دالاس – أضاء مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) فرع تكساس، على جريمة عنصرية جديدة تستهدف الفلسطينيين الأميركيين، مطالباً السلطات المحلية بالتحقيق في محاولة إغراق طفلين في مسبح بإحدى ضواحي دالاس خلال شهر أيار (مايو) الماضي، بالتحقيق في الحادثة بوصفها جريمة كراهية.
وعقد فرع «كير» مؤتمراً صحفياً شرح فيه تفاصيل الحادثة التي وقعت يوم الأحد 19 مايو المنصرم في حمام سباحة تابع لمجمع سكني، حيث كانت سيدة أميركية من أصل فلسطيني ترتدي الحجاب وملابس السباحة الشرعية تراقب طفليها اللذين كانا يسبحان في الطرف الضحل من المسبح.
وأشار مسؤولو المنظمة الحقوقية إلى أن امرأة أميركية بيضاء دخلت منطقة حمام السباحة واقتربت من الأم ووجهت لها كلاماً عنصرياً وسألتها إن كانت والدة الطفلين الموجودين بالمسبح، ثم قفزت إلى حمام السباحة وأمسكت بالطفلين وسحبتهما إلى الجزء العميق من المسبح لإغراقهما، فيما أسرعت الأم بالقفز في الماء لإنقاذ طفليها.
ووفقاً للأم، فقد تمكن ابنها البالغ من العمر ست سنوات من الهرب والإفلات من السيدة المعتدية، لكن ابنتها الصغيرة البالغة من العمر ثلاث سنوات لم تتمكن من ذلك، وحاولت الأم إفلاتها من يدها لكنها انتزعت حجاب الأم واستخدمته لضربها كما قامت بركلها لإبعادها بينما قامت بدفع رأس الطفلة تحت الماء في محاولة لإغراقها.
وذكرت الأم أن رجلاً أميركياً من أصل أفريقي ساعد في إنقاذ الطفلة من السيدة المعتدية وتجمع المزيد من الناس وشاهدوا ما حدث، حتى جاء رجل أمن وقام بإبعاد السيدة المعتدية وأخذها بعيداً، فيما كانت تصرخ قائلة: «أخبرها أنني سأقتلها وسأقتل عائلتها بأكملها».
وقالت الأم: «نحن مواطنون أميركيون، أصلنا من فلسطين، ولا أعرف أين أذهب لأشعر بالأمان مع أطفالي. بلدي يواجه حرباً، ونحن نواجه الكراهية هنا. ابنتي مصدومة، وكلما فتحت باب شقتي تهرب وتختبئ وتخبرني أنها خائفة من أن تحضر السيدة التي اعتدت عليها وتغرقها في المياه مرة أخرى، كما أن وظيفة زوجي معرضة للخطر، بسبب اضطراره إلى ترك العمل لمرافقته لي وأطفالنا الأربعة كلما كان لدينا مواعيد ومهام لنقوم بها».
من جانبه، أعرب الرئيس جو بايدن عن «قلقه العميق» إزاء الجريمة وقال في بيان على حسابه الرئاسي بمنصة «أكس»: «لا ينبغي أبداً أن يتعرض أي طفل لهجوم عنيف، وقلبي مع العائلة». وأضاف «إنني قلق جداً بسبب التقارير التي تفيد بمحاولة إغراق طفلة فلسطينية أميركية تبلغ من العمر ثلاث سنوات».
ووجه مكتب المدعي العام في مقاطعة تارانت، حيث وقعت الحادثة، تهمة محاولة القتل وتهمة الاعتداء على طفل، للمرأة المدعوة إليزابيت وولف (42 عاماً) دون أن توجه لها اتهامات تتعلق بالكراهية العنصرية، علماً بأن تقرير الشرطة المحلية في مدينة يوليس، أفاد بأن الجريمة تم ارتكابها بسبب التحيز أو التحامل.
وقد طالبت الشرطة بالفعل، مكتب الادعاء العام، بمعاملة الحادثة كجريمة كراهية.
وجاءت حادثة يوليس في إطار تزايد حوادث الكراهية ضد الفلسطينيين الأميركيين منذ اندلاع حرب غزة، بما في ذلك، إصابة ثلاثة طلاب جامعيين من أصل فلسطيني بإطلاق نار في ولاية فيرمونت، ومقتل طفل مسلم عمره ست سنوات طعناً بالسكين حتى الموت في إحدى ضواحي شيكاغو.
من جانبها، قالت شيماء زيان من «كير» «إننا نشهد مستوىً جديداً من التعصب، حيث يعتقد الشخص المعتدي هنا اعتقاداً راسخاً بأنه سيقرر، بناءً على الدين واللغة وبلد المنشأ، من الذي يستحق أطفاله البقاء على قيد الحياة والذين لا يستحقون ذلك».
وأضافت: «كنت محطمة عندما عرفت أن المهاجمة حصلت على كفالة وخرجت من السجن في اليوم التالي بعد اعتقالها. نطالب بتحقيق في جريمة الكراهية، وفرض كفالة أعلى، وإجراء محادثات مفتوحة مع المسؤولين لمعالجة هذه الزيادة المقلقة في الإسلاموفوبيا، والمشاعر المناهضة للعرب والفلسطينيين».
من جانبه قال طه طه، المحامي الجنائي الفلسطيني الأميركي الذي يساعد في القضية: «لكل شخص الحق في الشعور بالأمان والحماية في مجتمعه. وعلى سياستنا وقيادتنا، أن يتوخوا الحذر عندما يخاطبون وسائل الإعلام حول السياسة الخارجية لمنع أعمال الكراهية التي لا يمكن أن تنسب إلا إلى الإسلاموفوبيا والجهل».
وسجل تقرير «كير» السنوي لحوادث الكراهية ضد المسلمين في الولايات المتحدة، 8,061 شكوى على مستوى البلاد خلال العام 2023. وهذا الرقم هو أكبر عدد سنوي من الشكاوى في تاريخ المنظمة الممتد لأكثر من 30 عاماً. وأوضح التقرير أن ما يقرب من نصف تلك الشكاوى –3,578 حالة– حدثت في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، في أعقاب اندلاع حرب غزة.
Leave a Reply