ديربورن
بتاريخ الأحد 26 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، سيصدر العدد الأخير من صحيفة «برس آند غايد» التي تتخذ من مدينة ديربورن مقراً لها، حيث أبلغت الصحيفة قراءها أنها ستتوقف عن الصدور نهائياً بسبب «تغييرات في نموذج العمل وارتفاع تكاليف التشغيل».
وتعود جذور صحيفة «برس آند غايد» إلى عام 1918، حين كان اسمها «ديربورن برس»، مما جعلها أطول صحيفة مستمرة في ديربورن، في حين توقفت سابقاتها عن الصدور منذ عقود عديدة، ومعظمها لم يدُم طويلاً. ومع إغلاق «برس آند غايد» التي دأبت على الصدور مرتين أسبوعياً (الأربعاء والأحد) منذ العام 2004، ستصبح صحيفة «صدى الوطن» الناطقة باللغتين العربية والإنكليزية أقدم صحيفة مستمرة في المدينة مع مرور أكثر من أربعة عقود على صدور عددها الأول عام 1985.
وفي سنواتها الأولى، تنافست صحيفة «ديربورن برس» مع العديد من الصحف المحلية، بما في ذلك صحيفة «ديربورن إندبندنت» المملوكة لرائد صناعات السيارات هنري فورد. ومع نمو المدينة، نمت الصحيفة أيضاً، غالباً عن طريق الاستحواذ على الصحف المنافسة. وفي عام 1976، اندمجت «ديربورن برس» مع صحيفة «ديربورن غايد» وأُعيدت تسميتها إلى «برس آند غايد».
يُذكر أن «برس آند غايد» مملوكة حالياً لمجموعة «ميديا نيوز» التي تتخذ من مدينة دنفر مقراً لها وتمتلك أكثر من 70 صحيفة يومية، بينها «ديترويت نيوز»، وأكثر من 150 صحيفة أسبوعية في جميع أنحاء البلاد. و«ميديا نيوز» مملوكة بدورها لصندوق التحوط «ألدن غلوبال كابيتال»، الذي يقع مقره الرئيسي في مدينة نيويورك.
وقررت «ميديا نيوز» إغلاق صحيفة «برس آند غايد» إلى جانب صحيفتين أخريين تابعتين لمجموعة «ميديا نيوز» في منطقة ديترويت الكبرى، وهما «نيو بالتيمور فويس» في مقاطعة ماكومب، و«رويال أوك تريبيون» في مقاطعة أوكلاند، وذلك في سياق نمط متزايد من اضمحلال صناعة الصحف الورقية على مستوى البلاد.
وبحسب المراقبين، ربما تهدف «ميديا نيوز»، بإغلاقها للصحف الثلاث، إلى توحيد مواردها والتركيز على صحف أخرى في منطقة ديترويت، مثل «ديترويت نيوز» و«أوكلاند برس»، بالتزامن مع انتهاء اتفاقية التشغيل المشتركة مع «ديترويت فري برس».
وأفادت كلية «ميديل» للصحافة بـ«جامعة نورث وسترن» في دراسةٍ أجريت عام 2024 بعنوان «حالة الأخبار المحلية» أن أكثر من 3,200 صحيفة مطبوعة –بمعدل أكثر من صحيفتين أسبوعياً– قد اختفت منذ عام 2005. ويثير هذا النهج المتزايد، أسئلةً جوهرية حول من سيُغطي أخبار المجتمعات مع اختفاء الصحف المحلية؟ وكيف ستُدار الديمقراطية الأميركية بدون معلومات موثوقة مع ازدياد الاعتماد على منصات وسائل التواصل الاجتماعي غير الاحترافية.
Leave a Reply