ديربورن ـ خاص لـ«صدى الوطن»
عقب تكريمه في حفل عشاء ضمّ نخبة من الفعاليات العربية الأميركية بمنطقة ديربورن، السبت الماضي، أجرت «صدى الوطن» مقابلة مع منسق الحكومة اللبنانية لدى قوات الطوارئ الدولية في لبنان (يونيفيل)، والمدير العام للإدارة في وزارة الدفاع اللبنانية، العميد الركن منير شحادة، حول المهام والعقبات التي تعترض لبنان خلال تطبيق قرارات الأمم المتحدة باستكمال عمل قوات الطوارئ الدولية على الخط الأزرق بموجب القرار الأممي 1701.
شحادة، وهو صلة الوصل بين الدولة اللبنانية وقوات اليونيفيل المؤقتة في لبنان، أوضح –بداية- بأن الدولة اللبنانية تطلب من مجلس الأمن الدولي سنوياً تجديد ولاية قوات الطوارئ التي تنتهي رسمياً في 31 آب (أغسطس) من كل عام، إلى جانب مشاركتها في الاجتماعات الدورية التي تضم بالإضافة إلى الجانب اللبناني، ممثلين من قوات اليونيفيل وقوات الاحتلال الإسرائيلي، من أجل مناقشة القضايا العالقة، أو الطارئة، على الحدود بين لبنان وبين فلسطين المحتلة.
إضافة لذلك، تنخرط الدولة اللبنانية سنوياً في مفاوضات مع مندوبي الدول لدى الأمم المتحدة عموماً، ومندوبي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن على وجه الخصوص، لضمان استصدار قرارات تراعي السيادة اللبنانية، عبر إشراك الجيش اللبناني في دوريات قوات اليونيفيل على طول الخط الأزرق، الذي تم ترسيمه في 7 أغسطس عام 2000.
وأشار شحادة إلى أن البعثة اللبنانية إلى الأمم المتحدة لهذا العام، خاضت مفاوضات عسيرة ومضنية من أجل تعديل مسودة قرار مجلس الأمن بتمديد ولاية قوات الطوارئ لعام 2024 ومنحها صلاحية الحركة والعمل بدون إذن أية جهة أخرى، بما فيها الحكومة اللبنانية، وكذلك دون التنسيق مع الجيش اللبناني، خلافاً لجميع القرارات المماثلة قبل عام 2021.
ولفت شحادة إلى أن القرار المرتقب لا يصب في مصلحة لبنان، معرباً عن أمله في إصدار قرار يضمن للجيش اللبناني المشاركة في دوريات اليونيفيل، تفادياً لأية حساسيات أو أزمات مستقبلية، تزيد من تعقيد الأوضاع على الحدود الجنوبية للبنان. وقال شحادة: «يوجد بعض الهواجس والشكوك حول دور قوات اليونيفيل منذ مجزرة قانا عام 1996 التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد لجوء المدنيين إلى مقرّ قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، وذهب ضحيتها أكثر من مئة شهيد».
وأكد شحادة بأن أهالي القرى الجنوبية يتعاملون مع قوات اليونيفيل كـ«قوات صديقة»، وأنهم لا يناصبونها العداء، لكنهم يتشككون في أداء بعض الدوريات التي تسلك عن طريق الخطأ دروباً خارج منطقة العمليات، أو تدخل ضمن ملكيات خاصة، ما أدى في السابق إلى وقوع العديد من الخلافات والإشكالات مع السكان المحليين. وقال شحادة: «إن وجود الجيش اللبناني يحول دون وقوع تلك المتاعب كون عناصره من أبناء البلد ويفهمون حساسية وثقافة السكان»، مضيفاً بأن الجيش اللبناني ساهم بالفعل في حل العديد من المشاكل خلال السنوات السابقة.
وكانت قوات اليونيفيل قد أعلنت في كانون الأول (ديسمبر) عام 2022 عن مقتل عنصر وإصابة ثلاثة آخرين، وجميعهم من الكتيبة الإيرلندية، جراء حادثة وقعت خارج منطقة عملياتها في جنوب لبنان.
