ديترويت
رغم التحسن الكبير الذي شهدته ديترويت في مجالات متعددة خلال السنوات القليلة الماضية، تصدرت «عاصمة السيارات» قائمة أكثر المدن الأميركية توتراً وضغطاً نفسياً، وفقاً لمسح سنوي أجراه موقع «واليت هاب» WalletHub وشمل أكبر 182 مدينة أميركية في جميع أنحاء البلاد.
واستند المسح إلى 39 مؤشراً تنضوي تحت أربعة عناوين رئيسية، وهي ضغوط العمل والبطالة، الضغوط المالية، الضغوط العائلية، ومخاوف السلامة والصحة.
وبحسب الموقع، فإن ديترويت تعاني من أعلى معدل بطالة بين المدن الأميركية بنسبة بلغت 11.4 بالمئة. كما أن متوسط الدخل السنوي للأسر في المدينة، بعد تعديله وفقاً لتكلفة المعيشة، يُعد الأدنى عند 38 ألف دولار تقريباً. كما تعاني ديترويت من أعلى نسبة فقر بين المدن الأميركية الكبرى، حيث يعيش أكثر من 31.5 بالمئة من سكانها تحت خط الفقر.
كذلك، أفاد المسح بأن سكان ديترويت لديهم متوسط ائتماني منخفض جداً، يبلغ 624، وهو ما يُصنف ضمن فئة الائتمان السيء.
وفي إطار الضغوط الأسرية، سجلت ديترويت ثاني أعلى معدل انفصال وطلاق بين المدن الأميركية الكبرى، إلى جانب أعلى نسبة من الأسر التي تفتقد إلى الأب أو الأم. كما أن النشاط البدني لسكان المدينة منخفض للغاية، حيث احتلت ديترويت المرتبة السادسة من حيث معدل السمنة.
وفي حين يُعتبر غياب الأمان والسلامة العامة مصدر ضغط كبير آخر، تعاني ديترويت من أحد أعلى معدلات جرائم العنف في البلاد، على الرغم من التحسن الكبير الذي شهدته في السنوات القليلة الماضية.
وبالمجمل، حصلت ديترويت على مجموع 61.82 ، بعد تصنيفها في المركز 14 ضمن فئة ضغوط العمل، والمرتبة الثالثة في فئة ضغوط العمل والبطالة، والمرتبة الثانية في فئة الضغوط العائلية، والرابعة في الضغوط الصحية والأمنية.
وجاءت مدينة كليفلاند في ولاية أوهايو بالمركز الثاني ضمن التصنيف بمجموع 60.83 نقطة، تليها بالتيمور في ولاية ماريلاند (58.28 نقطة)، في حين كانت مدينة غراند رابيدز في غرب ولاية ميشيغن أفضل حالاً بكثير من ديترويت واحتلت المرتبة 140 من بين 182 مدينة أميركية شملها المسح بمجموع 37.68 نقطة.
وبينما يعتبر الضغط النفسي سمة ملازمة للحياة الحضرية في المدن الكبيرة، إلا أن بعض المتخصصين في الصحة النفسية يؤكدون أن التوتر ليس دائماً أمراً سلبياً، حيث أوضحت مجلة «علم النفس اليوم» أن مستويات التوتر الحاد والمؤقت –المعروفة باسم «الضغط الإيجابي»– قد تكون لها آثار محفزة ومفيدة في بعض الحالات، حيث تدفع الشخص للبقاء يقظاً ومنتبهاً، وتعزز من أدائه في مواقف محددة.
غير أن المشكلة تبدأ حين يتحول هذا التوتر إلى حالة مزمنة، تتجاوز قدرة الفرد على التكيّف معها، وتبدأ حينها آثاره السلبية بالظهور على الصحة الجسدية والنفسية. ولهذا، ينصح خبراء الصحة النفسية، الأفراد بمنح أنفسهم هامشاً من التسامح والرحمة في التعامل مع ضغوط الحياة، مع محاولة البحث عن الجوانب الإيجابية في الظروف الصعبة كوسيلة لتخفيف التوتر.
ويأتي هذا التصنيف في وقت تتزايد فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها المدن الأميركية الكبرى، ويعيد تسليط الضوء على الحاجة الملحة لدعم الصحة النفسية وتعزيز جودة الحياة، خصوصاً في المناطق الأكثر هشاشة وضعفاً اقتصادياً مثل ديترويت.
Leave a Reply