ديربورن هايتس
تشهد مدينة ديربورن هايتس في انتخابات الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، أربع سباقات محلية مختلفة، على رأسها، سباق رئاسة البلدية بين رئيس مجلس المدينة الحالي مو بيضون، وعضوة المجلس الحالية دينيز مالينوسكي ماكسويل، فيما يتنافس خمسة مرشحين آخرين في سباق محتدم على أربعة مقاعد مفتوحة في مجلس المدينة المكون من سبعة مقاعد.
كذلك، تجري منافسة على منصب أمين الخزانة، بين الأمينة الحالية ليزا هيكس كلايتون والمرشح العربي الأميركي مهدي بيضون. أما السباق الرابع والأخير فتخوضه كليرك المدينة، لين سينيا، من دون منافس، مما سيمكنها من الاحتفاظ بمنصبها لأربع سنوات إضافية.
بيضون.. المرشح الأقوى
تستعد مدينة ديربورن هايتس التي تضم زهاء 62 ألف نسمة، لانتخاب قيادة جديدة للمدينة خلفاً لرئيس البلدية المستقيل بيل بزي الذي آثر عدم الترشح للاحتفاظ بمنصبه، عقب تسميته –من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب– سفيراً للولايات المتحدة لدى تونس، وهو قرار صادق عليه مجلس الشيوخ الأميركي، يوم الثلاثاء الماضي.
وفتح خروج بزي من المشهد السياسي، المنافسة على مصراعيها بين أربعة مرشحين خلال جولة التصفيات في آب (أغسطس) الماضي، والتي أظهرت علو كعب رئيس مجلس المدينة مو (محمد) بيضون على سائر المنافسين، بنيله 59 بالمئة من أصوات الناخبين (4,163 صوتاً)، مقابل 27 بالمئة لأقرب منافسيه، دينيز مالينوسكي ماكسويل، التي تأهلت إلى الجولة النهائية بحلولها في المركز الثاني بمجموع 1,913 صوتاً، على حساب لينا أرزوني وحسين عناني اللذين حلّا في المركزين الثالث والرابع بنسبة 7.7 و6.7 بالمئة على التوالي.
وجاء فوز بيضون العريض في الجولة التمهيدية متوقعاً نظراً لمروحة الدعم الواسعة التي تحظى به حملته الانتخابية، سواء من السياسيين المحليين أو النقابات العمالية والشرطة والإطفاء. وتشمل قائمة داعمي بيضون، أغلبية أعضاء مجلس ديربورن هايتس وأمينة خزانة المدينة ليزا هيكس كلايتون، والنائبين عن منطقة ديربورن في مجلس ميشيغن التشريعي، العباس فرحات وأرين بيرنز، والمفوّضَين في مجلس مقاطعة وين، سام (حسان) بيضون وديفيد كنيزيك، بالإضافة إلى أغلبية أعضاء مجلس «كريستوود» التعليمي وعضوين من مجلس منطقة «دي 7» التعليمية، إلى جانب دعم ثلاثة أعضاء سابقين في مجلس المدينة، من بينهم رئيس المجلس السابق دايف (وسيم) عبدالله.
ويخوض بيضون (35 عاماً) حملته الانتخابية الأولى لرئاسة البلدية، تحت شعار تقديم مصلحة سكان ديربورن هايتس على مصالح السياسيين، علماً بأن المرشح اللبناني الأصل، الذي أصبح رئيساً للبلدية بالإنابة عقب استقالة بزي الأسبوع الماضي، كان قد حقق فوزاً كبيراً في أولى تجاربه الانتخابية عام 2021 عندما حسم سباق مجلس المدينة بنسبة 70 بالمئة من الأصوات، مما مكّنه من الاحتفاظ بمقعده لولاية جزئية من سنتين بعد أشهر قليلة من تعيينه في أحد المقاعد الشاغرة.
وفي 2023، أعيد انتخاب بيضون لولاية كاملة من أربع سنوات ما مهد الطريق أمامه لتولي رئاسة المجلس منذ ذلك العام، بعد تصدره السباق على حساب سائر المرشحين بمن فيهم، منافسته الحالية على رئاسة البلدية، ماكسويل، التي جاءت حينها بالمركز الثاني في السباق على ثلاثة مقاعد.
وتميّزت فترة خدمة بيضون في المجلس البلدي، بتصدّيه لسياسات رئيس البلدية الحالي بيل بزي الذي دعم –بدوره– ترشيح لينا أرزوني بمواجهته في الجولة التمهيدية دون أن يحالفها الحظ.
وخلال السنوات الماضية، نشبت خلافات عديدة بين رئاسة البلدية ومجلس المدينة حول العديد من القضايا المثيرة للجدل، بما في ذلك، إصلاح دائرة الشرطة وتغيير قياداتها والتفرد بالتعيينات في مختلف دوائر المدينة، فضلاً عن الخلافات حول الميزانية ورواتب ومزايا الموظفين وغيرها من القضايا الخلافية التي تسببت بمعارك سياسية وقانونية بين مسؤولي المدينة.
وأدت الخلافات إلى تقليص حاد في ميزانية المدينة انخفاضاً إلى 56 مليون دولار للسنة الحالية، مقارنة بنحو 100 مليون دولار في السنة السابقة.
ويدعو بيضون إلى مزيد من الشفافية وإشراك سكان ديربورن هايتس في آليات اتخاذ القرار، مؤكداً أنه سيمثل قيادة قوية وثابتة وسيعمل على تنحية الخلافات والدفاع عن مصالح السكان.
