ديربورن هايتس – بريانا غازورسكي
من خارج الأطر السياسية، يخوض العربي الأميركي حسين عناني سباق رئاسة بلدية ديربورن هايتس طارحاً في صلب حملته الانتخابية رؤية تستند على الشفافية والانضباط المالي والالتزام بقيادة عملية تركز على تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين، بعيداً عن الحسابات الشخصية والمصالح الضيقة.
عناني، الذي يدير عملاً تجارياً ويتمتع بـ«خبرة في قيادة الفرق وإدارة الميزانيات وتحقيق النتائج»، أفاد لـ«صدى الوطن» بأن قرار ترشحه في انتخابات رئاسة البلدية –هذا العام– نابع من قناعته العميقة بضرورة التغيير الجذري في طريقة إدارة الشؤون البلدية، وكذلك معالجة التحديات المزمنة في المدينة التي تضم زهاء 62 ألف نسمة.
ويتولى عناني حالياً إدارة شركة «دايناميك غليزينغ سيستمز»، وهي شركة عائلية متخصصة بأعمال الزجاج والألمنيوم تأسست عام 2005 في جنوب شرقي ميشيغن، وتخدم جميع الولايات الأميركية، وقد اختيرت ضمن قائمة «أفضل 50 شركة تستحق المتابعة في ميشيغن لعام 2025»، بحسب منشور على حساب عناني بموقع «فيسبوك».
وقال عناني: «أدرك كيف يمكن لفشل القيادة أن يضر بحياة الناس: الأقبية المغمورة بالمياه، والطرق المتهالكة، وفواتير المياه غير المنضبطة، ليست سوى بعض المشاكل التي يواجهها سكان مدينتنا نتيجة سوء القيادة»، واعداً بأن أولوياته ستتركز –في حال فوزه بالسباق– حول تعزيز الشفافية والانضباط المالي والعمل الدؤوب في ضمان شوارع آمنة، وفواتير عادلة، والوقاية من الفيضانات، وحكومة تعمل لصالح الناس.
وأضاف عناني الذي يقود حملته الانتخابية تحت شعار «اتجاه جديد للمضي قدماً»: «لست هنا من أجل السياسة، بل لأدافع عن كل فرد وعن كل أسرة في ديربورن هايتس»، موضحاً أن المشاكل المزمنة في المدينة قد استمرت بالتفاقم في ظل غياب الإرادة الجادة لمعالجتها، مؤكداً بأن إيمانه بالمجتمع المحلي هو ما يدفعه لخوض غمار الخدمة العامة بالاستناد على تجربته الشخصية في قطاع الأعمال. وقال: «كما أدير عملي التجاري من خلال تمكين الناس وحل المشكلات وتحقيق النتائج، سأقود المدينة كرئيس للبلدية».
وأضاف: «سأنقل هذه العقلية إلى مبنى البلدية، حيث القيادة تعني الحضور، والاستماع، واتخاذ الإجراءات الفعلية، وليس مجرد الكلام. هذه الحملة ليست عن السياسة، بل عن العدالة، وخدمة الناس، وبناء مدينة يشعر فيها الجميع بالانتماء إليها، وأن أصواتهم مسموعة».
وأكد عناني بأنه يمتلك خطة عمل واضحة لمعالجة التحديات المستدامة في المدينة، وعلى رأسها معضلة الفيضانات، وتدهور البنية التحتية، وغياب الشفافية في العقود والصفقات البلدية. وقال: «أهدافي واضحة، وهي تتلخص بمعالجة مشكلة الفيضانات عبر مشاريع بنية تحتية ذكية، وتحديث أنظمة المياه لضمان دقة الفواتير، وإصلاح الطرق حسب الحاجة»، واعداً بأنه سيعمل على إيقاف العمل بالعقود البلدية غير المعلنة، وضمان ربط كل دولار بالمصلحة العامة، بالإضافة إلى إنشاء بوابة إلكترونية للشفافية تتيح للسكان معرفة أين تصرف جميع الأموال.
وأردف: «سأُقيم اجتماعات في جميع أنحاء المدينة، وسأُزيل مظاهر الإهمال والتدهور، كما سأُعطي الأولوية للسلامة المرورية من خلال توفير برامج تثقيفية مجانية للسائقين المراهقين، والعمل على تهدئة حركة المرور في المناطق عالية الخطورة»، موضحاً بأن كل قرار من قراراته يتمحور حول تحقيق نتائج تلبي احتياجات المجتمع.
ورغم أن عناني منخرط في عديد المنظمات المحلية مثل «رابطة الأعمال الصغيرة في ميشيغن» و«مؤسسة عرب أميركا» و«غرفة التجارة الإقليمية بديترويت»، إلا أن أهم أدواره المجتمعية تتجلى –بحسب ما قال– في تواصله المباشر مع السكان، من خلال حضور الفعاليات المجتمعية، ودعم المشاريع المحلية الصغيرة، والاستماع إلى العائلات ومعرفة مشاكلها وتحدياتهم اليومية عن كثب.
وقال: «أعرف ما يواجهه السكان من تحديات، وأنا مستعد لنقل هذه المخاوف إلى البلدية.. قيادتي ستكون عملية، سريعة الاستجابة، ومبنية على الأفعال لا الأقوال، لأن التغيير الحقيقي يبدأ بالاستماع، ويتحقق بالتنفيذ».
وأكد عناني أنه سيُقدّم رؤيةً جديدةً للمدينة، في حال انتخابه رئيساً للبلدية، وقال: «سأقود المدينة نحو مستقبل أفضل، يقوم على الشفافية، والمحاسبة، وتحقيق النتائج. أريد أن نبني مجتمعاً قائماً على الأمل والهوية والحب والتماسك. كلنا نحب هذه المدينة، ونريد أن يحبها أطفالنا أيضاً.. وهذا يبدأ بإصلاح ما تم تجاهله لسنوات».
واختتم عناني حديثه، قائلاً: «رؤيتي بسيطة، وهي تتركز حول مدينة تستمع وتتصرف وتُنجز ويشعر فيها كل مقيم، وكل حيّ، وكل عائلة، بأنهم مرئيون ومسموعون ومدعومون. فلقد حان الوقت لنتقدم إلى الأمام، معاً».
وسوف يخوض عناني الانتخابات التمهيدية في آب (أغسطس) القادم بمواجهة ثلاثة مرشحين آخرين، هم رئيس مجلس المدينة محمد (مو) بيضون وعضوة المجلس دينيز مالينوسكي–ماكسويل والخبيرة المصرفية لينا أرزوني. ليتأهل الفائزان بالمرتبتين الأولى والثانية إلى الجولة النهائية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، لخلافة رئيس البلدية الحالي بيل بزي.
Leave a Reply