هامترامك – «صدى الوطن»
فيما أسقط المقترعون استفتاءً انتخابياً بتجديد ضريبة الملكية العقارية (ميليج) لتمويل المدارس العامة في هامترامك، شهد السباق التمهيدي لمجلس المدينة خرقاً لافتاً مع تأهل الناشطة الاجتماعية والسياسية المؤيدة لمجتمع المثليين والمتحولين جنسياً، لين بلايسي، إلى جانب خمسة مرشحين مسلمين إلى الجولة النهائية بتشرين الثاني نوفمبر المقبل، للتنافس على ثلاثة مقاعد مفتوحة لولاية كاملة مدتها أربع سنوات.
وفي حال فوز بلايسي في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في 7 نوفمبر القادم، فسوف تكون هي الأنثى الوحيدة والعضو غير المسلم الوحيد في المجلس الذي يشكل المسلمون جميع أعضائه الستة في الوقت الحالي، بالإضافة إلى رئيس البلدية الذي يترأس الاجتماعات ويتمتع بحق التصويت بوصفه عضواً سابعاً، وفقاً لميثاق هامترامك.
نتائج فرز الأصوات في أقلام الاقتراع السبعة بالمدينة التي يشكل المسلمون ذوو الأصول اليمنية والبنغالية حوالي ثلثي سكانها البالغ عددهم زهاء 28 ألف نسمة، كشفت عن تأهل ثلاثة أعضاء مسلمين يسعون إلى الاحتفاظ بمقاعدهم لولاية إضافية، إلى جانب ثلاثة مرشحين من خارج المجلس بينهم مسلمان يترشحان لشغل منصب عام للمرة الأولى.
وجاء ترتيب الفائزين على الشكل الآتي: العضو نعيم تشودري بواقع 858 صوتاً (16.2 بالمئة)، العضو محمد السُميري بـ 853 صوتاً (16.1 بالمئة)، المرشحة لين بلايسي بـ813 صوتاً (15.4 بالمئة)، العضو محمد حسن بـ 809 أصوات (15.3 بالمئة)، المرشح محتسن رحمان سادمان بـ689 صوتاً (13 بالمئة)، والمرشح نصر صالح حسين بـ427 صوتاً (8 بالمئة).
ويتحدر تشودري وحسن وسادمان من أصول بنغالية، فيما يتحدر السميري وحسين من أصول يمنية.
ويضم المجلس حالياً أربعة أعضاء من أصول بنغالية (نعيم تشودري ومحمد حسن وموحث محمود وأبو موسى) وعضوين يمنيين (محمد السميري وخليل الرفاعي)، إلى جانب رئيس البلدية اليمني الأصل أمير غالب.
وجاء المرشح اليمني الأصل يوسف سعيد أفضل الخاسرين بواقع 395 صوتاً (7.5 بالمئة)، تلاه المرشح اليمني الأصل أيضاً ساري أحمد في المرتبة الثامنة بـ291 صوتاً (5.5 بالمئة)، ثم المرشح البنغالي الأصل رحيل أمين في المرتبة الأخيرة بـ 113 صوتاً (2 بالمئة).
ورغم أن معدل الإقبال على صناديق الاقتراع في هامترامك قد تخطى –الثلاثاء المنصرم– معدل الإقبال في عموم مقاطعة وين البالغ 16.6 بالمئة، غير أن ذلك لم يمنع العديد من الفعاليات والناشطين اليمنيين من إبداء استيائهم وتذمرهم من تدني نسبة التصويت التي بلغت 17.64 بالمئة، حيث أدلى 2,535 ناخباً من أصل 14,372 ناخباً مسجلاً..
ويمكن للناخبين في هامترامك الاقتراع باللغة العربية، إلى جانب البنغالية والإنكليزية، مع الإشارة إلى أنها أول مدينة في ولاية ميشيغن تقترع بثلاث لغات.
وعكست قائمة المتأهلين إلى الجولة النهائية من سباق مجلس هامترامك، التركيبة السكانية للمدينة التي تعتبر الأكثر تنوعاً عرقياً وإثنياً في ولاية ميشيغن،حيث يشكل المسلمون أكثر من ثلثي السكان، بالإضافة إلى تجدد الاستقطاب السياسي والاجتماعي في أعقاب قرار مجلس المدينة بحظر رفع أعلام المثليين ضمن الممتلكات العامة في حزيران (يونيو) الماضي.
وكان نائب رئيس المجلس محمد حسن، الذي حلّ رابع المتأهلين إلى الانتخابات العامة في نوفمبر المقبل، قد تقدم بمشروع القرار آنف الذكر، والذي تم تمريره بإجماع كافة الأعضاء وسط جدل مجتمعي محموم، ما استجر موجة من الانتقادات السياسية والحقوقية لحكومة هامترامك، وصلت أصداؤها إلى المسرح الوطني.
وتجدر الإشارة إلى أن بلايسي كانت قد عارضت بشكل علني، قرار منع أعلام «الفخر» ضمن الممتلكات الحكومية عبر العديد من الأنشطة المجتمعية والتصريحات الإعلامية، ما أكسبها دعم مجتمع الميم وباقي الشرائح الليبرالية في هامترامك، لتتمكن –الثلاثاء المنصرم– من حجز مكان لها على قائمة المتأهلين إلى الجولة النهائية للسباق، علماً بأنها خاضت انتخابات المجلس البلدي سابقاً من دون أن يحالفها الحظ بتخطي الجولة التمهيدية.
وكانت الوعود الانتخابية لمعظم المرشحين على وسائل التواصل الاجتماعي قد ركزت على جملة من القضايا الرئيسية التي تهم سكان هامترامك، وفي مقدمتها تخفيض الضرائب على الممتلكات وتنمية الأعمال التجارية وتحسين مستوى المعيشة، إضافة إلى تعزيز الوحدة المجتمعية.
وكان من اللافت انقسام المرشحين حول الاستفتاء الانتخابي –الذي تضمنته ورقة الاقتراع– بزيادة ضريبة الملكية العقارية (ميليج) لتمويل المدارس العامة في هامترامك، ففي حين أيّدته المرشحة لين بلايسي على سبيل المثال، فقد عارضه بشدة، المرشح نصر صالح حسين، بينما تجنّب بعض المرشحين إبداء مواقفهم حياله بسبب حساسيته في أوساط المهاجرين والطبقة العاملة، الذين يشكلون الغالبية العظمى من سكان المدينة التي تحيط بها ديترويت من جميع الجهات.
فشل مقترح المدارس العامة
إلى جانب تصويتهم في تصفيات مجلس هامترامك، رفض غالبية الناخبين استفتاءً انتخابياً بتجديد ضريبة الملكية العقارية بمقدار 3 مِل (3 بالألف من قيمة العقار) لمدة عشر سنوات تمتد من عام 2024 ولغاية 2033.
وفي مقابل 757 صوتاً مؤيداً لتجديد الـ«ميليج»، صوّت 1,507 ناخبين (66.56 بالمئة) ضد المقترح الذي يتوخى إنشاء صندوق مالي لاستثماره في بناء وإصلاح المدارس العامة التي تضم أكثر من ثلاثة آلاف طالب موزعين على ثمانية مدارس.
تجديد ضريبة الملكية العقارية بمقدار 3 مِل، كان من المزمع أن يتيح لمنطقة هامترامك التعليمية جمع 750 ألف دولار سنوياً، علماً بأن الاستفتاء الحالي هو تمديد لمقترح سابق أقره الناخبون في عام 2004، وتضمن حينها زيادة ضريبة الملكية العقارية بمقدار 4 مِل.
Leave a Reply