واشنطن
أظهرت بيانات حديثة نشرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، ارتفاعاً كبيراً في معدل انتشار التوحد بين الأطفال في الولايات المتحدة، وهو ما دفع وزير الصحة الأميركي روبرت كينيدي جونيور إلى إطلاق دراسة موسعة لتحديد أسباب ما وصفه بـ«وباء التوحد».
ووفق «سي دي سي»، ارتفع معدل انتشار حالات التوحد بين الأطفال البالغين 8 سنوات من طفل واحد من كل 36 طفلاً في عام 2020 إلى طفل واحد من كل 31 في عام 2022، وسط تشكيك كثيرين –بمن فيهم كينيدي نفسه– بدور محتمل للقاحات في هذه الزيادة المطردة، علماً بأن المعدل كان طفلاً واحداً من كل 150 طفلاً قبل عشرين عاماً.
وعلّق وزير الصحة بالقول: «لقد خرج وباء التوحد عن السيطرة»، معتبراً أن «المخاطر والتكاليف المترتبة على هذه الأزمة» كانت «أكثر تهديداً لبلدنا بألف مرة من كوفيد–19»، مشيراً إلى أن وزارة الصحة تجري دراسة موسعة لفهم أسباب «وباء التوحد» بحلول أيلول (سبتمبر) القادم.
وقال كينيدي خلال اجتماع حكومي في البيت الأبيض حضره الرئيس دونالد ترمب: «أطلقنا مشروعاً بحثياً سيشارك فيه مئات العلماء من مختلف أنحاء العالم. وبحلول سبتمبر، سنعرف سبب وباء التوحد. وسنتمكن من القضاء على تلك العوامل». وأضاف: «من الممكن أن نضطر إلى التوقف عن تناول شيء ما، أو عن أكل طعام ما، أو ربما يكون لقاحاً».
من جهة أخرى، برر بعض الخبراء الزيادة الكبيرة في معدل انتشار التوحد بين الأطفال إلى أسباب متعددة، على رأسها، تحسن وسائل التشخيص وزيادة الوعي بشأن هذا الاضطراب العصبي.
وقال يورغن هان عضو في المجلس الاستشاري العلمي لمعهد أبحاث التوحد في الولايات المتحدة، والأستاذ ورئيس قسم الهندسة الطبية الحيوية في معهد «رينسيلار بوليتكنيك» أن البيانات الجديدة مقلقة للغاية، ولكنها «غير مفاجئة» لأنها تدل على اتجاهات متواصلة على مدار سنوات. وأضاف في تصريح لمجلة «نيوزويك»: «الأرقام ترتفع، لكننا لا نعرف بالضبط سبب ارتفاعها».
بدورها، قالت روما فاسا، مديرة الخدمات النفسية في مركز خدمات التوحد والعلوم والابتكار في معهد كينيدي كريغر في الولايات المتحدة: «هذا المعدل المتزايد مدفوع بعدة عوامل، منها تحسن الوعي بالتوحد بين الأطباء والآباء والمعلمين وغيرهم من المهنيين، وتحسين إمكانية الوصول إلى الفحص والتقييم، ناهيك عن توسيع معايير تشخيص التوحد».
ويبدأ اضطراب طيف التوحد مع المصاب منذ الولادة ويظهر خلال السنوات الثلاث الأولى ويستمر طوال العمر ويُعرف بأنه قصور عصبي ونقص نمو معقد.
في المقابل، صرح روبرت ميليلو، عالم الأعصاب والخبير في مجال اضطرابات النمو المرتبطة بالدماغ بأن زيادة الوعي بشأن التوحد لا تُفسر بشكل كامل هذه المعدلات المرتفعة. وأضاف ميليلو: «في أحسن الأحوال، لا يُمكن تفسير سوى 50 بالمئة من الزيادة من خلال تحسن التشخيص. هذا يعني أن 50 بالمئة على الأقل لا يوجد لها تفسير». وختم بالقول «إذا تحدثتَ إلى أي شخص في مجال التعليم والرعاية الصحية، فستجد أن الزيادة في عدد الأطفال ذوي جميع الإعاقات واضحة».
Leave a Reply