ديترويت، لانسنغ
دخلت القاضية في محكمة مقاطعة وين، مريم سعد بزي، تاريخ ولاية ميشيغن كأول امرأة عربية تتولى عضوية محكمة الاستئناف بالولاية (الدائرة الأولى–ديترويت)، بموجب قرار أصدرته الحاكمة غريتشن ويتمر، الأربعاء الماضي، لخلافة القاضي نواه هود، الذي قامت بتعيينه قي محكمة ميشيغن العليا.
وتعتبر بزي أول شخصية مسلمة أميركية وثاني شخصية عربية أميركية تنضم إلى محكمة الاستئناف في ميشيغن، بعد القاضي هنري سعد الذي تم تعيينه في المنصب عام 1994، وأعيد انتخابه لولايتين متتاليتين في عامي 1996 و2002.
وبموجب القرار الذي يعدّ إنجازاً إضافياً غير مسبوق للمجتمع العربي الأميركي بولاية ميشيغن، سوف تستكمل بزي ولاية القاضي هود التي تنتهي في مطلع عام 2027، حيث يتعين عليها خوض الانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2026 للاحتفاظ بمنصبها لولاية كاملة من ست سنوات
وتتشكل محكمة الاستئناف –وهي ثاني أعلى سلطة قضائية في الولاية بعد محكمة ميشيغن العليا– من ٢٥ قاضياً موزعين على أربع دوائر هي، على التوالي: ديترويت وتروي وغراند رابيدز ولانسنغ.
وتتمتع القاضية بزي بخبرة قانونية واسعة، حيث تشغل منصب قاض في محكمة مقاطعة وين منذ عام 2017 بعد تعيينها من قبل الحاكم الجمهوري السابق ريك سنايدر، وقد أُعيد انتخابها مرتين منذ ذلك الحين، مما يعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها في الوسط القانوني.
وإلى جانب عملها القضائي، تعتبر بزي ناشطة بارزة في المجالات القانونية والتربوية والاجتماعية، حيث شغلت عضوية العديد من الجمعيات مثل «رابطة محاميي ديترويت»، و«رابطة قضاة ميشيغن»، و«الرابطة الوطنية للقاضيات»، و«الرابطة الوطنية للمحامين العرب الأميركيين»، و«الرابطة الوطنية للمحامين المسلمين». كما شغلت عضوية مجلس ميشيغن الاستشاري للشؤون الشرق أوسطية، ومنظمة LAHC (النادي اللبناني سابقاً)، و«اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك)، كما كانت رئيسة لمجلس ديربورن التربوي الذي يشرف على «كلية هنري فورد» والمدارس العامة في المدينة.
وتحمل القاضية المتحدرة من مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان، شهادة الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة «وين ستايت»، ودرجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة «ميشيغن–ديربورن».
وفي بيان التعيين، وصفت الحاكمة ويتمر القاضية بزي بأنها «رائدة وقائدة مجتمعية ومواطنة فخورة من ميشيغن»، موضحة بأنها «ستجلب سنوات من الخبرة إلى محكمة الاستئناف حيث ستكون أول قاضية من أصول عربية في تاريخ الولاية»، مضيفة بالقول: «أنا ممتنة لخدمتها المتواصلة لشعب ميشيغن في هذا المنصب الجديد».
وستحل بزي بدلاً من القاضي نواه هود الذي قررت الحاكمة ويتمر، تعيينه في محكمة ميشيغن العليا، بدلاً من القاضية المحافظة، إليزابيث كليمنت، التي أعلنت عزمها على التنحي في شباط (فبراير) الماضي.
وكان من المقرر أن تمتد ولاية هود حتى نهاية العام ٢٠٢٦، ما يستوجب على بزي خوض الانتخابات في ذلك العام للبقاء في منصبها الجديد.
وهود المولود في ديترويت، خريج ثانوية كاس التقنية، وكلية الحقوق بجامعة «هارفرد»، وفقاً لسيرته الذاتية الرسمية. وقد شغل سابقاً منصب قاضٍ في محكمة مقاطعة وين قبل أن تعينه ويتمر قاضياً في محكمة الاستئناف بالولاية عام 2022.
وبتعيينه، أصبحت محكمة ميشيغن العليا تضم ستة قضاة ليبراليين (ديمقراطيين)، مقابل قاضٍ محافظ واحد اختاره الجمهوريون.
ويشكل اختيار هود ثاني تعيين لويتمر في المحكمة العليا بعد اختيارها للقاضية كيرا هاريس بولدن في نوفمبر 2022، كأول امرأة سوداء تشغل عضوية المحكمة العليا المكونة من سبعة مقاعد.
وإلى جانب بزي، أعلنت ويتمر عن تعيين قاضيين آخرين في محكمة الاستئناف بالولاية، وهما المحامي كريستوفر تريبيلكوك الذي سيحل بدلاً من القاضي المتقاعد مارك كافانو في «الدائرة ٢» (تروي)، بالإضافة إلى المدير القانوني لفرع الاتحاد الأميركي للحريات المدنية في ميشيغن، دانيال كوروبكين، الذي سيخلف القاضية المتقاعدة جاين ماركي في «الدائرة 3» (غراند رابيدز).
وفي بيان رسمي لها، عبّرت القاضية اللبنانية الأصل عن امتنانها لقرار التعيين، قائلة: «يشرّفني ويسعدني تلقي هذا التعيين من الحاكمة ويتمر. أشكرها وفريقها على وقتهم وجهودهم خلال هذه العملية. إنه لشرف كبير أن أواصل خدمة سكان هذه الولاية العظيمة، وسأسعى بكل إخلاص لتحقيق العدالة بإنصاف ونزاهة».
وتقدمت بزي بأحر التهاني لقاضي المحكمة العليا الجديد نواه هود، الذي ستكمل ولايته الجزئية وزميليها المعينين معها في محكمة الاستئناف، تريبيلكوك وكوروبكين.
Leave a Reply