واشنطن
اعترف زعيم منظمة J Street اليهودية الأميركية، بالإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وهو ما يعد تحولاً في خطاب إحدى أبرز المنظمات الصهيونية الليبرالية في الولايات المتحدة.
وقال رئيس المنظمة وأحد مؤسسيها، جيريمي بن عامي: «حاولت التهرب والدفاع عندما طُلب مني وصف هذه المجزرة بالإبادة الجماعية. إلا أنني اقتنعت بعقلانية وبالحجج القانونية والأكاديمية بأن المحاكم الدولية ستثبت يوماً ما أن إسرائيل انتهكت الاتفاقية الدولية للإبادة الجماعية». وأضاف في نشرة بريدية أصدرها الأحد الماضي أنه لن يجادل بعد اليوم أولئك الذين يصفون ما يحدث في غزة بالإبادة، ولا يمكنه أن يفعل ذلك.
ويأتي هذا الاعتراف بعد أيام من ظهور بن عامي في برنامج «أنقذوا العالم» في مناظرة مع الصحفي مهدي حسن، حيث رفض مراراً وصف تصرفات إسرائيل في غزة بالإبادة الجماعية على الرغم من إلحاح حسن واستشهاداته بالقانون الدولي.
وأوضح بن عامي أنه كان يرفض هذا الاعتراف «بسبب الثقل الكبير الذي تحمله هذه الكلمة بالنسبة للشعب اليهودي»، خاصة بالنسبة له وهو ابن أحد الناجين من الإبادة النازية. وأضاف: «هوية الضحية التي بنتها إسرائيل على مر الأجيال تغذي الآن إنكارها للإبادة في غزة».
ووفقاً لصحيفة «هآرتس»، لم تذهب أي جماعة يهودية كبرى أخرى إلى هذا الحد في معالجة مسألة الإبادة الجماعية للفلسطينيين تحت أنظار العالم.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن بعض الجماعات اليهودية «التقدمية» ومن بينها «أصوات يهودية من أجل السلام» و«إن لم يكن الآن»، تستخدم هذا المصطلح منذ فترة طويلة، لكن تصريح بن عامي يُعد الاعتراف الأكثر صراحة من قيادي يهودي بارز في الولايات المتحدة. وأضافت أن بن عامي «وصف الخسائر التي خلفتها الحرب بعبارات صارخة: تدمير البنية التحتية في غزة، وحرمان السكان من الغذاء والضروريات الأساسية، والنزوح القسري للمدنيين». وكتب القيادي الصهيوني أن «وصمة هذا الفعل الشنيع ستظل إلى الأبد على عاتق الشعب اليهودي لأننا لم نوقف هذا الأمر. والتزم الكثيرون منا الصمت المطبق».
Leave a Reply