ديربورن
أسفرت انتخابات مجلس ديربورن التربوي، يوم الثلاثاء الماضي، عن فوز مرشحّيَن عربييَن من بين عشرة متنافسين على مقعدين شاغرين لولاية كاملة مدتها ست سنوات في المجلس الذي يشرف على مدارس ديربورن العامة وكلية «هنري فورد».
وبفوز جمال الجهمي وعامر زهر– المدعومين من قبل «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك) وصحيفة «صدى الوطن»– أصبح العرب الأميركيون يشكلون –لأول مرة– غالبية أعضاء مجلس ديربورن التربوي بواقع أربعة أعضاء من أصل سبعة.
ويضم المجلس سبعة أعضاء، هم حالياً: حسين بري وعادل معزب وباتريك دامبروزيو وماري بتليشكوف وإيرين واتس، إلى جانب روكسان مكدونالد التي لم تترشح للاحتفاظ بمنصبها وجيم ثورب الذي خسر سباق الثلاثاء الماضي، بحلوله في المركز الثالث خلف الجهمي وزهر.
وبحسب النتائج، تصدر الناشط اليمني الأصل وخبير تكنولوجيا المعلومات، جمال الجمهي، السباق بفارق كبير عن منافسيه، بينما احتدمت المنافسة على المركز الثاني، والتي تمكن من حسمها في نهاية المطاف الناشط والكوميديان الفلسطيني الأصل، عامر زهر، بفارق أقل من مئتي صوت عن ثورب الذي يخدم في المجلس منذ العام 2017.
وإلى جانب ثورب خاض سباق المقعدين لولاية كاملة تمتد من كانون الثاني (يناير) 2024 ولغاية كانون الأول (ديسمبر) 2030، تسعة مرشحين من خارج المجلس، بينهم أربعة عرب أميركيين، هم: الجهمي وزهر ومحمد مبارك ونصري صبح، بالإضافة إلى المرشحين سيلفيو دايفيس وستيف دورانت وروبن مقلد ومارك تريزياك وجاكسون فاغنر.
وبيّنت الأرقام النهائية تصدّر الجمهي السباق بـمجموع 14,291 صوتاً، تلاه زهر في المرتبة الثانية بـ8,528 صوتاً (13.6 بالمئة)، متقدماً بـ158 صوتاً فقط على عضو المجلس الحالي ثورب الذي حصل على 8,270 صوتاً، ما حال دون احتفاظه بمقعده لولاية إضافية.
وجاءت في المرتبة الرابعة روبن مقلد بـ8,208 أصوات، ثم المرشحون نصري صبح (6,578 صوتاً) وسيلفيو دايفيس (4,977 صوتاً) وستيف دورانت (3,549 صوتاً) ومارك تريزياك (3,170 صوتاً) ومحمد مبارك (2,687 صوتاً) وجاكسون فاغنر في المرتبة الأخيرة بـ1,889 صوتاً.
وعبّر الجمهي لـ«صدى الوطن» عن سعادته بفوزه في سباق مجلس مدارس ديربورن، مبدياً امتنانه لجميع الناخبين الذين صوّتوا له، ومؤكداً لعموم السكان بأنه سيركز جهوده –كعضو في مجلس ديربورن التربوي– على «ضمان حصول جميع الطلبة على تعليمٍ عالي الجودة يؤهلهم للنجاح في عالم متغير باستمرار».
كما أكد الجمهي على التزامه بوعود حملته الانتخابية التي تتوخى تحسين العملية التربوية في مدينة ديربورن، وقال: «أنا ملتزم بالاستماع إلى أصوات مجتمعنا والعمل مع المعلمين وأولياء الأمور والإداريين لخلق بيئة آمنة وداعمة لتمكين لجميع الطلاب من النجاح».
وكان الجمهي قد قرّر خوض انتخابات منطقة ديربورن التعليمية لرغبته في معالجة التحديات المستدامة في المدارس العامة بالمدينة، والمتمثلة في «سدّ فجوات التحصيل الدراسي» بين الطلاب، و«دعم المعلمين»، بغية خلق بيئة تعليمية «تحفز الطلبة على التفوق الأكاديمي والاجتماعي»، حسبما أفاد في مقابلة سابقة لـ«صدى الوطن».
