نتنياهو يصرّ على مواصلة الحرب رغم جهود الإدارة الأميركية لهدنة مؤقتة قبل انتخابات البيت الأبيض
تقرير أسبوعي
لم تسفر جهود الإدارة الأميركية الأسبوع الماضي عن تحقيق أي خرق يذكر في إطار جهودها لوقف إطلاق النار –ولو مؤقتاً قبل الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة– حيث اصطدمت مساعي البيت الأبيض بجدار تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإصراره على مواصلة «حربه الوجودية»، مكتفياً بتقديم مقترح «منفصل عن الواقع» لوقف العدوان على لبنان، بعد أيام قليلة من إجهاضه لمحاولات إحياء مفاوضات القاهرة والدوحة لوقف العدوان على غزة.
وأمام تصلب نتنياهو، عاد مبعوثا واشنطن عاموس هوكشتاين وبريت ماكغورك أدراجهما دون أن يزور أي منهما بيروت، لمناقشة مسودة الاتفاق التي قدمتها إسرائيل، نظراً لمعرفتهما مسبقاً باستحالة قبول لبنان لمعظم البنود الواردة فيها، لاسيما في ظل عجز جيش الاحتلال من تحقيق أي تقدم بري على الحافة الأمامية، بينما تواصل المقاومة إمطار الأراضي المحتلة بوجبات الصواريخ والمسيرات اليومية.
ولم يكد يجف حبر المسودة التي قدمت للإدارة الأميركية، حتى انبرى نتنياهو لتبديد أي بصيص أمل بهدنة قريبة في لبنان، نافياً إمكانية وقف الحرب، ومؤكداً أنه أمر الجيش الإسرائيلي «بمواصلة القتال بكل قوة». وقال بوضوح: «إنني لا أحدّد موعداً لنهاية الحرب، لكنني أضع أهدافاً واضحة للانتصار فيها»، رغم أنه لم يحدد تلك الأهداف في كلمته. وبهذا الموقف، «أراح» نتنياهو المراقبين من عناء تحليل سيناريوهات مسودة الاتفاق المزعوم الذي يصل إلى حد إعطاء الضوء الأخضر لاستباحة الأراضي والأجواء اللبنانية متى ما شاءت تل أبيب لمدة ستين يوماً «رداً على أي تهديدات وشيكة»، حسبما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال».
وإذ يتأكد أن لا معطيات ملموسة تشي بأن هناك نية حقيقية لبحث جدي في مشروع لوقف إطلاق النار سواء في لبنان أو غزة، رغم ضغوط إدارة الرئيس جو بايدن لتعزيز حظوظ الديمقراطيين عشية الانتخابات المرتقبة يوم الثلاثاء القادم، يرى مراقبون أن التسريبات المتفائلة ليست إلا مناورة إسرائيلية في ظل تعثر الغزو البري وصعوبة بلوغ نهر الليطاني، رغم تحشيد عشرات آلاف الجنود لازالوا غير قادرين على السيطرة التامة على أي من القرى الحدودية، بينما يواصل «حزب الله» توجيه الضربات المؤلمة للقوات الغازية فضلاً عن قصف الثكنات والقواعد والمصانع العسكرية بوتيرة تصاعدية وصولاً إلى جنوب تل أبيب.
وأمام صمود المقاومة الأسطوري على الحافة الأمامية وقدرتها على استرجاع كامل قوتها بعد الضربات المؤلمة التي تلقتها خلال شهر أيلول (سبمبر) الماضي، بحسب تعبير أمين عام «حزب الله» الجديد، الشيخ نعيم قاسم، تتزايد فاتورة الخسائر الفادحة لجيش الاحتلال الذي يقوم يومياً بنقل عشرات المصابين والقتلى بواسطة المروحيات إلى المستشفيات في حيفا وعكا وصفد، لدرجة أن مستشفيات الكيان باتت تضم آلاف الجرحى، بحسب تعبير زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد.
أما في غزة، ورغم الوحشية المطلقة لجيش الاحتلال في قتل وتهجير المدنيين، لازالت المقاومة في شمال القطاع تلحق خسائر يومية بالإسرائيليين، لاسيما في جباليا التي من المفترض أنها المربع الأول لتطبيق ما بات يعرف باسم «خطة الجنرالات» القاضية بتهجير السكان والإمساك الكلي بالأرض، تمهيداً لتحويل شمال القطاع إلى منطقة عازلة أو ربما منطقة لإنشاء المستوطنات في المستقبل القريب، بحسب ما يعلن بعض قادة اليمين في الكيان.
