ديربورن تستعرض أربعة تصاميم أولية لتطوير شارع وورن: مقترحات هندسية لإنسيابية حركة المرور وتعزيز السلامة والحركة التجارية

ديربورن

بحضور مسؤولين من الشركات الهندسية المتعاقدة وأصحاب أعمال وسكان المنطقة، عقدت بلدية ديربورن، الثلاثاء الماضي، آخر جلساتها العامة لمناقشة التصاميم الهندسية المقترحة لإعادة تصميم شارع وورن التجاري تمهيداً لاختيار المخطط المبدئي للمشروع بحلول الشتاء المقبل قبل إجراء التعديلات عليه وإصدار نسخته النهائية بحلول خريف العام 2026 الذي سيشهد أيضاً اختيار المقاولين لتنفيذ المشروع الذي تم إطلاقه في بداية العام الجاري بكلفة تقدر بأكثر من 31 مليون دولار.

ويأتي تطوير الكوريدور الحيوي، الممتد من طريق غرينفيلد ولغاية طريق وايومنغ، ضمن مساعي بلدية ديربورن لإجراء تحسينات شاملة على الشريان التجاري الحيوي في شرق المدينة، حيث تتطلع البلدية إلى تقليل الازدحام المروري وتسهيل الحركة التجارية، عبر إنشاء مسارات مخصصة وآمنة للمشاة وراكبي الدراجات الهوائية، وكذلك تحسين المشهد الحضري من خلال زيادة المساحات الخضراء وزراعة الأشجار وتكثيف الإنارة العامة بما يعزز الشعور بالأمان خلال الليل، بالإضافة إلى تجميل واجهات المباني التجارية بما يبرز الطابع الجمالي والتناغم الثقافي في الشارع الذي شهد تحولات عميقة خلال العقود الأخيرة، والذي أمسى وجهة حيوية لسكان المجتمع المحلي وزوار المدينة من داخل وخارج ولاية ميشيغن.

وكانت مدينة ديربورن قد حصلت على نحو 25 مليون دولار عبر برنامج «طرق وشوارع آمنة للجميع» لدى وزارة النقل الأميركية، بغرض تطوير وإعادة هيكلة الشارع التجاري الأكثر ازدهاراً في ديربورن، وكذلك «الأكثر تعرضاً للحوادث المرورية في مقاطعة وين»، بحسب مسؤولي البلدية التي ستنفق حوالي سبعة ملايين دولار من خزانتها على المشروع، وتحديداً على إنشاء المساحات الخضراء ودعم أصحاب المباني لتجديد واجهاتها بمنح تصل إلى ٢٠٠ ألف دولار للمبنى الواحد.

وخلال الاجتماع الذي انعقد في قاعة «بيبلوس» الكائنة عند تقاطع وورن وتشايس، أوضح رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود بأن إدارته حرصت على إشراك السكان وأصحاب الأعمال المحليين في إعادة تصميم الشارع من خلال عقد ثلاث جلسات عامة من أجل الحصول على أفضل رؤية مستقبلية للطريق الذي يضم عدة وصلات متفاوتة من حيث الانتشار التجاري والسكاني، وهي الوصلات الممتدة بين شارعي غرينفيلد وتشايس، ثم بين شارعي تشايس وشايفر، وشارعي شايفر وأوكمان، وأخيراً بين شارعي أوكمان ووايومنغ.

ولفت حمود إلى أن الحوار المجتمعي كان خيار المدينة الأول في إطار الجهود المبذولة لتحسين شارع وورن للوصول إلى «مخطط يضمن الراحة والسعادة للجميع»، لافتاً إلى الأهمية التجارية للشارع المزدحم بمختلف أنواع الأعمال والشركات، وضرورة مكافحة المخاطر المرورية التي تتسبب بحوادث مأساوية في عديد التقاطعات المرورية.

من جانبه، عرض آدم جايدن، على الحضور أربعة تصاميم محتملة لشارع وورن أفينو، شارحاً بإسهاب، إيجابيات وسلبيات كل مقترح على حدة. وجايدن هو نائب مدير المشروع لدى شركة OHM Advisors الاستشارية المتعاقدة مع بلدية ديربورن، والمكلفة بإعداد التصميم الهندسي الذي سيبدأ تنفيذه في عام 2027.

