واشنطن – وجدت دراسة حديثة أن ما يربو على 2.7 مليون من سكان ولاية ميشيغن يجيدون التحدث بلغات أخرى غير الإنكليزية، ومع ذلك فقد حلّت ولاية البحيرات العظمى في المركز التاسع والعشرين بين الولايات الأميركية من حيث عدد السكان ثنائيي اللغة.
وبدّدت الدراسة التي أجرتها Test Prep Insight الصورة النمطية القائلة بأن الأميركيين لا يعيرون اهتماماً كبيراً للثقافات واللغات الأجنبية، حيث كشفت البيانات الاستقصائية الجديدة عن ميل متزايد لدى الأميركيين بتعلم اللغات والسفر حول العالم.
ولتحديد اللغات الأكثر انتشاراً بين الأميركيين، استهدفت الدراسة ثلاثة آلاف شخص قالوا إنهم يستطعيون التحدث أو فهم الحديث بلغة أخرى، دون أن يكونوا من الفئات الإثنية التي تتحدث بلغات أخرى غير الإنكليزية في منازلهم، وذلك للتركيز على اللغات التي يرغب الأميركيون بتعلمها.
ووفقاً للدراسة، فقد تصدّرت قائمة الولايات التي تضم أكبر عدد من ثنائيي اللغة، ولايات رود آيلاند ونيو مكسيكو ونيوجرزي ونيوهامبشير وكاليفورنيا المراكز الخمسة الأولى على التوالي، فيما حلت ولايات آلاباما وديلاوير وماين وأيداهو وآيوا المراكز الخمسة الأخيرة بين الولايات الخمسين.
وكشفت البيانات بأن أكثر من 876 ألفاً من إجمالي سكان ولاية رود آيلاند البالغ 1.1 مليون نسمة يجيدون التحدث بلغة أجنبية واحدة على الأقل وتبادل الكلام بسلاسة مثل الإنكليزية، بينما حلّ ثنائيو اللغة في ولاية نيومكسيكو في المرتبة الثانية، بواقع 1.4 مليون يتقنون الحديث بالإسبانية إلى جانب الإنكليزية أو ما يعادل 67 بالمئة من إجمالي السكان.
وجاءت في المرتبة الثالثة ولاية نيوجيرزي، المعروفة باحتضانها التاريخي للتراث المتنوع للمجتمعات الإيرلندية ومجتمعات أوروبا الشرقية التي تساهم بتعزيز التعدد اللغوي في بعض مناطق الولاية، مثل مدينتي هوبوكين وباسايك.
أما في ميشيغن، فقد وجدت الدراسة أن 28 بالمئة من السكان يستطيعون التنقل برشاقة بين الإنكليزية ولغات أخرى، لتأتي ولاية البحيرات العظمى في المركز التاسع والعشرين وطنياً.
وفي ذيل القائمة، جاءت ولاية ماين في المرتبة 48 بواقع 13 بالمئة من السكان الذين يستطيعون التحدث بلغات أخرى غير لغتهم الأم، تلتها ولاية أيداهو (11 بالمئة)، وولاية آيوا في آخر الترتيب (6 بالمئة فقط).
وكشفت الدراسة عن تعدد الأسباب التي تدفع الأميركيين لتعلم لغات جديدة، حيث عزا 33 بالمئة من المستطلعين أسباب تعلمهم للغة إضافية لأسباب تعليمية، و26 بالمئة لأسباب تتعلق بالسفر، و18 بالمئة لأسباب تجارية.
ومع محاذاة أميركا اللاتينية للولايات المتحدة، قالت الدراسة إنه ليس من المستغرب أن تتصدر اللغة الإسبانية قائمة اللغات التي تجتذب الأميركيين، حيث أفاد 37 بالمئة من المستطلعين بأنهم من عشاق الإسبانية. وجاءت الفرنسية في المرتبة الثانية (20 بالمئة)، ثم اليابانية (10 بالمئة) والإيطالية (8 بالمئة) والألمانية (7 بالمئة) والروسية (6 بالمئة) والعربية (5 بالمئة) والبرتغالية (2 بالمئة) وأخيراً الهندية (1 بالمئة).
وأشارت الدراسة إلى أن تعلم اللغات الأخرى قد يكون مدفوعاً برغبة بعض المتعلمين للتغلب على عوائق التواصل في حالات الحب والمواعدة، حيث قال 40 بالمئة من المستطلعين بأنهم لن يدخلوا في علاقة مع شخص ما إذا كان لا يتحدث نفس اللغة. وعندما سئل المشاركون في الدراسة عما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيجعل من تعلم اللغات الأخرى زائداً عن الحاجة، أعرب نصف المستطلعين عن قناعتهم بأن التكنولوجيا لا يمكن أن تعوّض عن متعة التحدث بلغة أخرى.
وختمت الدراسة بالتأكيد على حماس الأميركيين لتعلم لغات أخرى غير الإنكليزية، وقالت إن الأميركيين يحتضنون العالم بأكمله، ليس فقط عبر جوازات السفر، وإنما أيضاً بامتلاكهم الرغبة الجدية في التحدث بلغة البلدان التي يزورونها.
Leave a Reply