ديترويت – اكتفت محكمة مقاطعة وين بإصدار حكم بالسجن لمدة 63 يوماً والرقابة لمدة سنتين على رجل عربي أميركي كان يواجه تهمة الاعتداء بنية القتل قبل تخفيض التهمة إلى السلوك الفوضوي، في إطار صفقة مع الادعاء العام.
وكان المتهم مازن شعيا (55 عاماً) قد أضرم النار بمراهق يبلغ من العمر 17 عاماً بعدما أشعل قداحة بالقرب من حقيبته رغم علمه بأنها مبللة بسائل قابل للاشتعال، وذلك داخل متجر «فيكتور» الذي يعمل فيه شعيا بمدينة ريفرفيو يوم 2 حزيران (يونيو) 2022.
وكانت الشرطة قد تلقت اتصالاً من والدة الشاب الذي نقل إلى غرفة الطوارئ بمستشفى «هنري فورد» في مدينة وايندوت المجاورة، حيث أشارت إلى أن ابنها –وهو طالب في «ثانوية ريفرفيو» العامة– قد أصيب بحروق بالغة أثناء تواجده خارج الحرم المدرسي خلال استراحة الغداء.
وتم القبض على شعيا في منزله بمدينة ستيرلنغ هايتس بعد خمسة أيام من الحادث بتهمة الاعتداء بنية القتل، وهي جناية قد تصل عقوبتها القصوى إلى السجن المؤبد.
ووفقاً للشرطة، كان المراهق يرتدي حقيبة ظهر مشبعة بسائل قابل للاشتعال، يُعتقد أنه تسرب من عبوة كان المراهق قد اشتراها من المتجر نفسه قبل أسابيع، وتركها داخل حقيبته.
وجاء في بيان الشرطة أنه في محاولة للتحقق مما إذا كان السائل قابل للاشتعال فعلاً، أقدم المتهم على إشعال ولاعة بالقرب من الحقيبة، مما تسبب باشتعال قميص المراهق الذي أصيب بحروق شديدة استلزمت نقله إلى المستشفى.
واستند المحققون إلى شاهد عيان أكد أن موظف المتجر مسؤول عن الحادثة المأساوية بعد أن قام باستخدام قداحة للتأكد من قابلية السائل للاشتعال مما تسبب باشتعال الحقيبة وقميص المراهق الذي أصيب بحروق خطيرة استلزمت نقله إلى المستشفى
وتوصل الادعاء العام إلى صفقة مع شعيا قضت بتخفيض التهمة إلى السلوك الفوضوي من أجل ضمان حصول الضحية على أكبر تعويض مالي ممكن، وهو ما تم بالفعل بعد التوصل إلى تسوية مدنية مع أسرته.
وحُكم على شعيا بالخضوع للرقابة لمدة سنتين من ضمنها قضاء فترة 63 يوماً في سجن مقاطعة وين، كما عليه أن يخضع لعلاج سلوكي ويؤدي 80 ساعة من الخدمة المجتمعية.
وخلال جلسة النطق بالحكم، قال جوشوا هولمان مساعد المدعي العام في مقاطعة وين إن التهمة التي أدين بها شعيا «بالتأكيد لا تتناسب مع الجرم المرتكب» «لكنها أفضل مسار للتعامل مع الضحية ومستقبله»، في إشارة إلى التعويض المالي الذي سيحصل عليه.
وبحسب القانون، كلما كانت العقوبة الجنائية أقل، كلما زادت التعويضات المالية التي يمكن للضحية تحصيلها عبر دعوى مدنية.
وقبل الحكم عليه، قال شعيا «أنا آسف للعائلة، آسف للمحكمة، أنا آسف لما حدث، لم يكن الأمر أكثر من حادث»، لافتاً إلى أنه لم يكن يقصد التسبب بأي أذى للطالب.
في المقابل، قال الضحية الذي أصبح عمره 18 عاماً إنه «يدعو الله دائماً لكي لا تتكرر مأساته مع أي شخص آخر، حتى شعيا نفسه»، علماً بأن الشاب الأفريقي الأميركي لا يزال يخضع للعلاج منذ 13 شهراً، وقد يحتاج إلى المزيد من عمليات ترقيع الجلد في المستقبل، بحسب والدته.
بدورها، قالت القاضية مارغريت فان هوتين، إنها التزمت بالصفقة التي توصل إليها الادعاء العام من أجل مصلحة المراهق، رغم الألم الفظيع والمعاناة التي مرّ بها.
Leave a Reply