ديربورن هايتس – بريانا غازورسكي
يخوض رئيس مجلس مدينة ديربورن هايتس محمد (مو) بيضون سباق رئاسة البلدية هذا العام، معوّلاً على خبرته في «القيادة التشاركية» التي انتهجها خلال خدمته في المجلس البلدي، وواضعاً نصب عينيه معالجة الانقسامات السياسية المزمنة التي أعاقت عمل البلدية خلال السنوات السابقة.
وبحسب بيضون، الذي خاض مواجهات شرسة مع رئيس البلدية الحالي بيل بزي، تتعدى «القيادة التشاركية» إصدار القرارات وصياغة الاستراتيجيات الحكومية، إلى الانخراط الميداني المباشر في شؤون الحياة اليومية والعمل مع السكان لفهم احتياجاتهم عن كثب، والبحث عن حلول حقيقية ومستدامة للمدينة.
بيضون الذي يتحدر من أصول لبنانية، والذي عاش معظم حياته في مدينة ديربورن هايتس، يتنافس مع ثلاثة مرشحين آخرين لخلافة بزي في تصفيات الانتخابات المحلية المقررة في شهر آب (أغسطس) المقبل، وهم: عضوة مجلس المدينة الحالية دينيز مالينوسكي ماكسويل والخبيرة المصرفية لينا أرزوني والناشط المجتمعي حسين عناني.
وسوف يتأهل الفائزان بالمرتبتين الأولى والثانية إلى الجولة النهائية في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، حيث سيصوّت الناخبون لاختيار رئيس البلدية الحادي عشر في تاريخ ديربورن هايتس التي تضم زهاء 62 ألف نسمة، والتي تضم كثافة متزايدة من العرب الأميركيين الذين يلعبون دوراً حيوياً في الحياة الاقتصادية والسياسية في المدينة.
وفي الإطار، أوضح بيضون الحاصل على شهادة الماجستير في الإدارة العامة من جامعة «سنترال ميشيغن»، بأن ترشحه لأعلى منصب تنفيذي في ديربورن هايتس نابع بالدرجة الأولى من «حبه للمدينة»، وكذلك من رغبته في الحفاظ على الزخم الذي ميّز أداءه في عضوية المجلس البلدي منذ عام 2021، ثمّ ترؤسه لاحقاً للمجلس في عام 2023 حتى الآن.
وفي حديث مع «صدى الوطن»، قال بيضون: «أترشح لأني أهتم اهتماماً بالغاً بمدينتنا وسكانها، وبصفتي رئيساً للمجلس البلدي فقد عملت بجد لتحسين خدمات المدينة وتعزيز الشفافية في الحكومة المحلية.. أريد الحفاظ على هذا الزخم والتأكد من أن السكان لديهم رئيس بلدية يستمع إليهم وينجز أعمالهم».
وأضاف: «منذ انضمامي إلى مجلس المدينة، ركزت على قضايا جوهرية، مثل السعي لتحسين إزالة الثلوج، وتركيب إشارات المرور في الأماكن الضرورية، وتنظيف منتزهاتنا، كما عملتُ على ضمان أن تكون حكومة المدينة أكثر شفافية وأسرع استجابة لمطالب السكان».
وأكّد بيضون أن أولوياته في حال انتخابه سوف تتمحور حول تعزيز كفاءة عمل الحكومة المحلية ومساءلتها، مع التركيز بشكل خاص على تحسين السلامة العامة، ومعالجة معضلة القيادة المتهورة من خلال حلول عملية تشمل تكثيف تطبيق القانون وتبني تدابير مدروسة لتهدئة حركة المرور، بالإضافة إلى ضمان حصول دائرة الشرطة على الدعم اللازم لخدمة السكان بالتوازي مع جهود إعادة بناء الثقة بينها وبين المجتمع.