وبالتوازي مع صمود المقاومة في لبنان وغزة، وعلى وقع المجازر اليومية التي ترتكبها إسرائيل يومياً بحق المدنيين في إطار مسلسل التدمير والتهجير، تتصاعد في المقابل عمليات الإسناد من اليمن والعراق، وخصوصاً عمليات الإسناد اليمنية التي اتخذت منعطفاً جديداً في إطار «المرحلة الخامسة» من التصعيد بالتزامن مع حلول الذكرى الأولى لانطلاق العمليات اليمنية ضد إسرائيل.
على خطى نصرالله
تكتسب مقاومة «حزب الله» وعملياته النوعية دفعا معنوياً وعملياً من خلال استعادة الحزب عافيته التنظيمية، حسبما يشهد الميدان، وكما تبين من انتخاب الشيخ نعيم قاسم، أميناً عاماً للحزب خلفاً للسيد حسن نصرالله بعد مرور أقل من شهر على اغتياله.
وقد أكد قاسم، في خطابه الأول كأمين عام، أن الحزب «سيخرج من هذه المواجهة أقوى ومنتصراً… الميدان يثبت ويؤكد تعافي الحزب من الهجمات التي تعرض لها، لأنّه مؤسسة كبيرة ومتماسكة وذو إمكانات كبيرة»، لافتاً إلى أن «الإمكانات لدى حزب الله متوفرة وتتلاءم مع حرب الميدان الطويلة». وقال: «برنامج عملي هو استمرارية لبرنامج عمل قائدنا السيد حسن نصرالله في كلّ المجالات السياسية والجهادية والاجتماعية والثقافية».
وتعليقا على إمعان العدوان في وحشيته بحق البشر والحجر، قال قاسم: «نحن نستهدف القواعد والعسكر أمّا هم فيستهدفون الإنسان والبشر والحجر ويريدون إيلامنا. على العدو أن يعلم أنّ قصفه لقرانا ومدننا لن يجعلنا نتراجع والمقاومة قوية وهي تمكنت من إيصال مُسيّرة إلى غرفة نتنياهو»، مؤكداً استعداد المقاومة لخوض حرب استنزاف طويلة وأنها لن تستجدي وقف إطلاق النار.
واستهزأ الشيخ قاسم بفشل إسرائيل في التقدم البري، مؤكداً أن المجاهدين في الجنوب يتطلعون إلى الالتحام المباشر بينما يعجز جيش الاحتلال عن تحقيق أي خرق يذكر على طول الجبهة، بينما ينشغل قادة الكيان بمحاولة التنصل من هدف بلوغ الليطاني الذي وضعته إسرائيل نصب أعينها لإعادة عشرات آلاف المستوطنين المهجرين من الشمال، قبل أن تصطدم ببأس المقاومة، حيث أعلن قاسم عن إطلاق «حزب الله» اسم «أولي البأس» على الحرب الدائرة.
مأزق التوغل البري، تناولته «القناة 14» العبرية التي ذكرت أن المسؤولين «في المنظومة الأمنية لا يميلون إلى توصية المستوى السياسي بتوسيع العملية البرية بشكل كبير في لبنان…الاتجاه السائد في إسرائيل، هو إنهاء النشاط البري الهجومي المكثّف في غضون أسابيع قليلة».
لكن السياق الميداني يبدو مختلفاً بحسب تقرير لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أشار إلى أنه «بعد شهر من المواجهة البرية، لم تنجح خمس فرق عسكرية إسرائيلية مع لواء احتياط في التقدم والتمركز في الجنوب اللبناني. والحديث يدور حول أكثر من خمسين ألف جندي، أي ثلاثة أضعاف الجنود الذين شاركوا في حرب تموز 2006. ورغم القوة النارية التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي واستعماله سلاح الجو، فقد فشل في احتلال ولو قرية واحدة في الجنوب اللبناني». وعزت الصحيفة الفشل الى «نجاعة التكتيك الميداني الذكي الذي ينتهجه حزب الله، ويقوم على تتبع مجريات الحرب على عدد من خطوط الدفاع التي تشمل خطوطاً ثابتة وأخرى متحركة ومجهزة بشتى أنواع القذائف التي تقنص المدرعات والدبابات والجنود الإسرائيليين بشكل دقيق. كما أن حزب الله يستخدم تقنية الاختفاء، حيث لا يرصد الجيش الإسرائيلي في الغالب مصادر النار التي تفاجئه، وتفشل خططه في التقدم حتى الآن، كما أن سلاح الجو الإسرائيلي لا ينفع مع قوات متخفية في مناطق صعبة جغرافياً، لذلك يلجأ إلى ضرب البنى التحتية والمدنيين».
