ديترويت – بحلول السابع من تشرين الثاني )نوفمب (القادم، ستبدأ شركات خدمات الهاتف في منطقة ديترويت بإصدار أرقام هاتف تحمل الكود الجديد للمنطقة 679، مع قرب نفاد أرقام الكود التاريخي للمنطقة 313، وفقاً لبيان أصدرته لجنة الخدمة العامة في ميشيغن MSPS، الإثنين الماضي.
وقالت الوكالة الحكومية إن الكود 679 سوف يغطي المنطقة الجغرافية نفسها لكود 313، مشيرة إلى أن أصحاب الأرقام الهاتفية التي تبدأ بـ313 سوف يتمكنون من الاحتفاظ بأرقامهم الحالية.
وجاء اعتماد الرقم 679 كمفتاح هاتفي ثانٍ لديترويت وضواحيها، بتوصية من «إدارة خطة الترقيم في أميركا الشمالية»، وهي الجهة المسؤولة عن تخصيص المفاتيح الهاتفية في الولايات المتحدة وكندا والعديد من دول الكاريبي.
ورغم أنه من المفترض عدم إصدار أرقام هاتف تحمل الرمز الجديد 679 قبل استنفاد جميع خيارات الرمز 313 –وهو أمر قد لا يتحقق قبل نهاية عام 2025– أفادت MSPS، التي تتولى الإشراف على خدمات الكهرباء والغاز والهاتف في ولاية ميشيغن، أن هذا التوقيت قابل للتغيير حسب قوة الطلب، ولذلك ستسمح ببدء إصدار أرقام الكود 679 اعتباراً من 7 نوفمبر القادم، بحسب البيان.
ومن شأن إضافة مفتاح هاتفي ثانٍ في منطقة ديترويت أن يُفقد السكان المحليين، ميزة هامة لطالما تمتعوا بها على مدى العقود الماضية، وهي عدم الحاجة إلى إدخال الرقم 313 عند طلب هاتف محلي آخر. ولكن ابتداء من 7 تشرين الأول (أكتوبر) القادم– سيصبح لزاماً على المتصلين طلب الأرقام المحلية الأخرى بكامل خاناتها العشر لإجراء المكالمات، بدلاً من الاكتفاء بطلب الأرقام السبعة الأخيرة، دون رمز المنطقة «313» مسبوقاً بالرقم «1»، كما هو معمول به حالياً.
وفي حال طلب الأرقام السبعة فقط، لن تتم المكالمة، وسيتلقى المتصلون رسالة تطلب منهم قطع الاتصال وإعادة المحاولة.
وقد يتسبب ذلك، بإرباك بعض العملاء لدى محاولة طلب الأرقام المحفّظة في هواتفهم من دون الرمز المفتاح 313، مما يستدعي إعادة تحفيظها بالأرقام العشرة كاملة. كما سيتطلب هذا التغيير إعادة برمجة بعض الأجهزة مثل معدات الاتصال التلقائي والتطبيقات والأجهزة الطبية وأنظمة أمان المنزل لاستيعاب الأرقام الإضافية إذا كانت هذه المعدات مبرمجة حالياً لطلب سبعة أرقام فقط، فضلاً عن التأكد من تعريف كود المنطقة الجديد 679 كرمز محلي صالح.
ولمنح العملاء الوقت الكافي للتأقلم مع التغيير، حدّدت الوكالة فترة انتقالية تبدأ في 7 نيسان (أبريل) المقبل، وتستمر لمدة ستة أشهر، يمكن خلالها للمتصلين إجراء المكالمات المحلية سواء عبر طلب الأرقام السبعة (من دون 1313) أو الأرقام العشرة كاملةً، وذلك حتى 7 أكتوبر القادم قبل أن يصبح طلب الأرقام العشرة إجبارياً لإجراء أية مكالمة سواء بهاتف يحمل الكود 313 أو أي كود آخر.
وأضافت الوكالة أن سعر المكالمة أو منطقة التغطية أو غيرها من الأسعار والخدمات لن يتغير مع إضافة الرمز الجديد، في حين ستبقى الأرقام المميزة المكونة من ثلاث خانات، مثل 911 و988، كما هي.
خلفية تاريخية
لطالما ارتبطت مدينة ديترويت وضواحيها المجاورة في مقاطعة وين، بالمفتاح الهاتفي 313، الذي تحوّل –منذ اعتماده في أواسط القرن العشرين– إلى رمز تاريخي وثقافي لهوية ديترويت، حيث يستخدم على نطاق واسع في أسماء الشركات والمنظمات المحلية وفي الأعمال الفنية والموسيقية المحلية، بالإضافة إلى القبعات والسترات وغيرها من المنتجات المرتبطة بـ«عاصمة السيارات». كما أصبح يوم ١٣ مارس (3/13) من كل عام بمثابة عيد ثقافي للمدينة.
وكانت ديترويت من أولى المناطق الأميركية التي حصلت على كود هاتفي خاص بها، عام 1947، حيث تم منحها الرقم 313، في حين حصلت نيويورك على الرقم 212، ولوس أنجليس على 213، وشيكاغو على 312، وذلك في إطار حرص المنظمين –آنذاك– على اختيار أرقام ثلاثية سهلة الإدخال عبر الهواتف ذات الأقراص الدوّارة، التي كانت شائعة الاستخدام في ذلك الوقت.
وتجدر الإشارة إلى أنه عندما تم تعيين الرقم 313 عام 1947، كانت ديترويت تعتبر رابع أكبر المدن الأميركية من حيث عدد السكان (بعد نيويورك وشيكاغو ولوس أنجليس)، وكان يقطنها في ذلك الوقت، زهاء 1.9 مليون نسمة، مقارنة بحوالي 635 ألف نسمة حالياً.
ورغم التقلبات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها المنطقة على مرّ العقود الماضية، إلا أن ارتباط السكان المحليين بالرقم 313 لم يتزعزع قط، سواء كانوا من أثرياء البيض في غروس بوينت أو فقراء السود في ديترويت أو حتى العرب والمسلمين في الديربورنين، الذين لديهم علاقة خاصة مع هذا الرقم ذات الرمزية الدينية لارتباطه بظهور الإمام المهدي، بحسب بعض الروايات التراثية.
ويذكر أن الكود 313 كان –عند إنشائه– يغطي جميع مقاطعات جنوب شرقي ميشيغن، لكن النمو السكاني والتجاري دفع السلطات في العام 1993 إلى تمييز مناطق فلنت وبورت هيورون وبرايتون بكود جديد هو 810.
وفي العام 1997، تم تخصيص الرقم 734 لمدن وبلدات غرب مقاطعة وين وكامل مقاطعتي واشطنو ومونرو، والرقم 248 لمقاطعة أوكلاند ومدينتي ليفونيا ونورثفيل الواقعتين في شمال غربي مقاطعة وين. في حين خصص الرقم 586 لمقاطعة ماكومب في العام 2001.
أما الرقم 313 فمازال يغطي مدينة ديترويت وضواحيها القريبة في شرق مقاطعة وين، مثل ديربورن وديربورن هايتس وريدفورد وإنكستر وهامترامك وهايلاند بارك بالإضافة إلى مدن غروس بوينت ومدن جنوبي النهر (داون ريفر) التي تشمل آلن بارك ولينكولن بارك وتايلور وإيكورس وريفر روج. وبحسب MSPS، سوف تحصل هذه المدن نفسها على الكود الجديد 679.
Leave a Reply