العام على مدارس «كريستوود»، الدكتور يوسف مسلّم، وصف برنامج المنح بأنه يشكل فائدة عظيمة للطلاب في منطقته التعليمية، لافتاً إلى أن المنح الجامعية التقليدية غالباً ما تستهدف الطلبة المتفوقين الذين يحققون معدلات عالية ودرجات اختبار مرتفعة، من دون أن تأخذ بعين الاعتبار الظروف المعيشية والحياتية التي تؤثر على الأداء الدراسي للطلاب.
وقال مسلم إن برنامج «فليب» قدّم لخريجي ثانوية «كريستوود»، «فرصة ذهبية»، لكي يحصلوا على جوائز تتراوح بين ألف و10 آلاف دولار لإكمال تعليمهم، مؤكداً بأن برامج المنح الدراسية، ومن بينها برنامج «فليب»، تفتح باب «الفرص» أمام الطلبة وتحول «دون إجهاض مستقبلهم».
وشكر مسلّم رعاة البرنامج لـ«تفانيهم في مساعدة الطلاب على تحقيق أحلامهم»، وقال: «إن هدف البرنامج في دعم المجتمع لا يتمثل فقط من خلال إطلاق المبادرة، وإنما في حقيقة استمرارها وزيادة حجم المبالغ في السنة الثانية»، معرباً عن أمله في أن يواصل «فليب» دعم خريجي الثانويات الأربع في منطقة ديربورن وديربورن هايتس، خلال السنوات القادمة.
Leave a Reply