ديترويت
بعد زيارتها إلى البيت الأبيض ولقائها بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم التاسع من نيسان (أبريل) الجاري، قوبلت حاكمة ولاية ميشيغن، غريتشن ويتمر، بمزيج من الإشادات والانتقادات، لاسيما بعد أن نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» صورة لها وهي تخفي وجهها خلف ملف أزرق داخل المكتب البيضاوي.
ولدى ظهورها خلال اجتماع لنادي ديترويت الاقتصادي، يوم الإثنين الماضي، قالت ويتمر إنها أخفت وجهها مؤقتاً عن المصورين لمجرد أنها لم تكن ترغب بالتقاط صورتها في تلك اللحظة، وأضافت: «أتمنى لو لم أضع ملفي أمام وجهي. لكن لا بأس».
وتابعت ويتمر في إشارة إلى كتابها «غريتش الحقيقية»: «لقد نشرتُ للتو كتاباً عن تعلم السخرية من النفس. لذا فأنا بارعة في ذلك»، كما أعادت تمثيل مشهد تغطية وجهها في البيت الأبيض، أثناء وجودها على مسرح نادي ديترويت الاقتصادي حيث تناولت مواضيع متعلقة بالتنمية الاقتصادية وتمويل الطرق المتهالكة في الولاية، وسط اضطراب صناعة السيارات بسبب شبح الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على المركبات وقطع الغيار المستوردة، بما في ذلك السيارات التي تُجمّعها شركات صناعة السيارات الثلاث في ديترويت ضمن مصانعها في كندا والمكسيك.
وبررت الحاكمة قرارها بالبقاء في المكتب البيضاوي بعد أن أدخلها مساعدو البيت الأبيض فجأة إلى الغرفة بينما كان ترامب يوقع أوامر تنفيذية ويخاطب الصحفيين. وقالت: «لم يكن ذلك المكان الذي أردتُ أن أكون فيه، أو خططتُ له، أو كنتُ أتمنى أن أكون فيه»، مؤكدة معارضتها «لكثير مما قيل والإجراءات التي اتُخذت» في إشارة إلى تصريحات ترامب وأوامره الرئاسية في ذلك اليوم، غير أن أفادت بأنها بقيت في القاعة لأنها «كانت بحاجة إلى الدفاع عن مصالح ولاية ميشيغن».
وخلال وجودها في المكتب البيضاوي، وقّع ترامب أمرين تنفيذيين يدعوان وزارة العدل الأميركية لإجراء تحقيقاتٍ مع مسؤولين خدموا في إدارته الأولى، كانوا قد اتهموه بالادعاء كذباً بتزوير انتخابات 2020.
وقال ترامب للصحفيين مكرراً خطابه السابق: «لقد حققنا نتائج باهرة في تلك الانتخابات. انظروا ماذا حل ببلدنا نتيجة لذلك. الحدود مفتوحة، وملايين الأشخاص يأتون إلى بلدنا»، بينما وقفت ويتمر تستمع طوال المؤتمر الصحفي بعدم ارتياح.
ولاحقاً، أمام الكاميرات، تحدثت ويتمر ورئيس مجلس نواب ميشيغن الجمهوري مات هول، مع الرئيس ترامب حول حماية البحيرات العظمى وتطوير قاعدة «سيلفريدج» الجوية للحرس الوطني في بلدة هاريسون.
ومع توالي الانتقادات بحقها، سارع فريق ويتمر لاحتواء الموقف ومواجهة السخط المتزايد داخل حزبها. عبر بيان للمتحدث باسمها جاء فيه: «لقد فوجئت الحاكمة بإحضارها إلى المكتب البيضاوي خلال المؤتمر الصحفي للرئيس دون أي إشعارٍ مسبق. وحضورها لا يُعدّ تأييداً للإجراءات المتخذة أو للتصريحات التي أُدلي بها».
ومنذ فوزه بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، تميزت ويتمر عن الحزب الديمقراطي بانفتاحها على الرئيس الجمهوري، حتى أنها أعربت صراحة عن دعمها لبعض الرسوم الجمركية التي سوف تساعد في تطوير الصناعة الأميركية، مثيرة بذلك، غضب العديد من زملائها الديمقراطيين.
وقد نقلت شبكة «أن بي سي»، عن ويتمر أنها ليست ضد الرسوم الجمركية «كلياً» معربة عن تفهمها «لدوافع الرئيس ترامب» وراء فرضها. وهو ما أثار انتقاداتٍ لاذعةً من حاكم ولاية كولورادو الديمقراطي، جاريد بوليس، الذي كتب على منصة «أكس»: «الرسوم الجمركية سيئةٌ تماماً لأنها تؤدي لارتفاع الأسعار وتدمر التصنيع الأميركي».
كذلك، وصف مسؤولٌ ديمقراطيٌّ مؤيد لويتمر، فضّل عدم الكشف عن هويته لصحيفة «نيويورك تايمز»، زيارة حاكمة ميشيغن إلى البيت الأبيض بأنها «كارثة لعينة» «ستُزيل بعض الزخم الذي كانت تتمتع به كديمقراطيةٍ ماهرةٍ سياسياً من ولايةٍ متأرجحة».
وخلال كلمة لها في واشنطن قبل لقائها ترامب، دعت ويتمر إلى خفض العقبات البيروقراطية وبناء المزيد من المشاريع بالبلاد، مبدية معارضتها للرسوم الجمركية «المتبادلة» التي فرضها ترامب، بوصفها «ضربة ثلاثية: تكاليف أكبر، ووظائف أقل، وزيادة في عدم اليقين».
وأعربت ويتمر عن دعمها لقرار ترامب بتعليق تلك الرسوم لمدة ثلاثة أشهر، وقالت: «كما ذكرتُ سابقاً، لستُ ضدّ الرسوم الجمركية جملةً وتفصيلاً، لكنها أداة ظالمة. لا يمكن استخدام مطرقة الرسوم الجمركية لحل كل مشكلة دون تحديد هدفٍ نهائي واضح».
واستدركت ويتمر بالقول: «أتفهم الدافع وراء الرسوم الجمركية، ويمكنني أن أقول إن هذا ما نتفق عليه أنا والرئيس ترامب. فنحن بحاجة لصناعة المزيد من المنتجات الأميركية، مثل السيارات والرقائق الإلكترونية، والمزيد الفولاذ والسفن، نحن بحاجة إلى توازن تجاري عادل».
يذكر أن ويتمر، المطروح اسمها كمرشحة ديمقراطية محتملة لانتخابات الرئاسة 2028، كانت قد التقت بترامب في آذار (مارس) الماضي في اجتماع مماثل لمناقشة نمو الوظائف في ميشيغن.
وقوبل انفتاح الحاكمة الديمقراطية على الرئيس الجمهوري بالثناء والتفهم من العديد المراقبين، لاسيما وأن ويتمر تقود «ولاية متأرجحة» صوتت لصالح ترامب في الانتخابات الأخيرة فضلاً عن أنها تواجه تحديات اقتصادية كبيرة في هذه المرحلة الدقيقة.
Leave a Reply