ديربورن – جدّد الناخبون في ديربورن يوم الثلاثاء الماضي دعمهم للتعليم العام عبر تصويتهم بأغلبية مريحة لصالح استفتاءَين بتجديد ضرائب الملكية العقارية (ميليج) المخصصة لتشغيل المدارس العامة وكلية هنري فورد.
وكشفت النتائج الرسمية لانتخابات 27 شباط (فبراير) المنصرم عن تجديد الاستفتاءين آنفي الذكر بأغلبية مريحة في أقلام الاقتراع الـ48 بعموم المدينة.
وصوّت 13,263 من أصل 19,101 ناخب، أي بمعدل 71.5 بالمئة، لصالح تجديد ضرائب الملكية العقارية المخصصة لتشغيل مدارس منطقة ديربورن التعليمية خلال السنوات العشر القادمة، بإجمالي 22 مِل (المل الواحد يساوي واحداً بالألف من القيمة الضريبية للعقار أو ما يعادل نصف القيمة المقدرة للعقار من قبل ولاية ميشيغن).
وتضمن المقترح تجديد الضريبة بمقدار 18 مِل سنوياً لأصحاب الأعمال التجارية والمنازل المؤجرة، إضافة إلى ما يصل إلى 4 مِل على أصحاب المنازل المقيمين فيها.
وهذه هي المرة الثالثة التي يجدد فيها الناخبون في ديربورن، الضريبة التشغيلية منذ عام 2004 ، مما سيمكّن منطقة ديربورن التعليمية من تأمين زهاء 41 مليون دولار سنوياً، أو ما يعادل 16 بالمئة من إجمالي موازنة ثالث أكبر منطقة تعليمية في ولاية ميشيغن، والتي تخدم قرابة 20 ألف طالب في عموم مدينة ديربورن وبعض أحياء مدينة ديربورن هايتس، معظمهم من العرب الأميركيين.
وفيما تبلغ الموازنة السنوية لمدارس ديربورن العامة 274 مليون دولار، فإن العائدات الضريبية الناجمة عن الـ18 مِل (حوالي 34 مليون)، وكذلك العائدات الناجمة عن الـ4 مِل (حوالي سبعة ملايين دولار)، سوف تخصص حصراً لتغطية النفقات التشغيلية في المدارس العامة التي تضم 2,900 موظف، والتي تشمل مستحقات التوظيف ومصاريف الفصول الدراسية والمرافق الرياضية ومستلزمات المناهج الدراسية، بالإضافة إلى فواتير الخدمات وأجور الحافلات، وغيرها من النفقات التشغيلية الأخرى.
وفي استفتاء آخر، جدّد 12,241 ناخباً، أي بمعدل 66 بالمئة من إجمالي المقترعين، موافقتهم على مقترح تجديد ضرائب الملكية العقارية المخصصة لتشغيل «كلية هنري فورد» بمقدار 4 مِل لثماني سنوات، ما من شأنها تأمين حوالي 20 بالمئة من موازنة ثالث أكبر كلية عامة في ولاية ميشيغن، حيث تخدم «هنري فورد» زهاء 15 ألف طالب، بينهم حوالي 2,700 من طلبة المدارس الثانوية المنتسبين إلى برنامج التعليم الجامعي المبكر (إيرلي كولدج).
وكان مسؤولون تربويون وأكاديميون، من بينهم المشرف العام على منطقة ديربورن التعليمية الدكتور غلين ماليكو ورئيس «كلية هنري فورد» راسل كافالونا، قد أعربوا لـ«صدى الوطن» عن ثقتهم بدعم ناخبي ديربورن للتعليم العام وحرصهم في الحفاظ على المزايا الأكاديمية التي حققتها كل المدارس العامة والكلية المجتمعية خلال العقدين الأخيرين.
و أشاد كافالونا بمدينة ديربورن التي تمتلك –بحسب تعبيره– «جذوراً عميقة من دعم وتقدير التعليم والتحصيل الأكاديمي العالي»، لافتاً إلى أن 40 بالمئة من إجمالي طلبة الكلية البالغ عددهم سنوياً 15 ألف طالب، هم من سكان المدينة ذات الكثافة العربية.
ولفت كافالونا الذي تقلد رئاسة «هنري فورد» في عام 2018، إلى المزايا الاستثنائية للكلية العامة باعتبارها الوحيدة من نوعها في ولاية ميشيغن التي تمكّن طلابها من التسجيل بشكل مباشر في كل من «جامعة ميشيغن–ديربورن»، و«جامعة وين ستايت» بديترويت، و«جامعة إيسترن ميشيغن» بإبسيلاني، لافتاً أيضاً إلى أنها الكلية الوحيدة التي تعقد شراكة مع مجموع مستشفيات «كورويل»، مما يؤهل خريجي قسم التمريض لديها من الحصول على وظائف فورية في المراكز الطبية التابعة للمجموعة الصحية في عموم الولاية.
وفي رسالة موجهة إلى الناخبين، عشية الانتخابات قال كافالونا: «في الواقع، لا يوجد شيء أكثر أهمية من التصويت في أميركا، ولا يوجد شيء أكثر أهمية من التعليم العام (في منطقة ديربورن).. أعرف ذلك لأنني عشت هنا لفترة كافية لأعلم بوجود ذلك الميل والدعم المتجذر للتحصيل الأكاديمي في مدينتنا».
من جانبه، أوضح المشرف العام على مدارس ديربورن العامة، الدكتور غلين ماليكو، أن التصويت لصالح الاستفتاءين آنفي الذكر لن يرتّب على دافعي الضرائب أية أعباء إضافية، مؤكداً أنهن سيستمرون بدفع المبلغ نفسه الذي كانوا يدفعونه خلال السنوات العشر الماضية، مع الحفاظ على جودة الخدمات الأكاديمية. وأشار ماليكو إلى أن مدارس ديربورن العامة تمتلك معدلاً عالياً من التخرج، يبلغ 94 بالمئة، وكذلك معدلاً مرتفعاً من الانتساب الجامعي لطلبتها يتجاوز الـ80 بالمئة. وقال: «لا نريد المجازفة بهذه المزايا».
Leave a Reply