هامترامك – تكريماً ودعماً لكفاح الشعب الفلسطيني وشهداء قطاع غزة من جراء الحرب الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، قامت بلدية هامترامك مؤخراً بإطلاق اسم «فلسطين» على أحد شوارعها الرئيسية، بعد تمرير قرار بأغلبية أربعة أعضاء مقابل ثلاثة في مجلس المدينة الذي يشكل المسلمون جميع أعضائه الستة، بالإضافة إلى رئيس البلدية الذي يترأس المجلس، بحسب ميثاق المدينة.
وتم إطلاق تسمية «بالستاين أفنيو» على شارع «هولبروك» ضمن حدود المدينة، وذلك لمسافة تمتد لنحو ميلين ونصف بين شارعي «بوفالو» و«سانت أوبين»، وفقاً للقرار المنشور على شبكة الإنترنت، والذي ينصّ على أن التسمية الجديدة هي «بمثابة لفتة رمزية لتذكر ودعم أهالي قطّاع غزة»، لافتاً إلى أن الإسم الجديد لن يكون له أي تأثير فعلي على العناوين البريدية أو «التسميات القانونية» الأخرى على امتداد الشارع.
وصوّت أربعة أعضاء لصالح القرار آنف الذكر خلال الاجتماع الدوري للمجلس البلدي، الثلاثاء المنصرم، فيما برّر الأعضاء الثلاثة الآخرون اعتراضهم لأسباب «موضوعية» أو «إجرائية»، لا تتضمن معارضتهم مبدأ الخطوة الرامية إلى تأييد الشعب الفلسطيني ودعم كفاحه ضد سياسات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي.
مجلس المدينة يمرر القرار بصوت رئيس البلدية أمير غالب
القرار الجديد قوبل بتصفيق حماسي من الحاضرين، وجاء كحلقة جديدة في سلسلة الفعاليات الأهلية والرسمية التي تشهدها مدينة هامترامك التي أصدرت في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي قراراً يدعو إسرائيل إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، ويحثّ الحكومة الأميركية على فرض هدنات إنسانية للسماح بإدخال المساعدات إلى مئات آلاف الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل من جراء العدوان الإسرائيلي رداً على عملية «طوفان الأقصى».
وشهدت المدينة التي يشكل المسلمون ذوو الأصول اليمنية والبنغالية حوالي ثلثي إجمالي السكان البالغ عددهم زهاء 28 ألف نسمة، العديد من الفعاليات الاحتجاجية على الحرب الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، كما شارك الكثير من سكانها في عديد التظاهرات التي نُظمت في مدينتي ديربورن وديترويت على إيقاع المجازر الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها الدولة العبرية بحق الشعب الفلسطيني.
وقال رئيس بلدية هامترامك أمير غالب الذي صوّت لصالح القرار: «أعلم بأن هذا لن يغير أي شيء، لكنه يظهر حقيقة ما تمثله هامترامك، وما يمثله المجتمع هنا». وحاز منشور كتبه رئيس البلدية اليمني الأصل حول القرار الجديد على صفحته بموقع «فيسبوك» على إعجاب وتعليق عشرات المتصفحين، الذين أثنى معظمهم على مواقف الحكومة المحلية المؤيدة للقضية الفلسطينية.
وفيما أكد مدير بلدية هامترامك، ماكس غاربارينو، الخميس الماضي، بأنه تم البدء بعمليات تركيب اللافتات الجديدة لتحديد والتدليل على شارع «فلسطين»، أعرب بيل ماير –وهو من سكان هامترامك– عن حماسه للقرار الجديد، وقال: «لقد كان هذا الأمر خيالياً للغاية، نأمل أن يتعزز الحراك في هذا الاتجاه، إذ ربما يتحقق التغيير، وربما يتحرر الناس من الاحتلال في نهاية المطاف، وربما يمكننا الاحتفال، وإزالة اللافتات مرة أخرى».
في المقلب الآخر، عزا بعض معارضي القرار مواقفهم لأسباب «موضوعية» أو «إجرائية» مؤكدين بأن عدم موافقتهم على تمريره لا ينطوي على أية مواقف موجهة ضد الفلسطينيين وعدالة قضيتهم.
وأوضح عضو المجلس أبو موسى الذي يتحدر من أصول بنغالية بأن تصويته ضد تمرير القرار يعود إلى عدم موافقته على إعادة تسمية الشوارع في المدينة، وقال: تصويتي ليس ضد الفلسطينيين، وليس ضد أي جهة أخرى بمن فيهم رئيس البلدية أو أي من زملائي الآخرين الذين أيّدوا القرار.
أما العضو موحث محمود، الذي يتحدر أيضاً من أصول بنغالية، فقد عزا رفضه للقرار إلى كونه يتعارض مع سياسات حكومة هامترامك التي تتبنى موقف الحياد السياسي تجاه كافة الشرائح السكانية في المدينة الأكثر تنوعاً عرقياً وإثنياً في ولاية ميشيغن، والتي كانت المستند الأساسي لتبرير قرار المدينة المثير للجدل بحظر الأعلام ذات الطابع السياسي أو العرقي أو الديني، بما فيها أعلام ورايات المثليين والمتحولين جنسياً ضمن الممتلكات العامة في هامترامك.
وقال محمود: «إن موقفي لا ينطوي على شيء موجه ضد الفلسطينيين، ولكنني أريد أن تكون مواقفي منسجمة وأن ألتزم بالمبدأ نفسه الذي اتخذنا على أساسه رفع أي علم آخر» فوق الممتلكات العامة، في إشارة إلى علم ألوان الطيف (قوس قزح).
Leave a Reply