وأوضح بيضون بأنه يتطلع إلى جعل خدمات البلدية أكثر سهولة وموثوقية، بحيث تكون متاحة للجميع دون تعقيد، لافتاً إلى أن «التفاعلات اليومية مع مجلس المدينة، كطلب التصاريح، ودفع الفواتير، والإبلاغ عن المشكلات، يجب أن تكون سلسة وسريعة الاستجابة»، وفق تعبيره.
ومع توجه مدينة ديربورن هايتس نحو مشاريع تطوير جديدة، قال بيضون إن هذه التغييرات يجب أن تعكس قيم المجتمع، بما في ذلك حماية المساحات الخضراء في محيط نهر إيكورس وملعب «وورن فالي» للغولف، وضمان أن يكون للسكان صوت في رسم مستقبل المدينة.
وأضاف: «ستجدونني في اجتماعات الأحياء، والفعاليات المدرسية، وأيام التنظيف، وزيارة دور رعاية المسنين، والتخطيط لمآدب إفطار جماعية مع طواقم الطوارئ، وفي أي مكان وأية مشكلة يرغب السكان في التحدث حولها»، واعداً بأن يبقى على تواصل دائم مع المقيمين انطلاقاً من إيمانه «بأن الخدمة العامة تتمحور حول الحضور والاستماع».
وحول تصوره لمستقبل المدينة، قال بيضون: «أريد أن أرى طرقاً أكثر أماناً، وأحياءً أفضل صيانة، وبلدية يسهل العمل معها عند الحاجة، كما أود أن أرى تنمية أكثر ذكاءً تعكس قيمنا وتعود بالنفع على السكان»، منوهاً بأن حملته الانتخابية ليست مجرد شعارات، وإنما هي «رؤية ومشروع يحلم بتحقيقهما».
بيضون الذي اختار العيش في ديربورن هايتس لتنشئة عائلته مع زوجته الدكتورة ليلى بيضون، أضاف: «هذه ليست حملةً انتخابية فقط، بل هي حملةٌ شخصية. لقد قضيت حياتي هنا، وعملتُ بجدٍّ لخدمة هذه المدينة بأمانةٍ والتزام، وبصفتي أباً لطفلين صغيرين، أريد أن أمنح أطفالي أفضل مدينة ممكنة للعيش».
وشدد على أنه عمل بأمانة ونزاهة لخدمة ديربورن هايتس، وقال: «بصفتي رئيساً للبلدية، سأواصل بناء هذه المدينة وتطويرها، وجعلها مكاناً نفخر بها جميعاً».
ويحظى بيضون بدعم واسع من مسؤولين منتخبين وشخصيات بارزة في المشهدين السياسي والتعليمي في مدينة ديربورن هايتس ومقاطعة وين، إلى جانب عدد من النقابات العمالية والمنظمات المهنية. ومن بين المسؤولين المنتخبين الداعمين له: نائب رئيس مجلس مدينة ديربورن حسن أحمد، وعضوا المجلس بوب كونستان وحسن صعب، وأمينة خزينة المدينة ليزا هيكس–كلايتون، بالإضافة إلى عضوي مجلس مفوضي مقاطعة وين سام بيضون وديفيد كنيزيك، والنائبين في مجلس نواب ميشيغن عن ديربورن وديربورن هايتس، العباس فرحات وإيرين بيرنز.
ويشمل الدعم أيضاً قيادات في قطاع التعليم، بمن فيهم رئيس مجلس مدارس «كريستوود» مو صباغ، ونائبته نجاح جنون، والأعضاء دانييل الزيات، وديفيد ويليامسون، وحسن بيضون، وبيلي أمين، إلى جانب رئيسة مجلس مدارس المنطقة التعليمية D7 ماري بيث بيلتوفسكي، وأمينة السر ليزلي ويندلز. أما على مستوى النقابات، فقد أعلنت جمعيات الشرطة والإطفاء في ديربورن هايتس دعمها لبيضون، إلى جانب الفروع المحلية لنقابات متعددة بينها اتحاد عمّال السيارات.
Leave a Reply