وأوضح شحادة بأن قوات اليونيفيل تسيّر يومياً حوالي 400 دورية على طول الخط الأزرق، لافتاً إلى أن الجيش اللبناني لا يستطيع مواكبة جميع تلك الدوريات، غير أنه يتوجب عليه المشاركة في بعض الأنشطة الضرورية لتفادي أية مشاكل محتملة. وقال: «تقتضي بروتوكولات العمل أن تقوم قوات الطوارئ بإخطارنا بجدول دورياتها شهرياً، وبعدها يقوم الجيش اللبناني بتقييم الموقف، حيث يبادر إلى المشاركة في دوريات المناطق والنقاط الحساسة».
ونوّه شحادة إلى أنه يمكن لقوات اليونيفيل القيام بدوريات من خارج الجدول الشهري إذا تطلب الأمر ذلك، لكن يتوجب عليها أيضاً في هذه الحالة إخطار الدولة اللبنانية لكي تقوم بدورها، فقد تحتاج بعض الدوريات إلى إذن من النيابة العامة إذا كانت ستنفّذ ضمن ممتلكات خاصة، وأما إذا كانت الدوريات ضمن الممتلكات العامة فيمكنها القيام بذلك بشكل روتيني.
وأشار شحادة إلى أن قوات اليونيفيل تتولى إرسال التقارير إلى الأمم المتحدة في ما يتعلق بخروقات الطرفين، اللبناني والإسرائيلي، سواء كانت برية أو بحرية أو جوية، مشدداً على التباين الكبير بين الخروقات الإسرائيلية والخروقات اللبنانية. وقال: «إن الخروقات الإسرائيلية للقرار الأممي 1701 تتضمن ما يزيد عن 5000 طلعة جوية لطائرات الأف 16 أو الطائرات المسيّرة، أما خروقات الجانب اللبناني فهي بسيطة للغاية، كتعدي قطعان الماعز أو بعض المرضى النفسيين للخط الأزرق.
وأوضح شحادة بأن معظم الخروقات الجوية الإسرائيلية تستخدم لشن غارات صاروخية على سوريا.
إلى جانب ذلك، ثمّن المدير العام للإدارة في وزارة الدفاع اللبنانية دور الجيش اللبناني في المفاوضات مع مندوبي الدول لدى الأمم المتحدة لتعديل قرار التمديد لقوات اليونيفيل عام 2024، لكونه أقدر من السياسيين على تقييم الأوضاع «عسكرياً وأمنياً ولوجيستياً». وقال: «لهذا السبب، كنت عضواً في البعثة اللبنانية إلى مجلس الأمن الدولي، وقد سبقنا هذه الزيارة بترتيب جولة للملحقين العسكريين والسفراء لدى بيروت إلى العديد من النقاط والمحطات عند الخط الأزرق».
وقال شحادة: «لقد قام هؤلاء العسكريون والسفراء بإبلاغ حكوماتهم عما شاهدوه من تعدّ للإسرائيليين على حقوقنا، ما ساعدنا في تغيير مواقف بعض الدول من مسودة القرار الجديد»، معرباً عن أمله في أن يأخذ القرار النهائي بعين الاعتبار ضمان سيادة لبنان، كونه الدولة المضيفة والجهة التي تبادر إلى إرسال الطلب بتجديد عمل قوات الطوارئ في لبنان».
في سياق آخر، عبّر شحادة عن إعجابه بإنجازات الجالية اللبنانية في ولاية ميشيغن مستدركاً بالقول إن النجاح الذي يحققه اللبنانيون في جميع المهاجر ليس غريباً ولا مفاجئاً. وقال: «عندما عرّفني الأستاذ أسامة السبلاني على إنجازات الجالية اللبنانية في هذه الولاية، شعرت بالفخر، وبالفعل.. لدينا جالية بترفع الراس».
Leave a Reply