ديترويت
على مدار عقود طويلة وحتى الأمس القريب، ظلت ديترويت مرتعاً للجريمة وقانون الغاب في ظل انكفاء الشرطة وانتشار العصابات المسلحة والمجرمين، قبل أن تنطلق على مدار السنوات القليلة الماضية، جهودٌ حثيثة لإعادة سلطة القانون وبسط الأمن في أحياء المدينة، وذلك عبر عدة مبادرات أمنية واجتماعية من ضمنها برنامج «التدخل الاجتماعي ضد العنف» CVI الذي ركّز على المناطق الأكثر عنفاً في المدينة، وقد أثمر خلال عام ونيف، عن تراجع ملحوظ في معدلات الجريمة في تلك المناطق، بحسب بيانات كشف عنها رئيس البلدية مايك داغن ومسؤولون آخرون، يوم الثلاثاء الماضي.
وخلال مؤتمر صحفي تم بثه مباشرة من كنيسة «إمباكت» على الجانب الشرقي من ديترويت، استعرض داغن إحصائيات الجريمة خلال الأشهر الممتدة من مطلع آب (أغسطس) الماضي إلى نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، مؤكداً انخفاض جرائم القتل وحوادث إطلاق النار في عموم ديترويت بنسبة 35 بالمئة، مقارنة بالأشهر الثلاثة نفسها من العام 2023.
غير أن اللافت –بحسب داغن– كان الانخفاض الحاد المسجل في المناطق الست المشمولة ببرامج «التدخل الاجتماعي» CVI التي أطلقت في تموز (يوليو) 2023 كجزء من مبادرة أوسع لمكافحة جرائم إطلاق النار تحت مسمى Shot Stoppers.
ووفقاً للإحصائيات، تراجعت حوادث القتل وإطلاق النار في المناطق الست، التي تصل مساحتها الإجمالية لأكثر من 25 ميلاً مربعاً وتعتبر من أكثر المناطق عنفاً في ديترويت، بنسبٍ تراوحت بين 37 و83 بالمئة، و«هذه ليست مصادفة»، بحسب داغن.
وكانت البلدية قد أطلقت برنامج CVI بالتعاون مع منظمات مجتمعية محلية في كل من المناطق الست، حيث سمحت لكل منظمة بصياغة وتنفيذ استراتيجياتها الخاصة للحد من العنف في منطقتها، مع منح كل منظمة، ميزانية ربع سنوية بقيمة 175 ألف دولار مع إمكانية كسب مكافآت إضافية تصل إلى 175 ألفاً كل ثلاثة أشهر في حال نجحت في تقليل العنف ضمن مناطقها.
وقال داغن إن فكرة البرنامج تتمحور حول التعاون مع «أعضاء موثوق بهم ولديهم علاقات وثيقة مع المجتمع ما من شأنه أن يسمح لهم بالتدخل لتفادي حوادث إطلاق النار»، مؤكداً أن هذه المقاربة «جعلت المدينة أكثر أماناً»، لأنها «دفعت الناس لاتخاذ قراراتهم دون اللجوء للسلاح في المقام الأول».
وبينما يتم تمويل CVI بأموال قانون «خطة الإنقاذ الأميركية» الفدرالي، من المتوقع أن تنفد تلك الأموال بحلول نهاية العام 2026، مما دفع داغن ومسؤولين آخرين في المدنية، إلى مطالبة مجلس ميشيغن التشريعي بتمرير مشاريع قوانين جديدة تنص على إنشاء صندوق للسلامة العامة ومكافحة العنف على مستوى الولاية، لضمان استمرار برنامج CVI وغييره من البرامج المماثلة في أنحاء الولاية.
وبحسب تحليل مالي للمشاريع المقترحة، سيتم «توزيع الأموال بشكل متناسب على مجتمعات الولاية استناداً إلى عائدات ضريبة المبيعات ومستوى الجريمة في كل مدينة أو بلدة، مما قد يرفد بلدية ديترويت بما يقرب من 20 مليون دولار سنوياً إذا تم إقرار المقترح، وفقاً لداغن.
وقال قائد شرطة ديترويت المؤقت، تود بيتيسون، الذي كان نائباً لقائد الشرطة عند إطلاق برنامج CVI: «لا أتذكر وقتاً في ديترويت تعاونا فيه جميعاً بهذه الطريقة لمكافحة العنف دون توجيه أصابع الاتهام، كما ترون الآن»، مؤكداً أن المقاربة الاجتماعية تبدو ناجحة تماماً.
وفي ما يلي نسبة تراجع جرائم القتل وإطلاق النار في مناطق ديترويت الست المشمولة ببرنامج «التدخل الاجتماعي ضد العنف» CVI:
■ منطقة منظمة «الحقبة الجديدة» New Era، تغطي أحياء الميل السادس (ماكنيكلز) بين تقاطعي غرينفيلد وشايفر في غرب المدينة: –37 بالمئة.
■ منطقة منظمة «ديترويت 300»، الواقعة في محيط تقاطع طريق ساوثفيلد والميل الخامس (فينكل) في غرب المدينة: –47 بالمئة.
■ منطقة منظمة «فورس ديترويت»، تغطي أحياء «وورنديل» القريبة من ديربورن وديربورن هايتس: –52 بالمئة.
■ منطقة منظمة «وين مترو»، تغطي الأحياء المحيطة بمدرسة «دنبي» الثانوية في شرق المدينة: –61 بالمئة.
■ منطقة منظمة «مجتمع الشعب» تغطي الأحياء المحيطة بشارع أفرغرين بين الميلين السابع والثامن: –73 بالمئة.
■ منطقة منظمة «الأصدقاء والعائلة»، تغطي محيط شارعي غراشيت والميل السابع في شرق ديترويت: –83 بالمئة.
وبانتظار مقارنة إجمالي جرائم القتل وإطلاق النار بين عامي 2023 و2024، لم تقدّم البيانات التي تم عرضها خلال المؤتمر الصحفي أية معلومات تفصيلية تفرّق بين جرائم القتل وحوادث إطلاق النار الأخرى في كل منطقة على حدة.
Leave a Reply