واشنطن – تصاعدت وتيرة إغلاق الصحف المحلية في الولايات المتحدة خلال العام 2023، لدرجة أن المحللين يعتقدون الآن أن البلاد ستفقد ثلث عدد الصحف الورقية التي كانت تمتلكها اعتباراً من عام 2005 بحلول نهاية العام المقبل، وليس في عام 2025 كما كان متوقعاً في السابق.
وبحسب موقع «أكسيوس»، فإن معظم المجتمعات التي تفقد صحيفة محلية في أميركا عادة لا تحصل على بديل، حتى عبر الإنترنت.
وكشف تقرير جديد صادر عن «كلية ميديل» للصحافة والإعلام بـ«جامعة نورث وسترن»، أن عدد الصحف المتبقية في الولايات المتحدة يناهز 6,000 صحيفة، مقارنة بـ8,891 صحيفة في عام 2005.
وقالت المؤلفتان المشاركتان في التقرير؛ بينيلوب ميوز أبيرناثي، الأستاذة الزائرة في «كلية ميديل»، وسارة ستونبيلي، مديرة الكلية: «إننا نشهد خسارة الثلث تقريباً الآن، ومن المؤكد أننا سنحقق هذه النسبة في العام المقبل».
ومن بين الصحف التي لا تزال باقية، أغلبيتها (4,790) تُنشر أسبوعياً، وليس يومياً، وعلى مدى العامين الماضيين استمرت الصحف في الاختفاء بمعدل أكثر من اثنتين في الأسبوع، مما ترك 204 مقاطعة أميركية –أو 6.4 بالمئة– دون أي منفذ إخباري محلي.
ما يقرب من نصف المقاطعات الأميركية (1,562) يتم تقديم أخبارها الآن فقط من خلال مصدر إخباري محلي واحد متبقٍ، وهي عادة صحيفة أسبوعية، وتقدر أبيرناثي وستونبيلي أن 228 من تلك المقاطعات البالغ عددها 1,562 مقاطعة، أو ما يقرب من 7 بالمئة من جميع المقاطعات الأميركية، معرضة بشدة لخطر فقدان آخر منفذ إخباري محلي متبقي لها.
وتقع المقاطعات المعرضة لخطر التحول إلى «صحاري إخبارية» في مناطق مرتفعة الفقر في الجنوب أو الغرب الأوسط، وغالباً ما تكون مكتظة بأعداد كبيرة من السود واللاتينيين والسكان الأصليين.
يذكر أن صناديق التحوط التي اشترت أجزاء كبيرة من صناعة الصحف المحلية في العقود الأخيرة قد انسحبت من السوق نتيجة التباطؤ الكبير في الإعلانات، والذي أجبر الصناديق على التخلص من الصحف بشكل أسرع مما توقعت.
ويقدر التقرير أنه –بالنسبة للمنافذ التي تركز على الأخبار الحكومية والمحلية– هناك ما يقرب من 550 موقعاً إخبارياً رقمياً فقط، و720 منظمة إعلامية عرقية و215 محطة إذاعية عامة في أميركا، مقارنة بـ6,000 صحيفة.
ويرى مؤلفو التقرير أن نزيف الصحف المحلية «يشكل أزمة بعيدة المدى لديمقراطيتنا لأنه يتزامن مع الاستقطاب السياسي الحاد، والافتقار إلى المشاركة المدنية وانتشار المعلومات المضللة والمعلومات عبر الإنترنت».
Leave a Reply