لانسنغ – حثّ شيوخ ونواب ديمقراطيون في مجلس ولاية ميشيغن التشريعي، في رسالة موحّدة، الرئيس الأميركي جو بايدن على بذل أقصى الجهود الممكنة لإدامة وقف إطلاق النار في الأراضي المحتلة بغية معالجة الآثار الكارثية التي نجمت عن الحرب الإسرائيلية على قطّاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات آلاف المدنيين العزّل، جلهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى تشريد أكثر من 1.5 مليون فلسطيني وسط ظروف مريعة من فقدان المستلزمات المعيشية وغياب الرعاية الطبية.
وأبرق 25 مشرعاً من بينهم ممثلون عن منطقتي ديربورن وهامترامك، رسالة إلى الرئيس الديمقراطي يوم الأربعاء 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وذلك بعد يوم واحد من التوافق بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية على تنفيذ هدنة مؤقتة لإفساح المجال أمام تبادل الأسرى بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وفي الرسالة، أوضح المشرعون الديمقراطيون بأن المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية (يونيسيف)، وكذلك عديد القادة الدينيين والمسؤولين المنتخبين والفعاليات المجتمعية في عموم الولايات المتحدة، يطالبون جميعاً بوقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار ولإنجاح الجهود الرامية لتحرير جميع الرهائن.
وقالت الرسالة إن الإنهاء الفوري والدائم للحرب سيمنح كلا الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني، الفرصة لتأمين الحماية للنساء والأطفال، إلى جانب السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المنكوب بشكل آمن، لافتة إلى أن الاتفاق على تنفيذ «هدنات إنسانية» للتبادل الأسرى بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية يعدّ «خطوة إيجابية نحو الأمام».
وكان زعيم الأغلبية الديمقراطية في كابيتول لانسنغ، النائب العربي الأميركي أبراهام عياش (ديمقراطي–هامترامك) في مقدمة الموقعين على الرسالة التي شملت أيضاً توقيع ثلاثة من أعضاء مجلس شيوخ ميشيغن، هم: السناتور ستيفاني تشانغ (ديمقراطية–ديترويت) والسناتور دارين كاميليري (ديمقراطي–ترنتون) والسناتور ماري كافانو (ديمقراطية–ريدفورد)، معرباً عن اعتزازه بقيادة الجهود التشريعية في الولاية لإنهاء الصراع المسلح وإحلال السلام في الأراضي المحتلة.
وفي السياق، كتب النائب اليمني الأصل عبر حسابه على منصة «أكس» أن قصف الأطفال لن يجلب السلام، مشدداً على أن إنهاء العنف هو السبيل الوحيد للتصدي للاحتلال بشكل مشروع من أجل تحقيق السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، مضيفاً: «يتوجب علينا تعزيز وقف إطلاق النار الدائم لإنهاء القصف والدمار في غزة».
ولفتت الرسالة إلى أن المساعدات الإنسانية التي تم إدخالها إلى غزة منذ 21 تشرين الأول (أكتوبر) المنصرم «غير كافية»، وأن القطاع مايزال يعاني من نقص حاد من «المياه والغذاء والدواء والمواد الطبية»، خاصة بعد خروج حوالي 20 مستشفى عن الخدمة من جراء القصف الإسرائيلي الذي أسهم أيضاً في تهجير أكثر من 1.5 مليون فلسطيني من منازلهم، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل ينذر بالخطر، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وذكّرت الرسالة بأن «العديد من العمليات التي نُفّذت في قطاع غزة» محظورة بموجب اتفاقية جنيف، مطالبة «بإطلاق سراح جميع الرهائن فوراً، وبلا قيد أو شرط، إلى جانب الالتزام بالقوانين الدولية، وتقديم المساعدات الضرورية لضمان أن يتمكن كل شخص يعيش في إسرائيل والضفة الغربية من العيش بكرامة وإنسانية وأن يكون حقه في تقرير المصير مكفولاً».
وبالإضافة إلى عياش والسناتورات تشانغ وكاميليري وكافانو، وقع على الرسالة كل من النواب الديمقراطيين: العباس فرحات (ديربورن) وكارين ويتسيت (ديترويت) وأرين بيرنز (ديربورن) وجايمي تشرتشز (وايندوت) وجيمي ويلسون (إبسيلانتي) وديلان ويغيلا (غاردن سيتي) وجاسبر مارتوس (فلاشنغ) وأميلي ديفيندورف (لانسنغ) وريدجي ميللر (فان بورن) ورانجيف بوري (كانتون) وكاري رينغانز (آنأربر) وفيليشا برابيك (بيتسفيلد تاونشيب) ورفايل هود (غراند رابيدز) وفيرونيكا بايز (هاربر وودز) وبينلوب تسيرنوغلو (إيست لانسنغ) وستيفاني يونغ (ديترويت) ودونافان مككيني (ديترويت) وجينفر كونلين (آناربر تاونشيب) وبيتسي كوفيا (ترافيرس سيتي) وجايسون مورغان (آناربر) وكيلي برين (نوفاي).
وشكلت الرسالة صدى لزخم الحراك المجتمعي والرسمي في ولاية ميشيغن التي شهدت العديد من مدنها بما فيها مدن ديترويت وديربورن وهامترامك، وكذلك جامعاتها بما فيها «جامعة ميشيغن»، مظاهرات حاشدة ووقفات احتجاجية متكررة على دعم الإدارة الأميركية لإسرائيل في حربها الوحشية على الشعب الفلسطيني.
وكان مجلس مدينة ديترويت قد أصدر مؤخراً قراراً يتضامن مع الشعب الفلسطيني ويدعو إلى وقف الحرب في الأراضي المحتلة وإنهاء المساعدات المالية والعسكرية لدولة الاحتلال، مع الإشارة إلى أن المدينة شهدت واحدة من أكبر المظاهرات المؤيدة للقضية الفلسطينية بمشاركة زهاء عشرين ألف شخص من كافة الخلفيات الدينية والعرقية، في شهر أكتوبر المنصرم.
وصدر قرار بلدية ديترويت بعد مرور عدة أسابيع على بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة رداً على عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الماضي، التي أسفرت عن احتجاز ما يزيد على مئتي رهينة ومقتل أكثر من 1,200 إسرائيلي، ما وضع غزة في عين العاصفة حيث بدأت تواجه منذ ذلك الحين «عقاباً جماعياً تضمن قطع الإمدادات والمساعدات الإنسانية للسكان»، بحسب تعبير قرار مجلس مدينة ديترويت.
كذلك أصدرت بلديتا ديربورن وديربورن هايتس قرارات مماثلة تطالب بوقف إطلاق النار في غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
كما شهدت «جامعة ميشيغن» بمدينة آناربر العديد من الفعاليات الداعمة للشعب الفلسطيني، والتي أسفرت إحداها عن اقتحام عشرات الطلبة للمقر الإداري للجامعة واعتصامهم فيه لعدة ساعات احتجاجاً على رفض إدارة الجامعة لتلبية الدعوات المطالبة بوقف الاستثمار مع الشركات العاملة في إسرائيل.
Leave a Reply