فيرنديل – اتهم تقرير صادر عن مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) شرطة مدينة فيرنديل في ولاية ميشيغن بممارسة التنميط العنصري ضد السائقين السود، مطالباً السلطات الفدرالية بفتح تحقيق حول المسألة.
ووفقاً للتقرير المكون من 15 صفحة، غالباً ما يقوم عناصر شرطة فيرنديل باجتياز شارع الميل الثامن والدخول إلى مدينة ديترويت لتحرير المخالفات المرورية بحق السائقين السود.
ووجد التقرير الذي جاء تحت عنوان «إماطة اللثام عن التنميط العنصري في فيرنديل»، أن 11 بالمئة من جميع المخالفات الصادرة عن شرطة المدينة بين مطلع كانون الثاني (يناير) 2021 و31 تشرين الأول (أكتوبر) من العام نفسه، صدرت بحق سائقين على الجانب الجنوبي من شارع الميل الثامن الذي يفصل فيرنديل عن ديترويت.
كذلك، بلغت نسبة الاعتقالات التي نفذتها شرطة فيرنديل داخل ديترويت حوالي 26.7 بالمئة من إجمالي الاعتقالات خلال الفترة نفسها.
وقال مدير فرع «كير–ميشيغن»، داود وليد، خلال مؤتمر صحفي عقده في مكتب المنظمة ببلدة كانتون، إن الأفارقة الأميركيين يشعرون بأنهم مستهدفون عنصرياً عندما يعبرون على شارع الميل الثامن، لافتاً إلى أنه شخصياً يتجنّب القيادة على هذا الطريق بسبب ما أسماه بـ«هذه المشكلة المزمنة».
ودعا وليد، وزارة العدل الأميركية إلى التحقيق في ممارسات شرطة فيرنديل، كما طالب المسؤولين في مدينة ديترويت بالتحقيق في هذه المسألة، وإعلام «كير» في حال وجود أي اتفاق رسمي يسمح لضباط شرطة فيرنديل بتحرير المخالفات داخل حدود ديترويت.
كذلك، دعا وليد بلدية فيرنديل إلى تعيين شركة مستقلة للتحقيق في سلوكيات قسم الشرطة التابع لها.
وكانت «كير» قد رفعت دعوى فدرالية ضد بلدية فيرنديل في أكتوبر 2021، بعد قيام شرطة المدينة باعتقال سائقة سوداء وإجبارها على خلع حجابها أثناء التقاط صورة لها في قسم الشرطة. وبناء على تلك الدعوى قامت شرطة فيرنديل بتعديل قوانين الاحتجاز المعمول بها لمراعاة المحجبات، بموجب تسوية قضائية تم التوصل إليها في أيار (مايو) 2022، غير أن ذلك لم يمنع منظمة «كير» من مواصلة التدقيق في سلوك وسياسات شرطة فيرنديل.
بدورها، أوضحت محامية «كير» في ميشيغن، آيمي دوكوري، أن المنظمة الحقوقية نقلت هذه المخاوف إلى المسؤولين في مدينة فيرنديل في العام 2021، غير أنهم قاموا بتجاهل الشكاوى دون إيلائها أي اهتمام يذكر.
وأضافت دوكوري أنه عند تحييد المخالفات الخاصة بمواقف السيارات من المعادلة، ترتفع نسبة المخالفات التي أصدرتها شرطة فيرنديل داخل حدود مدينة ديترويت إلى ما يقرب من 15 بالمئة من إجمالي المخالفات، وهو ما اعتبرته دوكوري دليلاً واضحاً على «سياسة التصيّد» التي تمارسها شرطة مدينة فيرنديل الواقعة ضمن مقاطعة أوكلاند.
وفي إطار ردها على المزاعم الواردة في مؤتمر «كير» الصحفي، قدّمت شرطة فيرنديل «توضيحاً» حول سياسات إنفاذ قوانين المرور على طريق الميل الثامن، لافتة إلى أن التقرير ينطوي على سوء تقدير لحدود مدينة فيرنديل الفعلية. وقالت في بيان إن عناصرها «لا ينفذون قوانين المرور خارج نطاق سلطة المدينة»، مضيفة أن مسؤولي الدائرة لم يراجعوا بعد، تقرير «كير» لكنهم فقط يردون على التعليقات التي تم الإدلاء بها خلال المؤتمر الصحفي. وأضاف البيان أن الحدود الجنوبية لفيرنديل تتجاوز الحد الفاصل بين الاتجاهين على الميل الثامن، وتتضمن أجزاءً من الاتجاه الشرقي، مؤكداً أن شرطة المدينة «تحافظ على العلاقات التعاونية والاحترام المتبادل مع المدن المجاورة».
وقال النقيب في شرطة فيرنديل، دينيس أمِي، إن دائرته «ملتزمة بالشفافية» و«إذا كانت لدى وزارة العدل الأميركية أية مخاوف، فنحن سعداء بالتعاون معها»، «فنحن كتاب مفتوح»، وفق تعبيره.
بالأرقام
وجد تقرير «كير»، الذي استند إلى بيانات شرطة فيرنديل المنشورة على الإنترنت وثلاثة طلبات بموجب قانون حرية المعلومات (فويا)، أن 84 بالمئة من المخالفات المرورية التي أصدرها ضباط الدائرة ضمن حدود ديترويت كانت بحق أميركيين من أصل أفريقي، كما شكل هؤلاء 86 بالمئة من إجمالي الاعتقالات التي نفذها عناصر شرطة فيرنديل داخل ديترويت، علماً بأن 76 بالمئة من سكان ديترويت هم من الأفارقة الأميركيين، وفقاً لبيانات الإحصاء الوطني.
وخلص التقرير إلى أن أقل من 1 بالمئة من مجموع التوقيفات المرورية التي أجريت جنوبي الميل الثامن استهدفت أشخاصاً من سكان فيرنديل التي يشكل البيض الأغلبية الساحقة من المقيمين فيها.
وقالت دوكوري إن القانون يسمح لعناصر الشرطة المحلية بإصدار مخالفات مرورية في مجتمع مجاور إذا رأوا أن المخالفة وقعت أصلاً ضمن منطقة سلطتهم، «لكن الأمر ليس كذلك بشكل عام».
بدوره، أفاد وليد بأنه لا يريد الخوض في سبب قيام شرطة فيرنديل «بإيقاف الكثير من السائقين السود»، مشيراً إلى أنه لا يعرف «النوايا وراء هذا التفاوت.. لكن هناك تاريخاً موثقاً بشكل جيد لهذا التوجه».
Leave a Reply