ديربورن
أحيت «مؤسسة الأمل الاجتماعية» مساء الأحد الفائت، الذكرى السنوية لتغييب الإمام موسى الصدر في قاعة «الصفوة» بمؤسسة «إمام» في غربي ديربورن بحضور فعاليات دينية وسياسية وأهلية، بالإضافة إلى حشد كبير من أبناء الجالية اللبنانية في منطقة ديترويت.
ويصادف هذا العام الذكرى السابعة والأربعين لتغييب مؤسس حركة «أمل» اللبنانية ومرشدها الروحي، السيد موسى الصدر، ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين، الذين يتهم نظام العقيد الليبي معمر القذافي بإخفائهم وسط ظروف غامضة في 31 آب (أغسطس) 1978.
واستُهلّ الاحتفال بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها القارئ محمد الزين، ثم النشيدين الأميركي واللبناني، وكذلك نشيد حركة «أمل» التي أسسها الصدر في عام 1975 باسم «أفواج المقاومة اللبنانية»، كذراع عسكرية لـ«حركة المحرومين» التي أطلقها في العام السابق بهدف تحقيق المساواة بين جميع الأطراف اللبنانية، وتحديداً الطائفة الشيعية التي كانت مهمشة سياسياً والأفقر والأشد إهمالاً من قبل الحكومة اللبنانية.
وعبر كلمة مصوّرة، نقل نائب رئيس حركة «أمل» هيثم جمعة تحيات رئيس الحركة ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إلى المغتربين اللبنانيين في منطقة ديترويت وعموم الولايات المتحدة، مشيداً بإسهاماتهم السياسية والاقتصادية في دعم الوطن الأم وتعزيز وحدته الوطنية، حيث تميزت مسيرته بالانفتاح على مختلف الطوائف اللبنانية.
وأوضح جمعة بأن غياب الصدر منذ حوالي نصف قرن لم يُطفئ حضور الإمام المغيب بقدر ما عمّقه في وجدان وقلوب مناصري ومحازبي حركة «أمل» حتى بات بوصلة تهتدي به الأجيال اللبنانية كلما ضاقت السبل وعصفت الأزمات بلبنان، وقال إن «الإمام الصدر لم يكن مجرد قائد سياسي أو عالم دين، بل قلب نابض بالإنسانية، وصوت صارخ بالحق، وسلاح للفقراء والمحرومين».
ولفت جمعة إلى المخاطر المحدقة بوطن الأرز في الوقت الحاضر، في إشارة إلى الحراك السياسي الرامي إلى نزع سلاح المقاومة اللبنانية، موضحاً بأن لبنان يمر حالياً «بمرحلة تكاد تكون من أخطر المراحل التي مر بها منذ الاستقلال وحتى اليوم»، ومجدداً الدعوة إلى تمتين الوحدة الوطنية بين جميع الشرائح والمكونات اللبنانية، بما في ذلك المغتربون في الانتشار اللبناني عبر العالم.
وقال جمعة في الإطار: «نحن بحاجة إلى تعاون الجميع، في الداخل والخارج، وندعو جميع اللبنانيين، وخاصة العاملين في الحقل العام، إلى العودة جميعاً إلى لغة العقل وإلى الخطاب الذي ألقاه دولة الرئيس نبيه بري في الذكرى السابعة والأربعين لغياب سماحة الإمام الصدر، الذي طالب بالعودة إلى الانفتاح والحوار وتغليب منطق الدولة ومراعاة مصلحة وسيادة وكرامة لبنان ومستقبل الشعب اللبناني».
من جانبه، نائب رئيس «مؤسسة الأمل الاجتماعية» في منطقة ديربورن، محمد منصور، أوضح بأن يوم 31 أغسطس من كل عام «ليس مجرد ذكرى سنوية للبكاء والتضرّع لعودة الصدر، بل محطة لتجديد القسم والعهد والدفاع عن النهج الذي رسّخه حفيد الأئمة والأنبياء، مؤسس حركة أمل السيد موسى الصدر، وحامل الأمانة الرئيس نبيه بري»، على حد تعبيره.
وأشاد منصور بقيم العدالة والتحدي والمقاومة التي بثّها الإمام الصدر في المشهد السياسي اللبناني منذ أواسط سبعينيات القرن المنصرم، وقال إنها «مبادئ العزة التي لا تقهر»، والتي استلهمها الإمام المغيب من «محراب الإمام عليّ ليزرعها في جبل عامل»، مؤكداً بأن تلك المبادئ والقيم تمثل منارة وبوصلة لجميع اللبنانيين.
إمام مؤسسة «إمام» في غربي ديربورن السيد باقر الكشميري ألقى كلمة باسم المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني أكدت على أن تغييب الإمام الصدر ليس «قضية سياسية أو شيعية أو لبنانية فحسب، بل هي قضية أخلاقية وإنسانية»، مضيفاً بأنها قضية عالم أراد أن يكوت صوتاً لجميع المحرومين والمستضعفين داخل وخارج لبنان، داعياً إلى تكثيف الجهود الدولية للكشف عن مصيره.
وأوضح الكشميري بأن سنوات الغياب الطويلة لم تخفف من حضور ووهج «الراية التي التف حولها المختلفون، والقامة الوطنية التي جمعت اللبنانيين إبان الحرب الأهلية اللبنانية»، وقال إن «الصدر لم يكن زعيماً شيعياً، بل صوت عابر للحدود السياسية، وضمير للإنسانية جمعاء».
وتضمن الحفل الذي قدمه الناشط غسان عون عرضاً مسرحياً لكشافة الأمل، للتعريف بشخصية الإمام موسى الصدر، بالإضافة إلى قصيدة للشيخ فاضل الربيعي استحضر فيها شمائل وتضحيات الإمام المغيب.
Leave a Reply