الطاهري لـ«صدى الوطن»: هدفنا تبديد المفاهيم الخاطئة وتمتين العلاقات مع المجتمع المحلي
هامترامك
بعد مبادرة «أكاديمية أشبال الشرطة» التي أسّسها وأطلقها قائد شرطة هامترامك جميل الطاهري العام المنصرم، احتفلت المدينة خلال شهر آذار (مارس) الجاري، بتخريج الدفعة الأولى من برنامج «أكاديمية الشرطة للمواطنين» Citizen’s Academy، الذي أطلق مطلع الحالي لتثقيف البالغين حول عمل الشرطة وسياساتها بهدف تعزيز العلاقة بين الدائرة والمجتمع المحلي.
وحضر كبار المسؤولين في المدينة حفل التخرج الذي ضم 46 منتسباً للأكاديمية، وسط حضور عشرات الناشطين والأهالي في يوم الأربعاء 19 مارس الجاري.
وكانت شرطة هامترامك قد أطلقت في مطلع 2025 مبادرة بعنوان «أكاديمية الشرطة للمواطنين»، وهي دورة شاملة مدتها 21 ساعة تم تصميمها لتزويد المنتسبين، وخاصة الفعاليات المجتمعية، بفهم مُعمّق حول مهام الدائرة وسياساتها في المدينة الأكثر تنوعاً عرقياً وثقافياً في ولاية ميشيغن.
الدورة التي امتدت من 29 كانون الثاني (يناير) ولغاية 12 مارس، تضمنت دورات تدريبية وجولات وعروضاً حول طبيعة عمل الشرطة في جمع الأدلة والتحليل الرقمي الجنائي وتنظيم الدوريات، بالإضافة إلى رحلات مشتركة بين المنتسبين وعناصر الشرطة لتعزيز تجربة التعلم والخبرات الميدانية لدى المتطوعين.
واستهدف البرنامج «مجموعة متنوعة من أفراد المجتمع، مثل الأطباء والمهندسين المعماريين وربات المنازل والعمال والطلاب ومندوبي المبيعات وغيرهم، بهدف زيادة وعي الجمهور بمهام بالشرطة، وتقليل الشكوك وسوء الفهم، وتعزيز العلاقة بين الشرطة والمجتمع من خلال عملية تعليمية متبادلة»، بحسب الموقع الإلكتروني لدائرة شرطة هامترامك.
وخلال الحفل الذي حضره رئيس بلدية هامترامك أمير غالب وأعضاء مجلس المدينة وضباط دائرة الشرطة ومعاون شريف مقاطعة وين مايك جعفر وقائد شرطة ديربورن السابق رونالد حداد، ألقيت العديد من الكلمات التي أثنت على برنامج «أكاديمية الشرطة للمواطنين»، وكذلك على برنامج «أكاديمية أشبال الشرطة»، اللذين ساهما في تغيير الصورة النمطية حول الشرطة في المدينة التي يشكل المسلمون أكثر من ثلثي إجمالي السكان البالغ زهاء 28 ألف نسمة.
وفي الإطار، أكد غالب على أهمية البرنامج الجديد لتشجيعه كافة أطياف المجتمع على التعاون مع دائرة الشرطة المحلية، وقال: «في الماضي، كنا ننظر إلى عناصر الشرطة وكأنهم أعداء لنا، أما اليوم فقد أصبحوا إخواننا وأخواتنا الذين يعلمون على مدار الساعة من أجل خدمتنا وحمايتنا».
ولفت رئيس البلدية اليمني الأصل إلى أن برنامج «أكاديمية الشرطة للمواطنين» هو أحد إنجازات قائد الشرطة جميل الطاهري التي أسهمت في تعزيز الأمن والأمان والثقة بين الشرطة والمجتمع، مستدركاً بالإشارة إلى أن تعيين الطاهري قائداً لشرطة هامترامك هو أحد إنجازات إدارته، وكذلك مجلس المدينة، خلال السنوات الثلاث الماضية.
