مجلس الشيوخ الأميركي يوافق على تعيين رئيس بلدية ديربورن هايتس سفيراً للولايات المتحدة لدى دولة تونس

واشنطن

صادق مجلس الشيوخ الأميركي يوم الثلاثاء الماضي على قرار الرئيس دونالد ترامب بتعيين رئيس بلدية ديربورن هايتس بيل (بلال) بزي سفيراً للولايات المتحدة لدى دولة تونس.

وقدّم بزي استقالته من رئاسة بلدية ديربورن هايتس، رسمياً، مساء اليوم التالي في رسالة من ثماني صفحات، استذكر فيها إنجازات إدارته بمواجهة التحديات التي واجهت المدينة، وفي مقدمتها جائحة كورونا والفيضانات المتكررة، معرباً عن امتنانه للسكان على صبرهم ودعمهم. وكتب بزي: «بقلب حزين، أستقيل الآن من منصب رئيس بلدية ديربورن هايتس العظيمة»، شاكراً ثقة الرئيس ترامب لتوليته منصب السفيز الأميركي في تونس. 

وتمت الموافقة على تعيين بزي بأصوات الأعضاء الجمهوريين حصراً (51–47) في إطار حزمة ضمت 108 مرشحين لمناصب دبلوماسية في مختلف أنحاء العالم، من بينهم، السفير الجديد لدى لبنان ميشال عيسى.

وجاء التصويت الجماعي على قائمة التعيينات الدبلوماسية بفعل تغيير إجرائي أدخلته الأغلبية الجمهورية على قواعد مجلس الشيوخ لتسريع عملية تأكيد ترشيحات الرئيس دونالد ترامب للمناصب الدبلوماسية بعد أشهر من مماطلة الأقلية الديمقراطية.

واستُثني من القائمة رئيس بلدية هامترامك آمر غالب، الذي طالب الديمقراطيون بإخضاعه لتدقيق إضافي قبل التصويت على تعيينه سفيراً لدى دولة الكويت.

وكان الرئيس ترامب قد أعلن في 11 آذار (مارس) الماضي عن ترشيح بزي لشغل أعلى منصب دبلوماسي أميركي في دولة تونس الواقعة في شمال أفريقيا والبالغ عدد سكانها 12.3 مليون نسمة.

وجاء ترشيح بزي البالغ من العمر 62 عاماً، كمكافأة له من الرئيس ترامب تقديراً لدعم حملته الرئاسية في خريف 2024، إذ شارك بزي في عدة تجمعات انتخابية لحملة ترامب في ولاية ميشيغن المتأرجحة التي صبت أصواتها في صالح المرشح الجمهوري.

وعند الإعلان عن ترشيحه، أعرب بزي عن امتنانه لقرار ترامب، قائلاً: «من بين البلدان المتميزة التي زرتها على مر السنين، أشعر بإلفة كبيرة تجاه تونس وأعضاء البرلمان المحترمين فيها والأشخاص الذين التقيت بهم أثناء جولاتي في دور الأيتام ومؤسسات العمل النسائي والمدارس والعديد من الشركات».

وبفعل مماطلة الديمقراطيين في إجراءات الموافقة على تعيينات إدارة ترامب، استغرق الأمر حوالي ستة أشهر لمثول بزي أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وذلك يوم 3 أيلول (سبتمبر) الماضي، في جلسة وصفت بـ«السلِسة» نظراً لمسيرته الزاخرة بالخدمة العسكرية في الجيش الأميركي إلى جانب عمله في شركات كبرى بالقطاع الخاص، فضلاً عن خدمته العامة من خلال توليه رئاسة بلدية ديربورن هايتس وعضوية مجلس المدينة.

وقال بزي خلال مثوله أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، الشهر الماضي: «تسعى الولايات المتحدة إلى علاقة مثمرة ومفيدة للطرفين مع تونس، علاقة تعزز التعاون والفرص التجارية، وتقضي على التهديدات، وتعزز الاستقرار في المنطقة». وأضاف: «أتطلع إلى تعزيز صداقتنا الممتدة لأكثر من 200 عام مع تونس لتعزيز مصالحنا المشتركة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، واحتواء الهجرة غير الشرعية، وبناء علاقات اقتصادية وثقافية متينة».

وفي شهادته أمام لجنة الشيوخ، الشهر الماضي، أقرّ بزي بالتحديات التي تواجهها تونس، لكنه قال إنه زارها عدة مرات خلال مسيرته المهنية، سواءً كرئيس بلدية أو في القطاع الخاص، واصفاً إياها بمجتمع «نابض بالحياة» يتمتع أبناؤه بإمكانيات هائلة. 

ورغم تسميته من قبل الرئيس الجمهوري، تم تقديم بزي إلى لجنة العلاقات الخارجية من قِبل السناتور الديمقراطي عن ميشيغن، غاري بيترز، الذي أقرّ له بأنه في «وضع جيد » لتمثيل الولايات المتحدة في تونس، مشيراً إلى تاريخه في خدمة المجتمع كرئيس بلدية إلى جانب فترة خدمته في سلاح مشاة البحرية.

وقال بيترز: «طوال تلك الفترة، كان يتواصل بانتظام مع الدبلوماسيين وقادة الدول للتعاون في توزيع المساعدات الإنسانية، والتدريب على الدفاع، وإعادة بناء البنية التحتية الحيوية»، لافتاً إلى أن هذه الخبرات ستفيده كثيراً في منصبه الجديد.

وخدم بزي أكثر من 20 عاماً في سلاح المارينز وعمل مع السفارات والدبلوماسيين الأميركيين في العديد من بقاع الأرض بما في ذلك منطقة القرن الأفريقي والشرق الأوسط. وبعد ذلك عمل بزي في شركتي «بوينغ» للطيران و«فورد» للسيارات، قبل أن يخوض أولى تجاربه الانتخابية عام 2017 حين تم انتخابه لعضوية مجلس ديربورن هايتس.

وفي مطلع العام 2021 قرر مجلس المدينة تعيين بزي رئيساً مؤقتاً للبلدية لإكمال ولاية رئيس البلدية الراحل دان باليتكو الذي توفي أواخر عام 2020. وفي انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، ثبت ناخبو المدينة بزي في رئاسة البلدية لولاية كاملة من أربع سنوات تنتهي بنهاية العام الحالي.

ومع تقديم استقالته من رئاسة بلدية ديربورن هايتس، تنتقل مهام بزي مؤقتاً إلى رئيس مجلس المدينة، مو بيضون، علماً بأن ديربورن هايتس ستنتخب رئيساً جديداً للبلدية في نوفمبر المقبل، على أن يتولى الفائز بالسباق، منصبه مع بداية العام 2026.

ويشار إلى أن بزي يعتبر أول عربي وأول مسلم يتولى رئاسة بلدية ديربورن هايتس في تاريخ المدينة، علماً بأنه مهاجر لبناني انتقل إلى الولايات المتحدة مع أسرته وهو في سن الثانية عشرة.