واشنطن
في إطار الضغط على الكونغرس للإسراع في تطبيق تشريع جديد يمنع السائقين المخمورين من تشغيل السيارات، انضمت الناشطة رنا عباس–تايلور من ميشيغن إلى اعتصام ضم نشطاء من جمعية «أمهات ضد القيادة المخمورة» MADD ومشرعين أميركيين للمطالبة بتطبيق القانون الجديد الذي من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ في عام 2026، ولكنه يواجه بعض العقبات التي قد تؤدي إلى تأجيله.
وينص القانون الذي يحمل اسم Halt، على إلزام الشركات المصنّعة للسيارات في السوق الأميركية بتزويد الموديلات الجديدة بأجهزة لقياس مستوى الكحول لدى السائق قبل السماح له بتشغيل السيارة.
ولكن رغم تمرير الكونغرس للقانون الذي تقدمت به النائبة الديمقراطية عن ولاية ميشيغن، ديبي دينغل، عام 2021 مع مهلة خمس سنوات لوضع اللوائح التنظيمية اللازمة، غير أن التطبيق العملي قد لا يجد طريقه إلى أرض الواقع ضمن الموعد المحدد عام 2026 نظراً للعديد من الذرائع التي تقدمها شركات صناعة السيارات مما يمنح الوقت الكافي لوضع اللوائح التنظيمية. وقد تم تصميم مسيرة الشموع في واشنطن لتسريع العملية.
وأقيم الاعتصام خارج حديقة مبنى الكابيتول في واشنطن العاصمة، مساء الثلاثاء الماضي لغرض الضغط لتسريع العملية، حيث أضيئت آلاف الشموع تخليداً لأرواح ضحايا القيادة المخمورة بمشاركة أعضاء من الكونغرس وعائلات فقدت أحباءها على يد سائقين مخمورين، بمن فيهم الناشطة اللبنانية الأميركية رنا عباس، التي فقدت شقيقتها وصهرها وأبناءهما الثلاثة في حادث مروري مروّع على طريق عودتهم إلى ديربورن من إجازة عائلية في ولاية فلوريدا يوم 6 كانون الثاني (يناير) 2019، عندما صدمهم سائق مخمور يقود سيارته في الاتجاه الخاطئ على الطريق السريع «75» بولاية كنتاكي مما أدى إلى مقتلهم جميعاً.
وأكدت عباس في كلمتها على صعوبة التعايش مع فقدان عائلتها رغم مرور كل هذا الوقت، مؤكدة أن انخراطها في الضغوط لتطبيق القانون الجديد يهدف إلى إنقاذ الأرواح.
وتقول الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة إن حوالي 37 شخصاً يموتون يومياً في الولايات المتحدة بسبب حوادث مرورية مرتبط بالقيادة تحت تأثير الكحول.
وقالت عباس: «كل 78 ثانية يصاب شخص ما أو يقتل بسبب سائق مخمور». وتابعت بأنه «عندما نسمع أننا قد نحتاج إلى ثلاث سنوات أخرى لتطبيق القانون، فهذا يعني أننا ننتظر مقتل 30 ألف شخص آخر قبل أن نستخدم التكنولوجيا المتاحة.. وهذا ليس مقبولاً»، داعية هيئة سلامة النقل الوطنية وشركات صناعة السيارات ووزارة النقل الأميركية إلى جعل هذا الأمر أولوية.
وفي تصريح لوسائل الإعلام، قالت عباس: «لقد تقاسمنا الحياة معاً. كنا نعيش على بعد ثلاثة شوارع من بعضنا البعض. كنا نشارك بعضنا البعض في حياتنا اليومية. كانت أختي طبيبة محترمة. وكان صهرى محامياً محترماً. لقد كانا منخرطين جداً في المجتمع، وحتى يومنا هذا، ما زلنا نشعر بتداعيات تلك الخسارة».
ومنذ ذلك اليوم المأساوي، قبل ست سنوات تقريباً، انخرطت عباس عن كثب في الجهود المبذولة لمنع تكرار مثل هذه المأساة مع أسر أخرى، بالتعاون مع مشرعين في الكونغرس من بينهم النائبتان عن ميشيغن، ديبي دينغل ورشيدة طليب اللتان حضرتا الاعتصام في واشنطن.
وقالت عباس إن القانون الذي تم تمريره منذ ثلاث سنوات يقترب من موعده النهائي مع إحراز تقدم بطيء في تنفيذه، معربة عن أملها في أن تساهم إضاءة الشموع في «لفت الانتباه إلى هذه القضية حتى نراها تجتاز خط النهاية».
وأضافت: «هناك الكثير من التكنولوجيا المتاحة في السوق الآن وهي تقنيات أمان يمكن أن تعمل جنباً إلى جنب مع تقنيات أمان أخرى لإنشاء جهاز يمكن وضعه في المركبات للمحافظة على سلامة السائقين ومساعدتهم على تجنب الحوادث المروعة التي حدثت وأثرت على مئات، بل آلاف العائلات هنا في الولايات المتحدة».
وخلال الاعتصام، حرصت النائبة دينغل التي كانت تمثل مدينة ديربورن عند مصرع عائلة عباس، على استذكار الزوجين الفقيدين وأبنائهم الثلاثة الذين أزهقت أرواحهم بسبب سائق مخمور، مؤكدة أن تلك الحادثة المأساوية دفعتها لتقديم مشروع قانون Halt للتأكد من استخدام التكنولوجيا المتاحة لمنع مثل هذه الحوادث.
Leave a Reply