مهرجان متعدد الأديان في ديربورن للمطالبة بوقف الحرب في غزة
ديربورن
في إطار الفعاليات المتواصلة لدعم الشعب الفلسطيني الذي يواجه اعتداءً إسرائيلياً غير مسبوق للشهر الثالث على التوالي، عقد زعماء دينيون من المجتمعات الإسلامية والمسيحية واليهودية في ولاية ميشيغن مهرجاناً خطابياً متعدد الأديان بقاعة «غرينفيلد مانور» في مدينة ديربورن -الثلاثاء الماضي- بمشاركة المرشح المستقل للرئاسة الأميركية كورنيل وست، وسط مطالبات بوقف فوري لإطلاق النار في الأراضي المحتلة، وتعزيز سبل الإغاثة الفورية لسكان قطاع غزة الذين ما زالوا يتعرضون لجرائم الإبادة الجماعية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من شهر تشرين الأول (أكتوبر) المنصرم.
واستُهلت الفعالية التي نُظمت بجهود ما يزيد عن 40 منظمة حقوقية ومدنية في عموم ولاية ميشيغن بعرض مقاطع مصورة لأطفال فلسطينيين من قطاع غزة يتحدثون عن معاناتهم اليومية من جراء الاعتداءات الإسرائيلية، مع التأكيد على حبهم للحياة والسلام، وإصرارهم على التمسك بجذورهم وأرضهم رغم الكارثة الإنسانية التي هزت الضمير العالمي.
وتلا إمام مسلم وحاخام يهودية وقسيسة مسيحية أدعية وصلوات وترانيم دينية من أجل راحة الضحايا في القطاع المحاصر، متضرعين إلى المولى القدير أن يحلّ السلام في «أرض السلام»، وداعين في الوقت ذاته إلى إنهاء الحرب من أجل وضع حد للمأساة الإنسانية المستمرة في فلسطين المحتلة.
وطالب القس جاك إيغلستون، من كنيسة الوحدة اللوثرية بمدينة ساوثغيت،، المجتمع الدولي بالعمل الدؤوب بغية وقف إطلاق النار في الأراضي السليبة لكي ينعم جميع الفلسطينيين بالعدالة والأمن والسلام والكرامة، لافتاً إلى أن قادة الكنائس في مدينة بيت لحم الفلسطينية قرروا إلغاء احتفالات عيد الميلاد (كريسماس) هذا العام، حداداً على أرواح الأبرياء الذين سقطوا خلال الاعتداءات الإسرائيلية على سكان القطاع.
وندد إيغلستون بموقف الولايات المتحدة ودعمها غير المشروط للدولة العبرية، وقال: «عندما تكون بلادنا هي الدولة الوحيدة التي تصوّت ضد قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن، فهذا يعني بأن حكومتنا تقول لا للسلام وتقول لا للحياة».
من جانبها، أوضحت الحاخام اليهودية ألانا ألبرت، التي تتزعم طائفة «تشيا» في مدينة فيرندايل، بأن وقف إطلاق النار وإحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين باتا حاجة قصوى، لأن «الحرب مستمرة بإزهاق المزيد من الأرواح وبإلحاق أضرار لا تحصى بالسكان».
وتساءلت ألبرت عمّن هو المستفيد من «وضع الفلسطينيين والإسرائيليين في مواجهة بعضهم البعض في هذه الحرب العبثية»، لتجيب بالتأكيد على أن الكثير من اليهود يرفضون أن ترتكب الدولة العبرية جرائم الإبادة الجماعية باسمهم، وقالت: «نرفض أن يتم ذلك باسمنا، ونرفض أن يتم استخدامنا من قبل بعض المتنفذين الإسرائيليين ومن قبل الرأسمالية الغربية لتحقيق أهداف لا تخدمنا في نهاية المطاف».
ونوهت ألبرت بأن الكثير من اليهود الأميركيين شاركوا خلال الفعاليات المؤيدة للشعب الفلسطيني في منطقة ديترويت وفي عموم الولايات المتحدة، منذ نشوب الحرب في الأراضي المحتلة في السابع من شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
المتحدث الرئيسي خلال الفعالية، المرشح المستقل في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 كورنيل وست، أعاد التأكيد على ضرورة فرض وقف فوري لإطلاق النار في فلسطين المحتلة لتفادي وقوع المزيد من الضحايا الأبرياء، معرباً عن كراهيته للاحتلال الإسرائيلي، وداعياً إلى محاسبة الرئيس جو بايدن وجيش الاحتلال أمام محكمة الجنايات الدولية.
وقال وست: «أنا أكره الاحتلال الإسرائيلي، وأكره الهيمنة الإسرائيلية، كما أكره مجازر الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل»، مستدركاً بالقول: «لكن هذا لا يعني بأنني أكره كل الأخوة والأخوات اليهود».
وأضاف وست: «يا لها من نعمة، ويا له من شرف وامتياز أن أكون في مدينة ديربورن بولاية ميشيغن لكي أكون في مواجهة الاحتلال البغيض والإرهاب»، لافتاً إلى أن التحدي في أوقات الحرب والصدمات يتمثل في السؤال عما إذا كان بإمكاننا الرد على الكراهية من دون كره الآخرين، ومذكراً بالقرون الأربعة التي عاشها الأفارقة الأميركيون وهم يعانون من الكراهية والاحتقار والرفض.
ولفت وست (70 عاماً) إلى أن المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون هذه الأيام جذبت إليها المناضلين ضد الهيمنة الإمبريالية في جميع أنحاء العالم، موضحاً بأن لجميع الصراعات تداعيات «استقطابية»، وقال: «إننا هنا نبرز المظالم التي لا تعد ولا تحصى، إذ عندما يقتل زهاء ثمانية آلاف طفل فلسطيني، وقرابة 20 ألف بالمجمل، فكيف إذن لا أرفع صوتي، وكيف لا أقلق من جراء ذلك؟»، مردفاً بالتأكيد على أن موقفه لن يتغير في حال كان هؤلاء الأطفال يهوداً أو إيرلنديين، أو كانوا بلون الشوكولاه في ديترويت، أو بلون الكراميل في ديربورن، لأن القضية هي إنسانية بالدرجة الأولى، وليست قضية قبلية».
Leave a Reply