ديربورن، ديترويت
قوبلت بحفاوة بالغة زيارة مدير عام الأمن العام اللبناني، اللواء حسن شقير، إلى منطقة ديترويت الأسبوع الفائت، التي تضمنت سلسلة من الفعاليات واللقاءات المجتمعية والرسمية عكست حجم التقدير الذي تكنّه الجالية اللبنانية للقوى الأمنية والعسكرية التي تلعب دوراً محورياً في تعزيز الأمن والاستقرار في الوطن الأم.
وتعددت محطات الزيارة التي استمرت أسبوعاً كاملاً، وكان أبرزها حفل تكريم مركزي أقيم ترحيباً باللواء شقير في «نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي» بمدينة ديربورن. كما جال المسؤول اللبناني الرفيع على عدد كبير من المؤسسات والمراكز الدينية والمجتمعية في المنطقة، والتقى رجال أعمال لبنانيين أميركيين، إلى جانب زيارته لمكاتب حكومة مقاطعة وين حيث استقبله المحافظ وورن أفنيز وعدد من المسؤولين العرب الأميركيين ضمن إدارته.
حفل تكريم
بدعوة من رجل الأعمال عبودي بيضون والناشط حسن بزي وناشر «صدى الوطن» أسامة السبلاني ورجلي الأعمال علي جواد وشاكر عون وعضو مجلس مقاطعة وين سام بيضون، أقيم الاثنين الماضي، حفل حاشد في «نادي بنت جبيل الثقافي» بمدينة ديربورن لتكريم الجنرال الضيف، الذي تولى في أواسط شهر آذار (مارس) الماضي منصب مدير عام الأمن العام خلفاً للواء المتقاعد عباس إبراهيم، وذلك بحضور جمع كبير من المسؤولين المحليين والمنتخبين وفعاليات مجتمعية ورجال دين وقضاة ورجال أعمال في منطقة ديترويت.
وخلال الحفل الذي حضرته سكرتيرة الولاية جوسلين بنسون، ألقيت العديد من الكلمات الترحيبية بالجنرال الضيف، حيث أجمع المتحدثون على الإشادة بنزاهته وخبراته العسكرية والأمنية، وكذلك على إيمانهم بقدرته على قيادة مديرية الأمن العام اللبناني، لاسيما خلال المتغيرات العاصفة التي يمر بها وطن الأرز، وعموم منطقة الشرق الأوسط.
ورحب رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود باللواء الذي يتحدر من بلدة ميس الجبل في الجنوب اللبناني، مثنياً على صوابية قرار الحكومة اللبنانية في تعيينه على مديراً عاماً للأمن العام في لبنان، وقال: «إنه من الضروري دائماً دعم الأفراد الذين يملكون القدرات والمؤهلات لصناعة الفرق في مجتمعاتهم»، في إشارة إلى الجنرال الضيف.
من جانبه، رحّب ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني بالضيف المحتفى به، وبأفراد عائلته الذين حضروا حفل التكريم، مؤكداً على جدارة اللواء في قيادة المؤسسة الأمنية اللبنانية، وقال: «إن البعض يتشرفون بتسلم مناصب رفيعة، ولكن الأمن العام اللبناني يتشرف باللواء حسن عزت شقير، الذي سيدفع بلبنان إلى الأمام قدماً خلال قيادته لمديرية الأمن العام اللبناني».
وأشار السبلاني إلى الظروف العصيبة التي يمر بها لبنان خلال الأوقات الحالية، وذلك بسبب الحرب الوحشية التي تواصل إسرائيل شنها ضد اللبنانيين، معرباً عن ثقة بأن وطن الأرز سيتمكن في نهاية المطاف من النهوض مجدداً، كما جرى في عامي 1982 و2006، وذلك بوجود «رجال عظماء من طراز اللواء الذي نحتفي به اليوم، والذي سيجعلنا جميعاً فخورين بوطننا الأم»، على حد تعبيره.
أيضاً تحدث خلال الحفل الذي قدمه الناشط حسن بزي، كل من رئيس محكمة ديربورن القاضي سالم سلامة، والأب ألفرد بدوي، والمحامية فدوى حمود، والنائب في مجلس ميشيغن التشريعي العباس فرحات والناشط السياسي ناصر بيضون قبل أن يلقي اللواء شقير كلمة أعرب فيها عن امتنانه للتكريم والحفاوة التي أبدتها الجالية اللبنانية في منطقة ديربورن،
واعتبر اللواء الاحتفاء به تكريماً لجميع أفراد المؤسسة الأمنية التي يمثلها، والتي يعتبرها جميع اللبنانيين «صمّام الأمان للوطن والمواطنين». وقال شقير: «أقف اليوم أمامكم بكل فخر وامتنان، متلقياً هذا التكريم الذي أعتز به، لا بصفتي الشخصية فحسب، بل باسم كل فرد في مؤسسة الأمن العام اللبناني –هذه المؤسسة التي لم تتوانَ يوماً عن أداء رسالتها في خدمة الوطن والمواطن، وفي حماية الأمن والاستقرار، وتعزيز العلاقة بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر».
ووجّه شقير تحية خاصة إلى الجالية اللبنانيات في الاغتراب، وفي مقدمتها الجالية اللبنانية في ولاية ميشيغن التي وصفها بـ«القلب النابض للبنان في الخارج»، مشيداً بتمسكها بهويتها اللبنانية رغم البعد الجغرافي. وأضاف: «إن مبادرتكم اليوم بتكريم مدير عام الأمن العام تعبّر عن عمق ارتباطكم بالجذور، وعن ثقة صادقة بالمؤسسات الوطنية التي تسهر على أمن الوطن وحماية أبنائه».
