ديترويت – في أحدث واقعة قتل تشهدها محطات الوقود في ديترويت، لقي مراهق عربي أميركي مصرعه على يد عامل محطة وقود من أصل عربي أيضاً، في جنوب غربي المدينة صباح السبت الماضي، بينما قرر مكتب الادعاء العام في مقاطعة وين عدم توجيه أية اتهامات جنائية إلى عامل المحطة باعتبار أنه أقدم على فعلته دفاعاً عن النفس.
وقامت الشرطة باعتقال الموظف في محطة «سيتغو» الكائنة على شارع ديربورن (الكتلة 9100)، والذي يبلغ عمره 28 عاماً بعد قيامه بإطلاق النار على يعقوب ناجي (17 عاماً) حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.
وامتنع مكتب الادعاء العام عن ذكر هوية مطلق النار، نظراً لعدم توجيه أي اتهام ضده، مكتفياً بالإشارة إلى أنه من سكان مدينة ديربورن المجاورة.
وكانت الشرطة قد عثرت على يعقوب جثة هامدة على أرضية المحطة داخل حجرة المحاسبة، وقد أصيب بعدة أعيرة نارية في الجزء الأعلى من جسمه أسفرت عن وفاته على الفور.
وبحسب الادعاء العام، دخل يعقوب متجر المحطة وتوجه مباشرة إلى حجرة المحاسبة، وعندما قام عامل المحطة بمواجهته صوب نحوه أداة كان يحملها بيديه الاثنتين «كما لو كان يحمل مسدساً». فما كان من الموظف سوى أن أطلق عليه عدة أعيرة نارية وأرداه قتيلاً.
وقالت مساعدة المدعي العام ماريا ميلر في بيان صحفي، خلال مراجعة القضية، قرر المدعون أن تصرفات الموظف كانت دفاعاً عن النفس. وينص قانون ميشيغن على أنه يمكن لأي شخص لا يرتكب جريمة استخدام القوة المميتة ضد شخص ما، إذا كان لديه حق قانوني في التواجد هناك، ويشعر بأن القوة المميتة ضرورية لمنع الموت الوشيك أو الأذى الجسدي الكبير لنفسه أو لشخص آخر، وهو ما ينطبق على حالة المشتبه به في هذه الحادثة.
بدورها، قالت المدعي كيم وورذي، في بيان إنه خلال الصيف الماضي، كانت هناك سلسلة من عمليات إطلاق النار المميتة في محطات الوقود في ديترويت، غير أن حقائق هذه الحادثة كانت «مختلفة جداً»، مؤكدة أن تصرفات تندرج تحت الدفاع القانوني عن النفس، و«نتيجة لذلك لن يتهمه هذا المكتب بأي جريمة».
وكان مكتب وورذي قد وجه اتهامات جنائية بالقتل لعاملي محطتين عربيين أميركيين خلال الصيف الماضي بعد تسببهما بمقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين في حادثتين منفصلتين.
ففي 5 حزيران (يونيو) المنصرم، قُتل رجل إفريقي أميركي يبلغ من العمر 25 عاماً برصاص عامل محطة «أكسون موبيل» عند تقاطع فيرنور وكلارك في جنوب غربي المدينة. وقد تم القبض على عامل المحطة معاذ الجهم (40 عاماً) بتهمة القتل العمد بعد قيامه بإطلاق النار على رأس أنتوني ماكناري (25 عاماً) من خلف باب المحطة الزجاجي، بينما كان الضحية واقفاً في الخارج، وذلك إثر مشادة سابقة بينهما، بحسب مكتب الادعاء العام في مقاطعة وين. وقد بادرت بلدية ديترويت إلى إغلاق المحطة بعدما تبين أنها كانت تعمل بدون ترخيص.
وفي 6 أيار (مايو) الماضي، فتح رجل يدعى سامويل ماكراي (27 عاماً)، النار على زبائن محطة «أكسون موبيل» أخرى في غرب المدينة، متسبباً بمقتل شخص وإصابة اثنين آخرين إثر مشادة مع عامل المحطة لمحاولته التهرب من دفع ثمن مشترياته بعد رفض بطاقة الائتمان التي حاول استخدامها.
ويواجه عامل المحطة، الحسن عياش (22 عاماً)، تهمة القتل اللاإرادي لإقفاله باب المتجر ومنع الزبائن من المغادرة رغم توسلاتهم إليه ورغم تهديدات مطلق النار، الذي بادر إلى استهادف الضحايا واحداً تلو الآخر بينما كان عامل المحطة محتمياً في حجرته المزوّدة بزجاج مضاد للرصاص. كذلك تم إغلاق المحطة الكائنة على شارع وست ماكنيكلز (الكتلة 2800) بسبب عدم حيازتها على التراخيص اللازمة.
ووقعت الحادثتان آنفتا الذكر، نتيجة محاولة عمال المحطات منع عمليات سرقة محتملة، رغم أن المسروقات كانت بأسعار زهيدة، مثل قطعة لحم مقدّد (بيف جيركي) في حادثة يونيو الماضي وفاتورة بحوالي أربعة دولارات في حادثة مايو.
Leave a Reply