ديربورن توقف ضابط شرطة عن العمل بسبب طريقة تفاعله مع حيدر الفداوي قبل ساعات من دهسه
ديربورن
قالت شرطة ديربورن إنها أوقفت أحد ضباطها عن العمل، استناداً إلى تحقيق داخلي أظهر تقصيره الفاضح في التعامل مع شكوى مواطن تعرّض للدهس المتعمد بعد ساعات قليلة من زيارته إلى مقر الشرطة للتعبير عن مخاوفه بشأن سلامته والتحقق من مصير بلاغ سابق.
وتعود قضية الشرطي إلى حادثة دهس حيدر الفداوي (40 عاماً) –المعروف باسم «زلزال»– والذي مازال يقبع في المستشفى منذ تعرضه للدهس في غرب ديربورن مساء السبت 23 آب (أغسطس) الماضي.
وكان الفداوي قد قصد مقر شرطة ديربورن في وقت سابق من اليوم نفسه، لمراجعة الدائرة بشأن مصير شكوى سابقة إثر تعرضه للضرب على يد مجموعة من الأشخاص مساء 21 أغسطس الماضي، معرباً لضابط الشرطة عن قلقه البالغ من محاولة قتله.
وفي مقطع فيديو صوّره الفداوي خلسةً بواسطة هاتفه، وقام بنشره عبر الإنترنت، يمكن سماع الضابط وهو يجيب الرجل العراقي الأصل بفظاظة واستهزاء، مطالباً إياه بمراجعة الدائرة يوم الاثنين التالي.
وبحسب الفيديو، سأل الفداوي عما يجب فعله إذا حاول أحدهم قتله مرة أخرى قبل يوم الاثنين، فأجاب الضابط: «اتصل بنا».
ثم سأل الفداوي مستعجباً: «بعد أن يقتلوني، هل أتصل بك؟»، فرد الضابط بالقول: «بالتأكيد».
وقال قائد شرطة ديربورن عيسى إن الضابط، الذي لم يُكشف عن اسمه، سيقضي فترة إيقافٍ عن العمل بدون راتبٍ وسيخضع لتدريبٍ إضافي قبل السماح له بالعودة إلى عمله.
وأوضح شاهين أن القرار اتُخذ بعد تحقيقٍ داخليٍّ أجرته الدائرة، بناء على توجيهات رئيس البلدية عبدالله حمود.
وقال قائد الشرطة: «بعد مراجعةٍ دقيقة، تبيّن أن هذا التفاعل لم يعكس معايير الخدمة التي يتوقعها مجتمعنا ويستحقها» مؤكداً التزام إدارته «بالمساءلة وتقديم أعلى مستويات الاحترافية لمجتمعنا».
وتوجه شاهين إلى سكان ديربورن بالشكر «على صبرهم وتفهمهم أثناء التحقيق في هذه الحادثة ومراجعتها»، مشدداً على أن الدائرة «تأخذ مخاوف السكان على محمل الجد»، وتلتزم بتعزيز الثقة بينها وبين والمجتمع الذي تخدمه.
وقال شاهين: «مع أن هذه الحادثة تُذكرنا بأنه يجب علينا كإدارة أن نسعى دائماً للأفضل، إلا أنني أود أيضاً أن أُشيد بالأثر الإيجابي الهائل الذي يُحدثه ضباطنا يومياً من خلال أعمال الخدمة، وحل المشكلات، والتفاني الصادق في الحفاظ على سلامة ديربورن».
يذكر أن المتهم بدهس الفداوي، يدعى مرتضى جبار الأزيرج (38 عاماً)، وهو يقبع في السجن بانتظار مثوله مجدداً أمام القضاء الذي حدد له كفالة بقيمة 750 ألف دولار نقداً للإفراج عنه.
ويواجه الأزيرج –الذي كان على معرفة سابقة بالضحية– تهم الاعتداء بقصد القتل، والاعتداء بقصد إلحاق أذى جسدي جسيم أقل من القتل، والاعتداء الجنائي باستخدام سيارة، وهي تهم قابلة للتشديد لغاية القتل العمد، في حال وفاة الفداوي الذي مازال يرقد في غيبوبة مستمرة موصولاً بأجهزة التنفس الاصطناعي، لغاية إعداد هذا التقرير.
ويظهر مقطع فيديو مصور لعملية الدهس، سيارة داكنة اللون تنحرف نحو الاتجاه المعاكس من شارع ميشيغن أفنيو، قبل أن تزيد سرعتها بشكل ملحوظ، وتستهدف الفداوي الذي كان يعبر الشارع سيراً على الأقدام، قرب تقاطع هاو، حوالي الساعة 10:45 مساء.
وعثرت الشرطة على الفداوي غائباً عن الوعي وسط الشارع حيث تم نقله على الفور إلى مستشفى محلي وهو في حالة حرجة للغاية، علماً بأن الضحية كان قد فقد ابنته بتول، البالغة من العمر ست سنوات، في حادث صدم وفرار آخر على شارع بينغهام في ديربورن عام 2021، ومازال الفاعل مجهولاً.
وتبين أن الأزيرج الذي اتصل بالشرطة لتسليم نفسه، مطلوب أصلاً بموجب مذكرتي توقيف بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول وحيازة مخدرات خطيرة.
وبحسب التحقيقات، أفادت الشرطة أن المتهم والضحية كانا يعرفان بعضهما البعض منذ أكثر من 20 عاماً، ويبدو أن الهجوم نابع من نزاع مالي بينهما.
Leave a Reply