ديربورن – حققت عربات الطعام في ديربورن خلال السنوات القليلة الماضية، نجاحات كبيرة في جذب عشاق المأكولات المتنوعة، ليس فقط من سكان المدينة وإنما أيضاً من سكان المدن والبلدات المجاورة، ولكن هذه الظاهرة التي ترافقت مع بعض المظاهر السلبية المتعلقة بالنظافة والسلامة العامة، دفعت مجلس بلدية ديربورن، الأسبوع الماضي، إلى إعداد مقترح مرسوم لضبط الصناعة المزدهرة عبر فرض قواعد تنظيمية جديدة. ومن المتوقع أن يتم التصويت على المرسوم المقترح في مطلع العام 2024، ليصبح ساري المفعول بحلول الخريف.
وحالياً، تنتشر في ديربورن 31 عربة طعام مرخّصة معظمها يتواجد ضمن مواقف سيارات تابعة لأعمال تجارية أخرى مثل محطات الوقود ومعارض السيارات وباحات المتاجر الكبرى.
المرسوم الذي قدمه رئيس البلدية عبدالله حمود، خلال الاجتماع الدوري لمجلس المدينة الثلاثاء المنصرم، دون التصويت عليه، وُصف بأنه «متعدد الأغراض»، وأنه يطمح لوضع حد لفوضى انتشار عربات الطعام في المرافق التجارية والأماكن العامة، عبر التشدد في تطبيق اللوائح المتعلقة بالضوضاء وجمع القمامة وترحيل النفايات، إلى جانب تحديد ساعات العمل تفادياً لإزعاج السكان، وكذلك زيادة عمليات التفتيش الصحي، فضلاً عن إمكانية السماح بإضافة مناطق جلوس مفتوحة لاستقبال زبائن العربات المرخصة.
وشهدت ديربورن خلال السنوات القليلة الماضية ازدهاراً ملحوظاً في أعمال عربات الطعام بعد رواجها اللافت خلال المهرجانات والليالي الرمضانية، ليتحول الكثير منها إلى العمل على مدار العام بكافة أرجاء المدينة، موفرةً المزيد من الأطباق والخيارات التي تستقطب الفئات الشابة، بالإضافة إلى عمّال الورديات الليلية.
وفي الإطار، أكد عضو مجلس مدينة ديربورن كمال الصوافي، على واجب المسؤولين المحليين في تنظيم عمل عربات الطعام، وقال: «نريد تنظيمها بطريقة تحمي مشغليها، مع التأكد من عدم انتشارها في كل مكان» مشيراً إلى أن المرسوم المرتقب يضع في الاعتبار تعزيز النظافة العامة في المدينة لاسيما وأن تلك العربات تتواجد حالياً في أماكن غير صحية مثل ورشات تبديل الإطارات ومعارض السيارات المستعملة.
وسيقوم المجلس في جلسات لاحقة بمناقشة المقترح الذي تمت تجزئته إلى قسمين: الأول، يتضمن تحديد آليات الحصول على رخصة تشغيل عربة طعام، أما الثاني فيتعلق بأماكن ركن العربات.
وأوضح الصوافي بأن مدينة ديربورن لا تعتمد في الوقت الحالي أية لوائح تنظيمية لتشغيل شاحنات الطعام، لافتاً إلى أن البلدية تتلقى شكاوى متواصلة من السكان المنزعجين، وكذلك من حكومة ولاية ميشيغن، حول ترحيل النفايات وبقايا الزيوت المستخدمة في تحضير الأطعمة، وقال: «نريد أن تواصل أسواق الطعام ازدهارها في ديربورن، ولكن بطريقة آمنة بالنسبة للجميع على المدى الطويل».
وأعرب الصوافي عن دعمه لتخصيص أمكنة محددة لركن عربات الطعام لتقليل الأضرار المحتملة، مؤكداً أن أحد الحلول المطروحة لهذه المشكلة قد يكون عبر تخصيص مواقف مزودة بالكهرباء لجمع أكبر عدد من العربات في موقع واحد.
وأفاد بأن أعضاء المجلس البلدي ناقشوا هذا المقترح الثلاثاء المنصرم، ولكنهم لم يتخذوا بعد، قراراً بهذا الشأن، موضحاً أنه ستجري مناقشة بندي المقترح في جلسات منفصلة لاحقة.
وشدد الصوافي على أن البلدية لا تسعى بأي شكل من الأشكال إلى حظر عربات الطعام في ديربورن، قائلاً: «نحن فقط نحاول إيجاد الطريق الصحيح للمضي قدماً».
بدوره، أشار عضو المجلس مصطفى حمود إلى أن مدينة ديربورن «تحاول تنظيم عمل عربات الطعام بطريقة تخفف من مخاوف السكان»، غير أن تصريحات المسؤولين المحليين لم تخفف من مشاعر الاستياء والبلبلة لدى مشغلي شاحنات الطعام الذين حضر بعضهم اجتماع الثلاثاء الماضي للتعبير عن مخاوفهم من تداعيات المرسوم المرتقب على مصدر رزقهم.
عبدالله الناصري، وهو مشغل عربة طعام متخصصة بإعداد أطباق البرغر بالقرب من تقاطع شارعي وايومينغ وميشيغن أفنيو في شرقي ديربورن، كان من بين الذين حضروا الاجتماع، حيث أعرب عن توجسه من صرامة المواصفات التي تسعى البلدية إلى تطبيقها، وقال: «ما نشعر به، هو أن تشغيل عربة طعام في مدينة ديربورن سيصبح أصعب بكثير، وهذا سوف يؤدي إلى توقف الكثير من شاحنات الطعام عن العمل».
الناصري الذي يدير عربة طعام منذ أربع سنوات، أبدى تفهمه لرغبة المسؤولين في تنظيم هذه الصناعة، لكن ذلك لم يخفف قلقه من مقترح تخصيص مكان محدد لعملها، وقال إن زبائنه معتادون على المجيء إلى موقعه الحالي، وإنهم سيعتقدون بأنه قد تم إغلاق المتجر، إذا اضطر للانتقال إلى مكان آخر قد تعتمده البلدية في المستقبل.
وأضاف: «إذا كان يتوجب عليهم تنظيف المدينة، وإصلاح بعض الأمور لأغراض السلامة العامة، فليقوموا بذلك»، داعياً المسؤولين إلى الأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن رواد عربات الطعام هم في الغالب «شباب جائعون يستيقظون في السابعة صباحاً من أجل العمل أو ينامون في وقت متأخر بعد يوم عمل طويل.
Leave a Reply