ديربورن
في تجمع مفعم بالحماس والأمل في منتزه «السلام» بوسط المدينة الغربي، أعلن رئيس بلدية ديربورن، عبدالله حمود، الخميس المنصرم، عن إطلاق حملته الانتخابية للاحتفاظ بمنصبه لفترة ثانية من أربع سنوات، بحضور حشد كبير من المسؤولين الرسميين والناشطين المحليين الداعمين له.
وخاطب حمود الحضور بكلمة مقتضبة تركزت حول إنجازات إدارته خلال الأربعين شهراً الماضية، والتي جاءت ثمرة العمل الجماعي والرؤية الواضحة في تحسين حياة السكان وتطوير المدينة التي عانت لعقود من مشاكل الفيضانات والقيادة المتهورة وتدهور البنية التحتية وتراجع الخدمات البلدية في المدينة التي تضم زهاء 110 آلاف نسمة.
حمود، الذي انتخب لرئاسة البلدية في مطلع عام 2022 كأول عربي وأول مسلم يتولى المنصب، استهل خطابه بالقول: «لا أصدق أن ولايتي الأولى شارفت على نهايتها»، معبّراً عن امتنانه العميق لكل من ساند إدارته منذ توليه مهام رئاسة البلدية، بدءاً من عائلته وأصدقائه وفريقه الإداري، وصولاً إلى سكان المدينة وفعالياتها المتنوعة. وقال إن إدارته أوفت بجوهر تعهداتها المتمثلة بخفض الضرائب، وتحسين البنية التحتية، مواجهة التحديات البيئية ودعم الأعمال والأحياء السكنية.
وأضاف حمود: «لن أتحدث عن خططي ورؤيتي للسنوات الأربع المقبلة، ولكنني سأتكلم هذه المرة عن الإنجازات التي حققناها خلال السنوات الثلاث المنصرمة، ذلك أنني عندما تسلمت مهام رئاسة البلدية كانت ديربورن تعاني من عديد المشاكل التي تنغّص حياة السكان، لافتاً إلى أنه نجح خلال ولايته الأولى بإنجاز العديد من المشاريع الحيوية والتنموية، بما فيها بناء المنتزه الذي اختاره لإطلاق حملته الانتخابية، وهو واحد من ثلاثة منتزهات جديدة أنشأتها إدارة حمود تحت اسم «حدائق السلام» في كل من الداونتاون الغربي والشرقي، ومنطقة «الساوث أند» في أقصى جنوب المدينة.
ووصف حمود منتزهات «السلام» بالمثال الساطع على جهود إدارته في تطوير البنى التحتية، وقال: «قبل بضع سنوات، كان هذا المنتزه الذي تبلغ مساحته 2 آيكر مساحة مهجورة، وقد بات اليوم مثالاً حياً على جهودنا في تحسين مرافق المدينة بكافة أشكالها».
وأوضح حمود (35 عاماً) بأن ديربورن باتت تمتلك –تحت إدارته– مجتمع أعمال نابضاً بالحياة، ليس في غرب المدينة وحسب، وإنما أيضاً في جزئها الشرقي، وقال: «لقد قمنا أيضاً باستثمار زهاء 30 مليون دولار لدعم وتطوير شارع وورن التجاري في شرق ديربورن، وسوف نقوم في وقت لاحق من هذا العام باستثمار 30 مليون أخرى لدعم وتطوير منطقة «ديكس–فيرنور» التجارية في الطرف الجنوبي من المدينة».
وفي ملف الفيضانات، الذي لطالما شكّل معضلة مزمنة لسكان ديربورن، أوضح حمود بأن إدارته وضعت خطة استراتيجية شاملة، استندت إلى دراسة معمقة دامت لمدة عامين، وبدأ تنفيذها فعلياً عام 2023، لافتاً إلى أن المدينة خصصت حتى الآن أكثر من 25 مليون دولار لتمويل مشاريع من شأنها تقليل آثار الفيضانات على الأجيال القادمة، مع وعود بمزيد من الاستثمارات التي تعزز صمود المدينة أمام تحديات السيول والأمطار.
