نيويورك – هدّد مؤيدو إسرائيل سلسلة متاجر العناية الشخصية والتجميل الفرنسية «سيفورا” بمقاطعتها، إذا ما واصلت بيع منتجات شركة مستحضرات التجميل «هدى بيوتي»، التي تملكها رائدة الأعمال العراقية الأميركية، ومؤسِّسة» هدى قطان.
ويقود الحملة مؤيدو الاحتلال الإسرائيلي من المؤثرين والمعلقين، ويلفقون لقطان اتهامات بـ«كراهية اليهود» و«معاداة السامية»، بسبب نشرها مقاطع فيديو تنتقد جرائم الاحتلال.
ونشرت المؤثرة، روشيل ليا، عبر «تيك توك»، مقطع فيديو تقول فيه إن «هدى تكره اليهود. لماذا لا تزال سيفورا تبيع مكياجها؟».
وشاركت ليا مقاطع فيديو متعددة لقطان وهي تتحدث عن الاحتلال الإسرائيلي لمتابعيها البالغ عددهم أربعة ملايين. بينما كتب مؤيدو إسرائيل تعليقات على حساب «سيفورا»، وأعلنوا مقاطعتهم للمتاجر، في خطوة ابتزازية واضحة.
وبدأت ليا سلسلة انتقاداتها في الفيديو قائلةً: «نادراً ما رأيت شخصاً يكره اليهود ويكره إسرائيل مثل هدى قطان، ولا تزال سيفورا تبيع جميع منتجاتها في متاجرها». وهنا، يبرز الخلط بين كراهية اليهود وانتقاد دولة الاحتلال في ذات الجملة. وهذا ليس جديداً، إذ يُتّهم كل من ينتقد الاحتلال الإسرائيلي بمعاداة السامية وكراهية اليهود، وهذه وسيلة لإيقاع منتقدي الاحتلال في فخ إعلامي وسياسي، تُشنّ بناءً عليه حملات إعلامية واسعة، تُنادي بمقاطعته، وتعمل على تشويه سمعته.
وفي الفيديو، انتقدت ليا، قطان لوصف الأخيرة الصهيونية بالنازية الجديدة، وشاركت مقاطع عدة من حساب نجمة التدوين في عالم التجميل على «إنستغرام».
وتابعت في الفيديو الذي روّج له مؤيدو الاحتلال الإسرائيلي، أن هدى أخبرت متابعيها بأن إسرائيل تقتل الصحافيين عمداً في غزة، زاعمة أن هذا اتهام لا أساس له، وليس هو الحقيقة اليومية التي يواجهها الصحافيون على يد قوات الاحتلال في قطاع غزة.
وكانت هدى قطان قد وقفت صامدة أمام ابتزاز مؤيدي دولة الاحتلال قائلةً إنها لا تخاف خسارتهم كعملاء لمنتجاتها، وقالت حينها: «لقد بدأت الثورة. لا يمكننا أن نخاف من خسارة أي شيء».
وقطان التي ولدت في ولاية أوكلاهوما عام 1983، تخرجت بدرجة بكالوريوس في التمويل من «جامعة ميشيغن» في ديربورن، تُعتبر اليوم من أبرز النساء المؤثرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بوصفها خبيرة تجميل ومؤسسة شركة لمستحضرات التجميل تحمل اسمها (هدى بيوتي)، وقد تبرعت مؤخراً بمبلغ مليون دولار كمساعدات لغزة.
وإمعاناً في الابتزاز، علّق مؤيدو إسرائيل متوعّدين بأنهم لن يتسوقوا بعد الآن من «سيفورا» حتى تزيل سلسلة التجميل منتجاتها من رفوفها، علماً أن «سيفورا» تبيع منتجات كثيرة تنتمي إلى شركات داعمة للاحتلال الإسرائيلي.
وأعلن مؤيدون آخرون توقيع عريضة لإزالة منتجات هدى، كما اتصلوا بسلسلة مستحضرات التجميل لتقديم نفس الشكوى في حملة ممنهجة ضدها.
وكتبت إحدى المتابِعات مُعلّقة: «طالما أنهم يبيعون منتجات هذه المجنونة الهائجة، فسأشتري مكياجي من مكان آخر»، وعلّقت أخرى: «مكياجها مقرف وباهظ الثمن على أي حال».
وهدّد حساب آخر: «إنها ليست خائفة من خسارة أي شيء؟ حان الوقت لتخسر كل أعمالها وأموالها»
ومع ذلك، سارع بعض المعلقين إلى الدفاع عن قطان، مشيدين بشجاعتها، حيث جاء في تعليق: «إنها ليست مخطئة! أنا فخورة جداً بها. لقد اكتسبت عدداً أكبر من العملاء». وقال آخر: «أنا فخور بها جداً لأنها لا تخشى قول الحقيقة».
Leave a Reply