ديربورن هايتس
على أثر ردود الفعل المتباينة، سارعت مدينة ديربورن هايتس، الأسبوع الماضي، إلى سحب تصميم جديد لشارة الشرطة المحلية يحمل عبارة «شرطة ديربورن هايتس» باللغة العربية، إذ أكد رئيس البلدية، بيل بزي، أن التصميم المقترح كان مجرد نقاش داخلي بين بعض أعضاء إدارة الشرطة، وما كان ينبغي نشره أو تقديمه كنموذجٍ أوليٍّ رسمي.
وقامت شرطة ديربورن هايتس بحذف المنشور بعد يومين فقط من رفعه على موقع «فيسبوك»، حيث قالت إن الشارة الجديدة «تعكس وتكرم تنوع مجتمعنا» وإنها ستكون اختيارية لضباط الدائرة الذين يرغبون بوضعها على بزتهم الرسمية.
وجاء في المنشور المحذوف: «يخدم ضباطنا جميع أفراد مجتمعنا بفخر، وهذا التصميم الجديد هو طريقة أخرى نواصل من خلالها الاحتفاء بالثقافات الغنية التي تجعل مدينتنا فريدة».
وكتب بزي في منشورٍ لاحق على صفحة شرطة ديربورن هايتس على «فيسبوك»: «كان مشروع الشعار نقاشاً داخلياً… ولم يُطرح للموافقة أو لمزيدٍ من المراجعة».
وأضاف أنه «في حال بذل جهود رسمية كهذه لإجراء أي تغييرات على زي الشرطة، فإن هدفنا هو إشراك مختلف الجهات المعنية داخل إدارة الشرطة في نقاش أوسع، لضمان إشراك الجميع. ولأننا إدارة شرطة واحدة، فإن زي كل فرد يمثل إدارة شرطة ديربورن هايتس ككل، وبالتالي يستحق المراجعة والمساهمة من الجميع».
ورغم ذلك، جدد بزي ثقته بقائد الشرطة أحمد حيدر المسؤول عن الإعلان، مثنياً على جهوده في إشراك المجتمع.
غير أن رئيس مجلس المدينة والمرشح لمنصب رئيس البلدية، مو بيضون، انتقد عبر منشور له على «فيسبوك»، طريقة إطلاق الشارة الجديدة التي وصفها بأنها «معيبة للغاية».
وكتب بيضون: «لم يتم إبلاغ مجلس المدينة، ولا الزملاء في الشرطة، ولا الجمهور العام، بشكل مسبق»، منتقداً بشدة، الإعلان عن الشارة الجديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، «دون مشاركة المجتمع أو التواصل داخل حكومة المدينة». وأضاف أن نقص الشفافية لم يؤد إلى «الارتباك والانقسام» فحسب، وإنما «الأمر الأكثر إثارة للقلق أنه أدى إلى تهديدات لحياة الضباط، ولإدارة شرطة ديربورن هايتس بأكملها»، حسب تعبيره.
من جانبها أصدرت جمعية ضباط شرطة ديربورن هايتس بياناً، انتقدت فيه قائد الشرطة لنشره الشارة المقترحة التي صممتها الضابطة في قسم الشرطة، أميلي مردوخ.
وأوضح بيان الجمعية أن مردوخ تواصلت مع حيدر، وأرسلت إليه صورةً مُعدّلةً لشارة شرطة ديربورن هايتس باللغة بالعربية، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي من التصميم الجديد هو «توفير شارة تذكارية لضباط ديربورن هايتس لارتدائها خلال شهر رمضان، دعماً للمجتمع المسلم».
وأردف البيان أن حيدر سارع إلى «تقديم هذه الفكرة، حسنة النية، على وسائل الإعلام»، وبدلاً من اعتماد الشارة بقصد الاحتفال بشهر رمضان حصراً، قدمها قائد الشرطة للجمهور كـ«شارة اختيارية لجميع عناصر الإدارة على مدار العام».
ولفتت الجمعية إلى أن هذا الإجراء «جعل العديد من ضباطنا يشعرون بالتمييز داخل إدارة الشرطة»، موضحة أنها ناقشت قلق الضباط مع حيدر الذي نفى جدية تلك المخاوف وتجاهل التداعيات السلبية المحتملة التي قد تترتب عليها، حسب تعبير الجمعية.
وقالت الجمعية إن منذ «البيان الإعلامي المتهور للقائد حيدر، تلقت الضابطة مردوخ وشرطة ديربورن هايتس بأكملها، «تهديدات وانتقادات لا حصر لها».
وعند الإعلان عن الشارة عبر صفحتها على «فيسبوك»، كتبت إدارة الشرطة: «نفخر بإبداع الضابطة مردوخ وتفانيها في مساعدة دائرتنا على تمثيل مَن نخدمهم بشكل أفضل». وأضافت: «يخدم ضباطنا جميع أفراد مجتمعنا بفخر، وهذا التصميم الجديد هو وسيلة أخرى نواصل من خلالها الاحتفاء بالثقافات الغنية التي تُضفي على مدينتنا طابعاً فريداً».
وتضم ديربورن هايتس نسبة متزايدة من العرب الأميركيين الذين باتوا يشكلون حوالي 40 بالمئة من إجمالي سكان المدينة البالغ عددهم نحو 63 ألف نسمة.
إلا أن ذلك لم يمنع مردوخ ومسؤولي الدائرة من تلقي سيلاً من الانتقادات عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، رفضاً للشارة الجديدة رغم كونها اختيارية.
Leave a Reply