ولفت حمود إلى أن إدارته تركّز على «القضايا الجوهرية»، مستندة إلى طاقم موظفين يزيد عن 1,400 موظف، وميزانية تقارب 300 مليون دولار سنوياً، وقال: «عليك أن تمتلك المهارات المالية والإدارية للتعامل مع القضايا اليومية والمستدامة للسكان»، مستدركاً بالتأكيد على أن النجاحات التي أنجزتها إدارته ما كانت لتتحقق لولا تضافر جهود جميع العاملين في بلدية ديربورن.
وفي الإطار، أشار حمود أيضاً إلى أن إدارته قدمت لأول مرة منذ أكثر من 20 عاماً ميزانيات متوازنة هيكلياً، مع الحفاظ على أدنى معدل ضريبي منذ 2010، معرباً عن أمله في أن تشهد المدينة بحلول عام 2035 انخفاضاً بنسبة 10 بالمئة في معدل الضرائب العقارية على العائلات، وهو «إنجاز غير مسبوق منذ عام 2009» على حد تعبيره.
وختم حمود كلمته بنبرة وجدانية قائلاً: «أنا لا أفتخر بشيء أكثر من كوني مقيماً في ديربورن. مدينتنا هي أعظم مدينة، وقصتنا أعظم قصة»، مضيفاً بأن المدن الأخرى تعتمد على الأثرياء الذين يأتون من الخارج لتطوير الأعمال وتحسين حياة السكان، «أما هنا في ديربورن، فنحن نعتمد على بعضنا البعض، وهذا أمر فريد في قصة ديربورن».
وأوضح حمود، وهو أب لطفلتين، بأن «جميع السكان، وكافة أصحاب الأعمال هم جزء من قصة ديربورن»، ولهذا فإن ديربورن كانت بين المدن الأسرع نمواً في إحصاء عام 2020، وسوف تواصل النمو في إحصاء 2030. وقال: «نحن نواصل النمو، لأن كل شيء في مدينتنا يسير في الاتجاه الصحيح»، منوّهاً بأنه مازال هنالك الكثير الذي يتوجب تحقيقه في المستقبل، ومشدداً على أنه يمتلك رؤية طموحة لتطوير ديربورن وتحسين جودة الحياة فيها.
وحول انتخابات العام الجاري، أكد حمود بأن ديربورن ستبقى «مدينة واحدة ومجتمعاً واحداً»، بغض النظر عن النتائج، مشيراً إلى أن التنوع الذي تشهده المدينة اليوم هو نقطة قوة، لا مصدر انقسام، داعياً إلى التركيز على قضايا الناس اليومية خلال الحملات الانتخابية. وقال: «أتمنى أن يتم التركيز خلال هذه الدورة الانتخابية على القضايا والحلول وشؤون الناس اليومية، لأن ديربورن وبعض النظر عما يستجد سوف تبقى مدينة واحدة ومجتمعاً واحداً».
وسوف تقيم ديربورن هذا العام جميع سباقاتها المحلية بدون تنظيم جولة تصفيات في شهر آب (أغسطس) المقبل، بسبب قلة عدد المرشحين. وسيتم الاكتفاء بالجولة النهائية المقررة في الخامس من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، لانتخاب رئيس البلدية وأعضاء مجلس المدينة السبعة، بالإضافة إلى كاتب المدينة (الكليرك)، وذلك لأول مرة في تاريخ المدينة الذي يناهز مئة عام.
ويتنافس حمود في نوفمبر مع المرشح ناجي المدحجي.
يُشار إلى أن حفل إطلاق حملة إعادة انتخاب رئيس البلدية عبدالله حمود تميز بأجواء اجتماعية تضمنت تقديم وجبات خفيفة وعصائر مجانية، من أربع عربات توزعت في زوايا منتزه «السلام»، ما أضفى على الحدث طابعاً مجتمعياً حميمياً. كذلك، كان لافتاً حضور عدد كبير من رجال الأعمال والنشطاء اليمنيين الأميركييين الذين أكدوا دعمهم لرئيس البلدية اللبناني الأصل.
Leave a Reply