والجدير بالذكر أن بيضون نشأ في ديربورن هايتس وتخرج من ثانوية «كريستوود» فيها، قبل أن يواصل تعليمه الأكاديمي في جامعتي «وين ستايت» و«ميشيغن سنترال» حيث حاز على شهادة بكالوريوس في الآداب وماجستير في الإدارة العامة.
وشارك بيضون في تأسيس وملكية عدد من الأعمال التجارية في ديربورن هايتس، وهو متزوج من الدكتورة ليلى بيضون ولهما طفلان، علي ومدينة.
حظوظ ماكسويل
منذ إعلان ترشحه لرئاسة البلدية، تميزت حملة بيضون بديناميكية واضحة من خلال إقامة الفعاليات الانتخابية الحاشدة وجذب الداعمين. في المقابل لا تبدي حملة ماكسويل، الحيوية ذاتها، إذ تفتقر الحملة حتى إلى موقع إلكتروني خاص، مما يوحي بمزيد من الشكّ حول جدّية ترشيحها، لاسيما وأن ماكسويل –حتى في حال خسارتها– يمكنها أن تحتفظ بعضوية مجلس المدينة حتى نهاية العام 2027، على عكس ما تعرضت له في حملتها الأولى لرئاسة البلدية عام 2021، حين مُنيت بهزيمة قاسية على يد بزي الذي حصد 72 بالمئة من الأصوات مقابل 28 بالمئة.
وآنذاك، كانت ماكسويل في عزّ صعودها السياسي، حيث كانت تترأس مجلس المدينة الذي انضمت إليه مطلع عام 2018 كأكثر المرشحين حصداً للأصوات في انتخابات 2017. ولكن هزيمتها أمام بزي في انتخابات 2021 سرعان ما شكّلت انتكاسة صريحة لمسيرة ماكسويل التي خسرت في ذلك العام، الرهان على رئاسة البلدية إلى جانب خسارة عضوية مجلس المدينة، الذي اضطرت إلى مغادرته بمجرد انقضاء ولايتها بنهاية 2021، دون أن يسمح لها بالترشح للاحتفاظ مقعدها بسبب خوضها سباق رئاسة البلدية.
ولكن ماكسويل (65 عاماً) عادت إلى المشهد السياسي مجدداً بفوزها في انتخابات مجلس المدينة عام 2023 لتستعيد بذلك، مقعدها في المجلس مع بداية العام 2024، لولاية كاملة من أربع سنوات تنتهي بنهاية 2027.
وحلت ماكسويل آنذاك خلف بيضون في السباق، بمجموع 3,659 صوتاً مقابل 4,085 صوتاً لبيضون.
وترفع ماكسويل في حملتها لرئاسة البلدية، شعارات انتخابية فضفاضة تشمل تعزيز النظافة والسلامة العامة ومكافحة القيادة المتهورة وتحسين البنى التحتية ومعالجة فوضى البناء وآفة الفيضانات إلى جانب تعزيز شفافية الحكومة وتنشيط الاقتصاد المحلي.
وكما بيضون، نشأت ماكسويل في ديربورن هايتس وتخرجت من ثانوية «كريستوود» قبل أن تلتحق بكلية «هنري فورد» وتنال شهادة بإدارة الأعمال من جامعة «مادونا». وهي أم لثلاثة أبناء وقد قضت معظم حياتها المهنية في العمل بمجالات الاتصالات والعقارات.
سباق مجلس ديربورن هايتس
إلى جانب سباق رئاسة البلدية، سيُدلي الناخبون في ديربورن هايتس بأصواتهم في سباق مجلس المدينة، حيث يتنافس خمسة مرشحين على أربعة مقاعد مفتوحة في المجلس المكون من سبعة أعضاء.
وتضم قائمة المرشحين، ثلاثة أعضاء حاليين يسعون للاحتفاظ بمقاعدهم، وهم: حسن أحمد (نائب رئيس المجلس) ونانسي براير وتوم وينسل، بالإضافة إلى مرشحتين من خارج المجلس، هما، مارغريت كينغ ورايتشل لابوينت، اللتين تتطلعان إلى اقتناص مقعد العضو بوب كونستان الذي قرر عدم الترشح للاحتفاظ بمنصبه.
ونظراً لقلّة عدد المنافسين، لم تشهد ديربورن هايتس في أغسطس الماضي، جولةً تمهيدية لتصفية المرشحين على مقاعد مجلس المدينة، ما أدى إلى تأهلهم جميعاً إلى جولة نوفمبر القادم. وبحسب قانون الانتخابات في ميشيغن، يُستغنى عن إجراء الانتخابات التمهيدية في السباقات التي لا يتجاوز فيها عدد المرشحين ضعف عدد المناصب المفتوحة.
وفي جميع الأحوال، سوف يضطر المجلس الجديد المنبثق عن الانتخابات المقبلة إلى تعيين بديل مؤقت عن الفائز في معركة بيضون–ماكسويل على رئاسة البلدية.
وبالإضافة إلى بيضون وأحمد وماكسويل وبراير ووينسل وكونستان، يضم مجلس ديربورن هايتس أيضاً، العضو العربي الأميركي حسن صعب الذي تنتهي ولايته بنهاية 2027.
سباقان آخران
تتجه كليرك ديربورن هايتس الحالية، لين سينيا، للاحتفاظ بمنصبها لفترة جديدة من أربع سنوات لعدم وجود أى منافس لها، فيما يشهد سباق أمانة الخزانة في البلدية، منافسة بين مرشحين اثنين هما الأمينة الحالية ليزا هيكس كلايتون ومنافسها مهدي بيضون، وكلاهما تأهل إلى جولة نوفمبر تلقائياً لعدم وجود مرشحين آخرين.
Leave a Reply