وأوضح الجهمي بأن رؤيته لتطوير عمل المجلس وتحسين العملية الأكاديمية ستقوم على تعميق التعاون بين الكوادر التربوية وأولياء أمور الطلبة وباقي أفراد ومؤسسات المجتمع المحلي، وذلك من أجل «إنشاء عملية اتخاذ قرارات تعاونية وشاملة»، مؤكداً في الوقت نفسه، تمسكه بالدفاع عن تمويل عادل لجميع مدارس المنطقة، وتعزيز الخدمات الطلابية، وإعطاء الأولوية لتوظيف المعلمين والاحتفاظ بهم.
ولفت الجهمي إلى أن حملته الانتخابية تتوخى «ضمان حصول جميع الطلبة على أفضل تعليم ممكن، مع توزيع الموارد بشكل عادل ووضع سياسات تدعم نجاح الطلاب على المدى الطويل».
من جانبه، أعرب الناشط والأستاذ في كلية القانون بـ«جامعة ديترويت ميرسي»، عامر زهر، عن حماسته للخدمة في مجلس مدارس ديربورن «حيث ينتظرنا عمل كثير يجب القيام به»، على حد تعبيره، مشيراً إلى شعوره بالفخر والاعتزاز لنيل ثقة سكان ديربورن وأحياء ديربورن هايتس التي تخدمها مدارس ديربورن العامة، التي تضم 37 مدرسة، بينها ثلاث ثانويات وأربعة برامج للمرحلتين الثانوية والجامعية المبكرة.
وفي سياق آخر، أشار زهر إلى أهمية المشاركة الانتخابية للعرب الأميركيين في انتخابات الثلاثاء المنصرم، وقال: «الأكثر أهمية هو أن مجتمعنا خرج وصوّت بأعداد كبيرة، على عكس ما اعتقد العديد من الخبراء والمراقبين الذين قالوا بأننا لن نخرج، وكأننا غير مبالين»، مستدركاً بالقول: «لكن ما حدث هو العكس تماماً، فنحن نعلم بأن هنالك عمل كبير يجب القيام به، ولكي نكون واضحين، فنحن اليوم لا نحتفل بفوز ترامب، وإنما نحتفل لأننا صوّتنا بكرامة في المقام الأول».
وتابع زهر في حديث مع «صدى الوطن» قائلاً: «لقد قصدنا مراكز الاقتراع وأطفال غزة في قلوبنا ومارسنا قوة سياسية سيتحدث عنها المؤرخون.. لا يمكنني أن أكون أكثر فخراً اليوم لكوني عربياً أميركياً ولكوني من سكان مدينة ديربورن على وجه الخصوص».
وكان زهر قد أفاد لـ«صدى الوطن» في مقابلة سابقة بأنه قرر خوض انتخابات مدارس ديربورن العامة لاستكمال جهوده في «حماية الحقوق المدنية والحريات السياسية»، لافتاً إلى أنه يتوخى من خلال جميع أنشطته المجتمعية والسياسية جعل ديربورن «مكاناً أفضل».
وحول مساعيه لتطوير المدارس العامة بمنطقة ديربورن قال زهر إن رؤيته تقوم بشكل أساسي على «توفير أفضل تعليم ممكن لطلابنا ودعم معلمينا بشكل كامل»، مؤكداً على ضرورة «تمثيل التنوع» في مجلس ديربورن التربوي، وقال: «التنوع هو قوتنا، وفيما يشكل الطلبة العرب الأميركيون أكثر من 75 بالمئة من إجمالي مدارس ديربورن، فإن المجلس التربوي يضم في الوقت الحالي عضوين عربيين فقط من أصل سبعة»، مضيفاً بأن «الهيئات الحكومية يجب أن تعكس المجتمعات التي تخدمها».
Leave a Reply