وشدّد شقير الذي غادر ديترويت الخميس الماضي، على أن الأمن العام اللبناني يواصل أداء مهامه بروح مؤسساتية، مرتكزاً إلى عقيدة وطنية ثابتة، أساسها الولاء للبنان دون سواه، وسيادة القانون وكرامة الإنسان، كاشفاً عن أن مديرية الأمن العام اللبناني وضعت هدفاً استراتيجياً لتطوير الأداء وتحديث الإدارة وتبسيط الإجراءات، بما يواكب تطلعات اللبنانيين في الداخل والخارج.
وأوضح أن «التحول الرقمي بات أولوية لتسهيل المعاملات، سواء داخل لبنان أو من خلال السفارات والبعثات والقنصليات، بهدف خدمة المواطن بشكل أكثر فاعلية»، مضيفاً أن ضباط الأمن العام يؤمنون بأن خدمة الناس «ليست مهمة إدارية فقط، بل مسؤولية وطنية وإنسانية».
وتناول شقير التطورات السياسية في لبنان، مشيراً إلى أن البلاد «بدأت عهداً جديداً من الاستقرار بقيادة فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون»، ومشيداً في الوقت ذاته بدور رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام في مواكبة جهود النهوض بالإدارات الحكومية وتطوير العلاقات الخارجية.
وطمأن اللواء شقير الحضور بأن الأمن العام اللبناني يعزز جهوزيته التقنية والبشرية لمواجهة التحديات الأمنية، مؤكداً أن الأمن يُبنى على الحكمة والتنسيق لا على القوة وحدها. وأشار إلى التعاونات الإقليمية والدولية التي ساهمت في إرساء الأمان في لبنان، ومعالجة ملفات المغتربين اللبنانيين وتسهيل أوضاعهم القانونية، موضحاً –في السياق– بأن السعودية استضافت لقاءً مع السلطات السورية الجديدة لحل القضايا الحدودية، فيما قدّم العراق دعماً سخياً للبنان شمل المحروقات والقمح.
ودعا شقير اللبنانيين في الداخل والخارج إلى الثقة بوطنهم والمساهمة في إعادة بنائه، مؤكداً أن «لبنان يدخل مرحلة التعافي واستعادة دوره الريادي في المنطقة والعالم»، مختتماً كلمته بالتأكيد على أن الأمن العام سيبقى «مؤسسة لكل اللبنانيين دون استثناء»، ومتعهداً بمواصلة العمل من أجل لبنان، وقال: «أجدّد التزامي أمامكم وأمام الله بأن أبقى أميناً على القسم الذي أديته، وأن أضع كل ما أملك من خبرة وإرادة في خدمة لبنان، وشعبه، وجيشه، وأجهزته، ومغتربيه في كل أنحاء العالم».
لقاءات مجتمعية ورسمية
وجال اللواء حسن شقير خلال رحلته إلى منطقة ديترويت على عديد المؤسسات العربية الأميركية، المجتمعية والدينية والاقتصادية، من بينها «المنتدى الإسلامي بأميركا» و«مؤسسة الأمل الاجتماعية» و«مركز هايب الرياضي» ونادي بلومفيلد هيلز للغولف حيث أقام له، السفير يوسف الغفري حفل عشاء حضره حشد متنوع من رجال الأعمال اللبنانيين والدبلوماسيين القدامى والحاليين بمن فيهم القنصل اللبناني العام في ديترويت، السفير بلال قبلان.
كذلك، زار اللواء شقير مكاتب صحيفة «صدى الوطن» حيث أجرى حواراً حول المشهد السياسي والأمني في لبنان.
كما قام اللواء شقير برفقة عدد من شخصيات الجالية اللبنانية، بينهم ناشر «صدى الوطن» أسامة السبلاني ورجل الأعمال علي جواد وعضو مجلس مفوضي مقاطعة وين سام بيضون بزيارة لمقر محافظة مقاطعة وين بوسط مدينة ديترويت، حيث قوبل بترحاب حار من قبل المحافظ وورن أفينز ونائبه أسعد طرفة، بالإضافة إلى كبار الموظفين في حكومة أفينز.
وخلال اللقاء، أكد المحافظ –الذي زار لبنان عام 2023– على الدور الكبير الذي يلعبه المسؤولون العرب الأميركيون في تنمية وازدهار المقاطعة الأكبر في ولاية ميشيغن، وقال إن القيادة الحقيقية تعني إيجاد الأشخاص المؤهلين واستثمارهم في المواقع المناسبة، معرباً عن فخره بالعلاقات الوطيدة التي تربطه بالمجتمع اللبناني الأميركي، والتي أثمرت العام المنصرم عن زيارته للبنان.
وأضاف أفينز بأنه يتطلع مرة أخرى إلى زيارة لبنان «الذي تمكن مؤخراً من سد الشغور في منصب رئاسة الجمهورية»، ليوجه له اللواء شقير دعوة حارة بتكرار الزيارة، موضحاً بأن «الشعب اللبناني يتميز بأصالة الضيافة وبحبه للسلام، وصموده في الأزمات، وتضحياته ونضاله ضد العدوان».
وفي نهاية اللقاء، قدم أفينز درعاً تكريمية للواء شقير الذي تسلمها بحضور عدد من المسؤولين العرب الأميركيين في مقاطعة وين، هم بالإضافة إلى نائب المحافظ طرفة، كل من سام جعفر مدير الأمن الداخلي بالمقاطعة، ومحامية المقاطعة سو حمود، والقاضي في محكمة مقاطعة وين، الذين ألقوا بدورهم بكلمات ترحيبية باللواء الضيف.
Leave a Reply