لانسنغ – تواصل سوق الماريوانا الترفيهية ازدهارها المضطرد في ميشيغن، مع نمو المبيعات بشكل تصاعدي لتشكل رافداً جديداً لاقتصاد ولاية البحيرات العظمى ومصدراً وفيراً للعائدات الضريبية التي تستفيد منها الحكومات المحلية والمدارس العامة والنقل العام.
وبغض النظر عن مبيعات «السوق السوداء» والمعاملات غير الرسمية بين الأصدقاء، تم الإبلاغ عما يقرب من 2.03 مليار دولار من مبيعات الماريوانا الترفيهية خلال عام 2022 بأكمله، وفقاً لوكالة تنظيم الماريوانا التابعة لوزارة التراخيص والشؤون التنظيمية في ميشيغن. هذا إلى جانب 256 مليون دولار أخرى من مبيعات الماريوانا الطبية التي تتطلب من المشترين إبراز بطاقة طبية صادرة عن الولاية.
وفي مؤشر على استمرار نمو هذا القطاع الاقتصادي الجديد، تجاوزت مبيعات الماريوانا الترفيهية في ميشيغن –منذ مطلع العام 2023 ولغاية 31 تموز (يوليو) الفائت– 1.6 مليار دولار، في مقابل تراجع ملحوظ في مبيعات الماريوانا الطبية التي قاربت 59 مليوناً خلال الفترة نفسها.
ومع إقبال البلديات على منح التراخيص لإقامة متاجر الماريوانا الترفيهية ضمن حدودها، لاسيما بلدية ديترويت التي باشرت بترخيص هذا النوع من المتاجر في وقت سابق من العام الجاري، من المتوقع أن تستمر سوق الماريونا الترفيهية نموها المضطرد في ميشيغن على المدى القريب. وبالفعل، بلغت المبيعات الشهرية في يوليو الماضي 270,603,217 دولاراً، محققة بذلك أعلى مستوى لها على الإطلاق منذ السماح ببيع الماريوانا الترفيهية للبالغين في ميشيغن.
وفي الواقع، تأتي أرقام شهر يوليو متسقة مع الاتجاه التصاعدي المستمر منذ مطلع العام الجاري، حيث تواصل المبيعات تحطيم الأرقام القياسية على أساس شهري. لكن ذلك يأتي جزئياً على حساب مبيعات الماريوانا الطبية، التي تواصل التراجع على أساس شهري، بدأت العام الجاري بما يزيد قليلاً عن 11 مليون دولار خلال كانون الثاني (يناير) الماضي، لتنخفض تدريجياً كل شهر وصولاً إلى 6.1 مليون دولار في يوليو المنصرم.
ولقد مرّ ما يقرب من خمس سنوات منذ أن صوت الناخبون في ميشيغن لصالح تشريع الماريوانا الترفيهية للبالغين فوق 21 عاماً، وما يقرب من 15 سنة منذ تشريع الماريوانا الطبية لأولئك الذين يحصلون على موافقة الطبيب بناءً على أمراض وحالات معينة، أبرزها الألم المزمن والتهاب المفاصل. وقد بلغ إجمالي المرضى المؤهلين 195,776 شخصاً.
ورغم إقرار الناخبين لمقترح الماريوانا الترفيهية عام 2018، لم تبدأ البلديات بإجازة متاجر ومزارع ومصانع الماريوانا حتى مطلع العام 2020، فيما قررت العديد من المدن والبلدات والقرى عدم السماح بها حتى الآن رغم العائدات الضريبية المجزية.
وتخضع كل من الماريوانا الترفيهية والطبية لضريبة المبيعات الأساسية التي تفرضها الولاية بنسبة 6 بالمئة، في حين أن مبيعات الماريوانا الترفيهية عليها ضريبة إضافية بنسبة 10 بالمئة ليصل إجمالي الضرائب التي يدفعها المستهلكون إلى 16.6 بالمئة. أما إيرادات ضرائب الماريوانا فيتم توزيعها بواقع 15 بالمئة للبلديات التي لديها متاجر تجزئة، و15 بالمئة للمقاطعات التي تقع فيها تلك البلديات، فيما يتم تخصيص 35 بالمئة لصندوق تمويل المدارس العامة في الولاية، بينما تذهب نسبة 35 بالمئة المتبقية إلى صندوق النقل العام في ميشيغن.
وبالنسبة للسنة المالية 2022، بلغت إيرادات الضرائب التي استفادت منها البلديات والمقاطعات 59,513,709 دولارات. وقد حصلت مقاطعة أوكلاند –التي كانت تضم 22 متجراً مرخصاً للماريوانا الترفيهية– على أعلى حصة من بين مقاطعات منطقة ديترويت الثلاث بمجموع 1,140,506 دولارات، تليها مقاطعة وين التي كانت تضم 20 متجراً (1,036,824 دولاراً)، ثم ماكومب التي تضم 14 متجراً (725,776 دولاراً).
ومن المتوقع أن تنقلب الآية لصالح مقاطعة وين مع دخول مدينة ديترويت على الخط.
ووفقاً للبيانات الرسمية، ارتفع عدد البلديات التي تحتضن متاجر لبيع الماريوانا الترفيهية –بحلول 31 يوليو 2023– إلى 2,080 بلدية، فيما وصل عدد البلديات التي لديها متاجر للماريوانا الطبية إلى 171 بلدية.
ولايزال المسؤولون في العديد من البلديات الرئيسية في ولاية ميشيغن يرفضون السماح بإقامة متاجر الماريوانا داخل مدنهم، مثل ديربورن وديربورن هايتس وستيرلنغ هايتس ونوفاي.
وكان استطلاع لمؤسسة «غالوب» قد أظهر في العام الماضي أن نسبة البالغين الذين يستهلكون الماريوانا في الولايات المتحدة، قد تجاوزت نسبة مدخني التبغ لأول مرة منذ بدء هذا الاستطلاع الدوري عام 1969، وسط توقعات بزيادة الإقبال على نبتة الحشيشة في ظل التوجه نحو تشريعها في المزيد من الولايات الأميركية.
ووجد الاستطلاع أن آراء الأميركيين حول تأثير الماريوانا أقل سلبية، حيث قال 62 بالمئة من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً و53 بالمئة ممن تتراوح أعمارهم بين 35 و54 عاماً، إن الماريوانا لها آثار إيجابية على أولئك الذين يستخدمونها.
Leave a Reply