وعلى وقع المأزق البري، تهرب إسرائيل إلى الأمام بالتمادي في توحش غاراتها الجوية على مختلف المناطق اللبنانية، ومواصلة إبادة أحياء كاملة في القرى والبلدات الجنوبية والبقاعية، فيما أدت تهديداتها المرفقة بغارات عنيفة، إلى تهجير كامل سكان مدينة بعلبك (نحو خمسين ألفا) في وسط البقاع، بعد أن كانت شهدت والبلدات المجاورة لها مجازر موصوفة، بينما تكاد الاعتداءات المتتالية تمحو معالم مدينتين كبيرتين في جنوب لبنان، هما صور والنبطية، كما استأنف العدوان غاراته على الضاحية الجنوبية لبيروت، صباح الجمعة الماضي، بعد أيام من الهدوء على وقع زيارة مبعوثي واشنطن إلى تل أبيب.
وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن قرابة 2,900 شهيد وما يزيد عن 13 ألف جريح سقطوا ضحايا العدوان المتمادي.
مواجهات مؤلمة
إذ حسم نتنياهو بأن أوان «التسوية» في لبنان لم يحن بعد، وأنه ماضٍ في الحرب على لبنان، «حتى تحقيق الأهداف الواضحة للانتصار»، كانت المقاومة تكبّد قوات العدوان التي تحاول التوغّل في المنطقة الحدودية خسائر فادحة، وخصوصاً في محور الخيام حيث تركزت العمليات خلال الأيام القليلة الماضية، بالتزامن مع استهداف شمال الأراضي المحتلة، من المستوطنات الحدودية إلى حيفا، بالصواريخ والمُسيّرات، من دون توقّف. ولا يزال جنود الاحتلال عالقين في جنوب بلدة الخيام، ويتلقون ضربات المقاومة بشكل متتالٍ، فيما يواصل «حزب الله» عملياته اليومية وفقاً للمسارات المتعددة التي تشمل، فضلا عن التصدي البري، مساندة غزة و«سلسلة عمليات خيبر» المتنوعة التي يستخدم فيها قدرات متنوعة تطال مروحة أهداف عسكرية في عمق الأراضي المحتلة.
وأصدرت «غرفة عمليات المقاومة الإسلامية»، بياناً يلخّص تطورات الجبهة خلال الأيام القليلة الماضية، «حيث شهدت قرى الحافّة الأماميّة من جنوب لبنان محاولات تقدّم لجيش العدوّ وقد تصدّى لها المقاومون، عبر 5 محاور متوزّعة على طول الجبهة من الناقورة إلى مزارع شبعا».
ودشّنت المقاومة العمل بمرحلة تهجير كامل المستوطنات المتاخمة لحدود لبنان الجنوبية وصولاً إلى شمال حيفا. وبعدما أطلقت السبت الماضي تحذيراً واضحاً إلى المستوطنين في 25 مستوطنة لإخلائها، بدأت الأحد المنصرم، عمليات القصف والاستهداف المباشر لهذه المستوطنات، باعتبار أنها باتت أهدافاً عسكرية مشروعة في ظل تمركز قوات الاحتلال فيها.
وكشفت أرقام لإدارة إعادة التأهيل التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي عن تلقي 12 ألف جندي العلاج في وحداتها منذ بداية العدوان على قطاع غزة، ثم على لبنان، ثلثاهم من قوات الاحتياط، وهو ما يفوق كثيرا، الأرقام الرسمية التي ينشرها الجيش الإسرائيلي.
وتوقعت إدارة إعادة التأهيل أن يرتفع معاقو الجيش الإسرائيلي بحلول 2030 إلى 100 ألف.
وتظهر الأرقام التي نشرتها صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن 500 جندي يسجلون أنفسهم شهرياً لدى هذه الإدارة لتلقي العلاج. وتفوق هذه الأرقام مرتين ونصفاً تقريباً أعداد الإصابات التي تسمح الرقابة العسكرية بنشرها في إطار مساعيها للحفاظ على صورة الردع الإسرائيلي.
وأشار الجيش الإسرائيلي في أحدث إحصائية له على موقعه اليوم إلى 772 قتيلا و5,184 جريحاً منذ بداية الحرب.