وكانت هامترامك قد احتفلت العام الفائت بتخريج 56 طفلاً ويافعاً في برنامج «أكاديمية أشبال الشرطة»، ممن أكملوا برنامجاً مكثفاً لتثقيف النشء حول طبيعة عمل الشرطة ومسؤولياتها اليومية في الحفاظ على السلم والأمن وتطبيق القوانين المرعية، إلى جانب تعريفهم بأبرز المعالم والمرافق الحيوية في المدينة التي تحيط بها ديترويت من جميع الجهات.
وخلال حفل تخريج «أكاديمية الشرطة للمواطنين»، أوضح الطاهري الذي يتحدر أيضاً من أصول يمنية بأن البرنامج الجديد يسعى إلى بناء جسور التواصل بين الدائرة الشرطية والجمهور من خلال تعزيز الشفافية والتفاهم بغية تحسين جودة الحياة في المدينة التي تستقطب الأضواء على المستوى الوطني بسبب التحولات التي شهدتها خلال الأعوام القليلة المنصرمة.
وشكر الطاهري رعاة البرنامج من فعاليات ورجال الأعمال في هامترامك، بالإضافة إلى معاون شريف مقاطعة وين مايك جعفر، الذي أعرب عن تقديره لمبادرات قائد الشرطة اليمني الأصل ودوره في تطوير سياسات وبرامج الدائرة الشرطية، «التي من الصعب أن تنجز المهام الموكلة إليها بدون الدعم المجتمعي».
الطاهري الذي تولى سابقاً مكتب الإنصاف والشمول في شرطة نيويورك، حيث عمل لسنوات عديدة في مجال التواصل مع المجتمعات المتنوعة قبل انتقاله إلى هامترامك، قال إنه جاء إلى ميشيغن وفي جعبته «حلمان»، الأول هو «أكاديمية أشبال الشرطة»، والثاني هو «أكاديمية الشرطة للمواطنين»، معرباً عن فخره بالعمل في المدينة التي توجز تاريخ المهاجرين في الولايات المتحدة.
وأفاد الطاهري لصحيفة «صدى الوطن» بأن «أكاديمية المواطنين»، هي الأكاديمية الأولى من نوعها على الإطلاق في مدينة هامترامك، وهي «تهدف إلى تزويد أفراد المجتمع، وخاصةً الفعاليات القيادية، بفهم شامل لعمليات الشرطة وموظفيها وسياساتها، بغية بناء علاقات أقوى بين الشرطة والمجتمع وتبديد أي مفاهيم خاطئة في هذا الشأن».
وأوضح الطاهري بأن الأكاديمية الجديدة تتيح للسكان فرصة الاطلاع عن كثب على إدارة الشرطة وموظفيها ومعداتها وعملياتها، مما يساعد في تبديد المفاهيم الخاطئة وسد الفجوة بين الشرطة والمجتمع، لافتاً إلى أن المشاركين اكتسبوا فهماً أفضل لممارسات وخدمات الشرطة، مما قد يسهم في إيجاد حلول واقعية لمشاكل المجتمع.
وشدد على أن الأكاديمية الجديدة ستلعب دوراً حيوياً في تعزيز روح التعاون بين المواطنين والشرطة لـ«تحقيق الأهداف المشتركة في مجتمع آمن ومُطمئن»، وقال إن دروس الأكاديمية غطت مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك الدوريات، والتحقيقات، والخدمات المجتمعية، والقانون الجنائي، وأخلاقيات إدارة الشرطة، والدعم الجوي، وفرق المتفجرات، وتدريب الضباط، والتحقيق في مسرح الجريمة، والتحقيقات الجنائية والتحقيق مع الشباب، والعنف الأسري، موضحاً بأن الدورس تضمنت فعاليات تطبيقية لتدريب المنتسبين، وكذلك تمارين تكتيكية، بالإضافة إلى مناقشات مع ممثلي الوحدات المتخصصة، بما يمكّن المتخرجين من أن يصبحوا «سفراءً لدائرة الشرطة المحلية، وأن يشاركوا معارفهم وخبراتهم مع الآخرين».
Leave a Reply