وأوضح جايدن بأن المقترحات الأربعة ترمي جميعها إلى انسيابية الحركة المرورية وتعزيز السلامة العامة ودعم مجتمع الأعمال التجارية من دون الضغط على تنقلات السكان المحليين، بالإضافة إلى الأخذ بعين الاعتبار كثافة الزوار في بعض المناسبات، لاسيما خلال أيام الجمعة التي تشهد توافد أعداد كبيرة لأداء الصلاة في مسجد «الهدى» القريب من تقاطع وايومنغ مما يتسبب بإرباك حركة المرور.

وأكد جايدن بأن التصميم النهائي سيلحظ مخاوف واقتراحات السكان وأصحاب الأعمال التجارية، ولكن ضمن رؤية هندسية أكثر شمولية وتطلعاً لتحقيق الأهداف الرئيسية للمشروع، والتي تتلخص بتحويل وورن إلى منطقة أكثر ازدهاراً وأماناً للسكان والزوار على حد سواء.

وتم عرض التصاميم الأربعة على شاشة كبيرة خلال كلمة جايدن، بالإضافة إلى عرضها كملصقات داخل قاعة «بيبلوس» حيث قام عدد من مسؤولي شركة OHM بالإجابة على أسئلة واستفسارات الحاضرين، بوجود مترجمين إلى العربية لغير الناطقين بالإنكليزية.

وفي ما يلي مقترح التصاميم الأربعة الأولية التي تقدمت بها الشركة المذكورة لشارع وورن أفينو:

■ المقترح الأول: يتضمن استبدال الحارات الأربع التي تشكل شارع وورن حالياً، بثلاثة مسارات فقط تضم مساراً في كل اتجاه بالإضافة إلى مسار مركزي للانعطاف، مع تحويل المساحات المكتسبة إلى أرصفة أوسع ومقاهٍ خارجية ومساحات مزروعة بالأشجار ما يخلق شارعاً أكثر أماناً وجاذبية للجميع، بحسب جايدن الذي أوضح بأن هذا المخطط يهدئ الحركة المرورية ويخفف من السرعات على طول الطريق ويتيح مجالات أكثر جدوى للانعطاف.

■ المقترح الثاني: يتضمن استبدال المسارات الأربعة بمسارين فقط (ذهاباً وإياباً) مع إنشاء العديد من الدوّارات عند التقاطعات الرئيسية على طول وورن أفينو، مما يوفر فرصاً أكبر لإنشاء جزر خضراء بين المسارين، وكسب مساحات إضافية للمشاة على جانبي الطريق.

■ المقترح الثالث: يتضمن إنشاء مسارات داخلية على طول الشارع للوصول إلى الأعمال المحلية والأحياء السكنية مع مسارات جانبية للوقوف والتحميل ما يسمح بعبور أقل انقطاعاً للمركبات مع الحفاظ على انسيابية حركة المرور في المسارات الخارجية التي يمكن استخدامها خلال الفعاليات والمناسبات لإنشاء مساحات للأغراض الأخرى.

■ المقترح الرابع: يحافظ هذا التصميم على المسارات الحالية مع إدخال تحسينات تتوخى السلامة العامة بما في ذلك إضافة معابر جديدة وجزر وسطية وتطوير التقاطعات المرورية بما يوفر مساحات إضافية لعبور المشاة وتقليل حوادث الاصطدامات الخلفية والجانبية.

تجدر الإشارة، إلى أن عدداً من السكان وأصحاب الأعمال المحليين تقدموا ببعض الاقتراحات لتطوير الكوريدور التجاري، من بينها إضافة إشارات مرورية على طول الشارع لتأمين عبور المشاة (إشارة تعمل بالأزرار بدل الإشارات المبرمجة)، وتكثيف دوريات الشرطة لمخالفة منتهكي القواعد المرورية، وغيرها من الاقتراحات الأخرى.

ويمكن للراغبين بمشاركة رؤيتهم المستقبلية لشارع وورن أفينو أن يتقدموا بآرائهم من خلال نافذة مخصصة على الموقع الإلكتروني الذي أنشئ خصيصاً لمواكبة الخطوات الرامية لتطوير الكوريدور التجاري، على العنوان الإلكتروني التالي: www.transformwarrenave.com