غزة وجبهات الإسناد
في قطاع غزة، تواصل قوات الاحتلال، ومنذ السادس من تشرين أول (اكتوبر) الماضي، حملتها البرية في محافظة شمال القطاع، وتضع في طليعة أهدافها المعلنة القضاء على قوات المقاومة التي صعدت من عملياتها ضمن المنطقة المستهدفة، وفقا لاعتراف جيش الاحتلال رغم ما يشنه من عمليات القتل والتدمير الممنهج.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر اليومية بحق الفلسطينيين، لاسيما في شمال القطاع، وتحديداً في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون وأحياء مدينة غزة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد ضحايا عدوان الاحتلال وحرب الإبادة الجماعية المتواصلة على القطاع إلى 43,204 شهداء و101,641 جريحاً في حصيلة غير نهائية، بينما لا يستبعد مراقبون أن يكون عدد الضحايا الفعلي ضعف الأرقام المعلنة.
تتصاعد عمليات الإسناد اليمني والعراقي لغزة ولبنان. وغداة تنفيذ قوات صنعاء ثلاث عمليات بحرية استهدفت ثلاث سفن مرتبطة بالكيان الإسرائيلي في البحرين الأحمر والعربي، أعلن المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، الثلاثاء الماضي، عن هجوم عسكري طال عمق الكيان الإسرائيلي، استهدفت فيه صنعاء هذه المرة بعدد من الطائرات المُسيّرة، منطقة صناعية حيوية في مدينة عسقلان جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال سريع إن الهجوم يأتي في إطار «المرحلة الخامسة» من التصعيد اليمني ضد الكيان الإسرائيلي.
واعترف الجيش الإسرائيلي ، في بيان رسمي، بـ«نجاح طائرة مُسيّرة يمنية واحدة» في اختراق أجواء الأراضي المحتلة، و«تجنّب الدفاعات الجوية». وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أعلنت سابقاً عن بلاغات بحدوث انفجارات قرب سفن تجارية في البحر الأحمر.
وتشير هذه التطورات التي تأتي قبل أيام من حلول الذكرى الأولى لانطلاق العمليات اليمنية ضد إسرائيل، إلى مرحلة جديدة من الضربات، خصوصاً أنها بدأت باستعراض قدرات بحرية جديدة أهمها غواصة “القارعة” المُسيّرة القادرة على تنفيذ عمليات دقيقة وكبرى ضد السفن والبوارج.
وبدورها، تواصل «المقاومة الإسلامية في العراق» ضرب أهداف عسكرية في الأراضي المحتلة بواسطة الطيران المسيّر، مؤكدة استمرار عملياتها ضد دولة الاحتلال بوتيرة متصاعدة.
أما إيران فتتوعد برد قاس على الهجوم الإسرائيلي الأخير، رغم أنه جاء متواضعاً ويعكس رغبة إسرائيل بعد التصعيد بمواجهة الجمهورية الإسلامية في ظل فشلها في غزة ولبنان. ووضعت إيران بذلك، حدّا لما تردد عن نيتها عدم الرد على الهجوم الذي نفذته إسرائيل السبت الماضي، وطال مواقع دفاع جوية وإنتاج صواريخ باليستية في أربع محافظات داخل الجمهورية الإسلامية.
ورغم قول مرشد الثورة السيد علي خامنئي إنه «يجب ألّا نقلل أو نضخم من حجم الضربة»، توعدت طهران، الخميس المنصرم، برد «قاس» على إسرائيل، ونقلت وكالة “تسنيم” للأنباء عن محمد محمدي كلبيكاني، مدير مكتب خامنئي، قوله إن «ما قام به النظام الصهيوني أخيراً عبر مهاجمة أجزاء من بلادنا كان خطوة يائسة، سترد عليها الجمهورية الإسلامية في إيران رداً قاسياً». وذكرت شبكة «سي أن أن» ، نقلاً عن مصدر خاص، أن إيران «تعتزم تنفيذ رد حاسم ومؤلم» ربما «قبل انتخابات الرئاسة الأميركية».
وكان خامنئي اعتبر، غداة الهجوم، أن إسرائيل «أخطأت في الحسابات». وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، يوم الأحد، «سندافع عن حقوق شعبنا وبلادنا وسنقوم برد مناسب على عدوان النظام الصهيوني». وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن إيران «تحتفظ بالحق في الرد على العدوان الإجرامي».
وقد أدانت الدول العربية، جميعها تقريباً بما فيها السعودية والإمارات، الهجوم الإسرائيلي، فيما واصلت إسرائيل التهويل بقدرتها على مواصلة هجماتها، زاعمة أن هجوم السبت الماضي أفقد إيران معظم قدراتها الصاروخية، وهو ما رد عليه وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زادة، الذي أكد أن إنتاج الصواريخ لم يشهد أي اضطراب، وقال: «حاول العدو تدمير منظوماتنا الدفاعية والهجومية لكنه فشل، لأننا اتخذنا الإجراءات اللازمة».
Leave a Reply