ترامب يتّهم مسكّن التايلينول بزيادة خطر الإصابة بالتوحد .. ويحذّر الحوامل من تناوله
واشنطن
أوصى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين الماضي، النساء الحوامل بعدم تناول عقار «تايلينول» المعروف عالمياً باسم «باراسيتامول»، متهماً مسكن الآلام الواسع الاستخدام بأنه «قد يكون على صلة بارتفاع شديد لخطر الإصابة بالتوحّد»، فيما سارعت وكالات صحية دولية، من بينها الاتحاد الأوروبي ومنظمة الصحة العالمية، إلى تأكيد سلامة تناول «الباراسيتامول» أثناء الحمل، نافية التحذيرات الأميركية التي تربط بين المسكن الشهير والإصابة بالتوحد.
وقال ترامب خلال كلمة بمناسبة الإعلان عن الدواء الجديد للتوحد ودور «الباراسيتامول» في تفشي هذا المرض، إن مجتمعات الأميش والكوبيين لا تعرف التوحد بسبب عدم استخدام هذا العقار.
ووافقت السلطات الأميركية على علاج لبعض أشكال التوحد، حيث أعلنت الوكالة الأميركية للأغذية والأدوية (أف دي أي) عن موافقتها على تناول حمض الفولينيك لمعالجة بعض أشكاله، في خطوة واعدة جدّاً لكنها تتطلّب مزيداً من الأبحاث، بحسب الخبراء.
وقالت وزارة الصحة الأميركية إن حمض الفولينيك علاج «واعد لكن لا بدّ من الإشارة» إلى أنه «ليس علاجاً يشفي من التوحّد لكنه قد يسمح ببساطة بتحسين القدرة على الكلام» في بعض أشكال المرض. وكانت إدارة ترامب قد وعدت في وقت سابق من هذا العام بالكشف عن أسباب ما سمته «وباء التوحد» في وقت قياسي.
من جانبها، أكدت وكالات صحية في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا سلامة تناول عقار الباراسيتامول أثناء الحمل، كما قالت منظمة الصحة العالمية إن الأدلة على وجود صلة لا تزال غير متسقة، وحثّت على توخي الحذر في استخلاص النتائج.
وذكرت وكالة الأدوية الأوروبية أنه لا يوجد دليل جديد يستدعي إجراء تغييرات على التوصيات الحالية المطبقة في المنطقة بشأن استخدام الباراسيتامول.
وقالت وكالة الأدوية الأوروبية في بيان لرويترز «لم تجد الأدلة المتاحة أي صلة بين استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل والتوحد»، مضيفة أنه يمكن استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل عند الحاجة ولكن بأقل جرعة ووتيرة.
وصرح الناطق باسم منظمة الصحة العالمية طارق غاساريفيتش خلال مؤتمر صحفي دوري، رداً على سؤال حول تصريحات الرئيس الأميركي، أن «بعض الدراسات القائمة على الملاحظة أشارت إلى وجود ارتباط محتمل بين التعرض للباراسيتامول قبل الولادة والتوحد، لكن الأدلة لا تزال غير متسقة». وأضاف: «لم يُثبت العديد من الدراسات وجود مثل هذه العلاقة»، داعياً إلى «الحذر قبل الاستنتاج بوجود علاقة سببية» بين الباراسيتامول والتوحد.
ويُنصح باستخدام الباراسيتامول أو الأسيتامينوفين للنساء الحوامل لعلاج الألم أو الحمى، أما الأدوية الأخرى مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين فهي ممنوعة، لا سيما في فترات متأخرة من الحمل.
وتحدث الرئيس الأميركي بإسهاب عن اللقاحات أيضاً، داعياً إلى تغييرات في جدول تطعيم الأطفال، ومؤكداً أن الأشخاص الذين لم يتلقوا التطعيم أو يتناولوا هذه الأدوية لا يصابون بالتوحد.
ورد الناطق باسم منظمة الصحة العالمية على تصريحات ترامب قائلاً: «اللقاحات تنقذ الأرواح، نحن نعلم ذلك. اللقاحات لا تسبب التوحد». وأضاف: «أنقذت أرواحاً لا تحصى. هذا أمر أثبته العلم ولا ينبغي التشكيك فيه»، داعياً القادة إلى اتباع توصيات السلطات الصحية.
وذكّر غاساريفيتش بأن «العلم موجود لتقديم الأدلة التي توجه السياسات حول العالم»، موضحاً أن «خطر الإصابة يتزايد بشكل كبير، ليس فقط لدى الأطفال بل لدى المجتمع بأكمله، عندما تتأخر جداول التطعيم أو تتعطل أو تتغير من دون التحقق من الأدلة».
ورغم ازدياد حالات التوحد في العقود الأخيرة بالولايات المتحدة، ينفي العديد من العلماء وجود وباء، مسلّطين الضوء على تحسن القدرة على التشخيص. وقال الناطق باسم منظمة الصحة العالمية إن نحو «62 مليون شخص يعانون اضطراب طيف التوحد في مختلف أنحاء العالم، وكمجتمع دولي علينا مضاعفة جهودنا لفهم أسبابه».
Leave a Reply